صحــــتك
20 أكتوبر 2017

تزوجت.. ومازلت أحيا مع حبيب الطفولة

كنت مرتبطة بشخص منذ كنت طفلة، توهمت الحب ورسمت أحلامي إلى أن تخرجت، وانتظرته يتقدم لي بعد 12 سنة معرفة، عرضت عليه الزواج ورفض فتزوجت، وعلمت أنه تزوج؛ ومن وقتها وأنا يوميا أحلم به وبزوجته، وأنه يعتذر لي، وهذا يسبب لي أذى نفسيا شديدا يوميا بمعنى الكلمة ولمدة أربع سنوات إلى الآن، ماذا أفعل فأنا الآن أفقد بيتي بسبب حالتي النفسيه السيئة كل يوم شكرا
حب المراهقة
أهلا بك يا صديقتي..
أنا أقدر واحترم مشاعرك التي تؤلمك تلك، ولن أحدثك فيها؛ فألمك مقبول ومقدر، ولكن سأحدثك في أمور أخرى تحتاجين أن تسمحي لنفسك برؤيتها كما تسمحين لنفسك بالألم والمعاناة؛ فأنت في النهاية ترسلين لنا هنا في موقعنا الذي ينظر للأمور من حقيقتها النفسية، وسأترك لك تلك الأمور في نقاط:

- الإنسان الذي يظل في علاقة غير مستقرة مزمنة لفترات طويلة إنسان لا يحب نفسه بصدق؛ والإنسان الذي لا يحب نفسه بصدق لا يمكن أن يحب غيره بصدق مهما تصور، فيترك نفسه للأذى بأشكال مختلفة مع شخص يؤذيه بالأنانية، أو الاستغلال، أو الاستخدام، أو بأي صورة دون أن يدري.

- كثيرا ما يختلط الأمر بداخلنا بين الحب الحقيقي بمشاعره الدافئة الآمنة التي تحترم كياننا بتفاصيله مع وجود حرية، ومرونة، وارتباط صحي بين طرفين، وبين احتياجات لم تلب لدينا منذ نعومة أظافرنا؛ كأن يستمع لنا الآخر، أو يشعرنا بالاهتمام، أو يشعرنا بأننا موجودون، أو أي احتياج آخر.. ومع هذا الجوع للاحتياج فإننا نتصور زيفا أن ما يربطنا بمن يقدم لنا هذه الاحتياجات هو الحب الحقيقي؛ والحب عير ذلك يا صديقتي؛ فالحب يطلق على التبادل المتساوي وإن اختلف شكله، أو طرق التعبير عنه بين الاثنين، ولكنه متبادل، ومسؤولية إتمام العلاقة بالزواج تكون مسؤولية مشتركة وإن اختلفت في الشكل، وعلي طرفي العلاقة أن يتعاونا في تذليل عقبات الارتباط، ولكن انظري كيف سارت الأمور بينكما.. لقد ظللت 12 عاما تريدينه، وهو يرفض الزواج منك.. فكيف تطلقين على هذا أنه حب، وكيف تستمرين في رسم الأحلام.

- قد يحدث أن يلتقي إثنان في حالة احتياج شديد لدعم أو أنس أو جنس أو لحالة الحب نفسها أو للرعاية النفسية أو للأمان.. إلخ؛ فيظلا في العلاقة التي تقدم تلك الاحتياجات للطرفين، ولكنها لا تكون علاقة حب؛ وقد يتصور - أحدهما أو كلاهما - أن تلك العلاقة تكفي للوصول للزواج، ولكنها ليست كذلك؛ فربما وجوده معك في فترة من الوقت كان ملبيا لاحتياجات لديه حصل عليها من وجودك، لكنها لم تصل بداخله لدرجة الرغبة في الزواج.

- الحب لا علاقة له بالاستجداء، ولا علاقة له بتكرار محاولات الإقناع، ولا علاقة له بطول الصبر لعله يحدث التبادل؛ فالحب يبدأ بمشاعر مختلفة تجاه شخص، ثم يتم تغذية تلك المشاعر بجهد كبير من العطاء، والإيثار، والذوق، والاحترام.. إلخ، ولكن بشكل متبادل.

- من حقنا أن نحب، ومن حق الآخر أن يختار.

- صمودك 12 عاما ليس في صالح قصة الحب بقدر ما هو دليل على وجوب مراجعة هذا الصمود من الناحية النفسية خصوصا أنك لم تتحدثي عن نفسك أو عن أهلك، أو عن سبب رفضه للزواج منك، فلماذا التشبث بدور الضحية المؤذي هذا؟

- تذكري أنك ارتبطت به نفسيا منذ كنت مراهقة، وظللت في حالة تثبيت غير مبررة لمشاعرك؛ رغم أن تغير مشاعر الإنسان وأفكاره ورؤيتة لنفسه وللحياة هو أمر طبيعي جدا مع تقدم العمر، ولعله هو لم يثبت نفسه عن عمد - مثلما حدث معك - واختلاف البشر كثيرا عما كانوا عليه في مرحلة مراهقتهم هو سنة الحياة، وبالتالي فأنت من تحتاجين لمراجعة ذلك نفسيا.

قلت لك أقل مما أردت قوله، ولكن أؤكد مرة أخرى على تقديري جدا لمشاعرك، حتى مع عدم موافقتي على سببها الذي ترينه أنت، فأنت تسجنين نفسك عن عمد في علاقتك به منذ سنوات وسنوات ورغم رفضه للزواج منك، وزواجه بأخرى، وزواجك أنت أيضا، وتمنعين بهذا السجن الحياة عن نفسك وعن زوجك وعن أسرتك الجديدة؛ حتى أنك لا تصدقين أنك تزوجت فتختارين في خانة الحالة الاجتماعية صفة "أعزب"، هذه العلاقة صارت لك - ولمن تزوجته - موتا لا تريدين تركه، وهذا ما يحتاج منك لتواصل مع متخصص نفسي إن كنت بصدق تريدين النجاة والتحرر منه، وترين أنك وزوجك تستحقان الحياة.

اقرئي أيضا:
أرجوك لا تتركني.. عن قلق الفقد والانفصال
الحب.. صور نفسية ومعانٍ منسية
الحب.. السهل الممتنع
حتى لا يضيع الحب
عن الاحتياج للحب.. والطريق إلى الاعتمادية


استشارات ذات صلة:
إدمان العلاقات الاعتمادية.. مشكلة لها حل
الاحتياجات غير المشبعة وإدمان العلاقات المسيئة
آخر تعديل بتاريخ
20 أكتوبر 2017
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.