صرت أخاف من المستقبل أخاف إني مش هقدر أحصل على عمل وأحقق أي شئ من أحلامى، أنا نفسى أسافر كوريا وأدرس أو أعمل هناك، أخاف إني مش هقدر أحقق كل هذه الأشياء، ولو قدرت أحققها هكون كبرت كتير، مش هكون لسة صغير وأخاف أترك عائلتي..
كنت أود أن تركز قليلا في هذا الجزء منك الذي يخيفك، ويعطلك عن البدء في تحقيق أحلامك بوضع مخاوف تخص المستقبل الذي لا يعلم تفاصيل الأمور فعلا إلا الله؛ لأنه غيب، هل تلاحظه لديك من فترة؟ ما هي الأحلام التي كانت في تصوراتك ووقفت أو تعطلت بسبب هذا الجزء؟ اسمح لنفسك أن تسمع مخاوف هذا الجزء بحب واحترام، لأنه لا يسمعك صوته ليعطلك كما يبدو من الخارج، ولكن يحمل لك حباً لدرجة أنه يخاف عليك مما قد يحدث ويحزنك إن لم تحقق أحلامك! فكلما أدركت هذا الجزء وتعاملت معه بتقدير يكافئ حبه وخوفه عليك مما قد يزعجك أو يؤلمك أكثر.
كلما تمكنت من تجاوز تلك المخاوف؛ خاصة وأنها تتعلق بشيء لم يحدث بعد، ولا نتمكن في نفس الوقت من القَسَمْ على أن ما يحدث هذه الأيام هو فعلاً ما ستواجهه، أو ربما أسوأ، ولاحظ كذلك مخاوفك السابقة التي كانت من هذا النوع كم كانت نسبة تحققها تماماً فهل كانت كما كنت تتصورها؟ لتكون هنا على أرض واقعك أنت، وليس خيالاً أو واقعاً عاماً، والذي بالمناسبة يحمل من الخيبات والنجاحات الكثير؛ لأنها كذلك هي طبيعة الأشياء والحياة والبشر؛ فهي الحياة التي نتعلم منها كل لحظة، ونستكشف من خلال أحداثها أنفسنا وغيرنا، فلتراجع كل ما قلته بالجزء الصادق الحكيم بداخلك؛ لتتمكن من تجاوز ما يعطلك بطريقة صحية، تحمل التقدير والاحترام والتفهم لكل ما تجده بداخلك.