أخاف من شعور الفرح ودائماً زعلانة
أعاني من فترات إحباط متقطعة وعلى طول حزينة وحتى لو ما كان فيه حاجة تزعلني بكون مش مبسوطة من جوايا، لو اتخانقت مع أهلي خناقة صغيرة أو حد عمل حاجة صغيرة معايا بعمل منها موضوع كبير بنفعل زيادة عن اللزوم وأدخل بعدها في حالة إحباط وزعل كبيرة، بحس دايما أنى عندي مشكلة بس مش عارفة أوصلها. أنا مش عارفة أكون مبسوطة خالص. هل أنا بحاجة لطبيب نفسي.؟
عزيزتي؛
أنت تحملين درجة من الوعي واعدة، فعلى رغم صغر سنك النسبي إلا أنك تلاحظين نفسك، وتتمكنين كذلك من رؤية ما تقومين به؛ كالمبالغة ورفض السماح لنفسك بالفرحة حتى وإن حدث شيء مفرح، وسؤالك عن السبب على بساطته فإنه يحتاج لضوابط كثيرة واحتمالات أكثر للرد، فقد يكون السب عضوي محض يخص هرمونات جسمك في أوقات وأوقات، وقد يكون السبب أنك تنساقين وراء الجزء المتشائم منك حتى لا تُخذَلي إن تركت العنان للأمل بداخلك، وقد يكون السبب الخوف من الفرح والسعادة لأن هناك من يخاف الفرح مثل ما يخاف الحزن، أو لأنك اختبرت الحزن وتعرفينه أكثر من الفرح، أو لأسباب تعود لأفكار تؤمنين بها حتى وإن كنت لا تعرفين أنك تؤمنين بها، مثل فكرة أنه ليس من حقك أن تفرحي، أو أن كل شيء سخيف ولا يستحق الانفعال... إلخ.
أو يكون هذا المزاج عرضا لمعاناة بداخلك تحتاج لمراجعة متخصصة، وبالتواصل المباشر يمكنك معرفتها عن قرب وتجاوزها، أو وراثة. وفي جميع الأحوال، أقترح عليك أن تناقشي الأفكار التي ترتبط بألا تفرحي. ويمكنك البداية بسؤال ماذا سيحدث إذا فرحت تماما؟ أو أن تجعلي سؤالك "أنا أريد أن أفرح ولكن أخاف أن.... "واكملي بأسباب كثيرة لا تخرج من عقلك فقط. وإن لم يساعدك هذا التدريب، ساعدي نفسك بالانخراط وسط الفرح والذين يفرحون مرة تلو الأخرى، مع السماح بأان تتذوقي تلك المشاعر بقرار واع، وإن لم تتمكني من ذلك فلا تبخلي على نفسك بطلب المساعدة المتخصصة فما زلت صغيرة وما يمكنك معرفته واكتشافه الآن سيكون أفضل بكثير بعد ذلك، دمت بخير..