آثار تجربة الحشيش لأول مرة

الابن العزيز:

وجدنا أنه مع بعض الأشخاص حين يقومون بتجربة الحشيش لأول مرة أن تفاعل جسمهم يكون مثل أعراض نوبات الفزع النفسية تماماً؛ فيشعر بدوخة شديدة مثلاً، أو كأن الأرض تهتز من تحت قدمه، ورعشة، وعرق بارد، وكأن الروح تنسحب منه، أو أنه سيفقد سيطرته على عقله؛ فيُجَن، أو ضربات القلب تكون هادرة، إلخ، وكل تلك الأعراض تفاعل جسمه مع الحشيش، ولكن الشخص لا يعرف، ويظن أنه في خطر كبير؛ فيزداد مستوى القلق النفسي لديه لدرجة كبيرة؛ لا يتمكن جهازه التفسي من تحملها، وحين يحدث ذلك للبشر يعبّر الجهاز النفسي عن قلقه الشديد بنوبات تُعرف بنوبات الهلع، أو نوبات الفزع، والتي هي نفس أعراض تفاعل جسم بعض الأشخاص مع تناول الحشيش، فتتحول هذه الأعراض لدائرة لا تتوقف؛ لأن الرعب من الخطر لم يتوقف، فالنوبات تتوالى.

لذا أول ما يجب عليك فعله هو أن "تصدق" رغم شعورك بكل تلك الأعراض أو بعضها في جسمك فعلاً أنها أعراض نفسية، وأن جسدك وأعضاءه بخير، ولعلك تكون قد قمت ببعض التحاليل والأشعات ولم تجد شيئاً عضوياً فعلاً، وأنها أعراض نفسجسدية؛ فيها يعبّر الجسم عن قلق الجهاز النفسي.

والأمر الآخر؛ تذكر أنها نوبات تأتي لوقت وتذهب، فهي لا تستمر، ولا تربطها بوقت أو مكان، فهي لا علاقة لها بوقت ولا مكان، ولا تنتظرها؛ فكلما انتظرت متى ستأتي كيف ستأتي أين ستأتي؛ ستظل تأتي، ولكن اجعل تعاملك معها فقط حين تأتي.

وحين تأتي تذكر بأنها لا شيء حقيقي في جسمك، فلا قلبك توقف، ولا مت، ولا جننت، ولا ذبحة صدرية... إلخ، وأنها بعد وقت ستذهب، وهذا هو ما يجعلها تزول بمرور الوقت، وإن تمكنت وقت النوبة أن تفعل شيئاً يشغل ذهنك جدًا ولو بشيء بسيط، مثل عد الأشياء من حولك التي تحمل اللون الأزرق، أو الحديث مع أحد... إلخ، ستزول بمرور الوقت، وإن لم تتمكن بعد فترة من المحاولات الصادقة؛ فلا تبخل على نفسك بطلب مساعدة متخصصة تساعدك في التخلص من هذه المعاناة، ولا تقرب الحشيش أو ما شابهه أبداً، وربما إذا ذهبت لمساعدة متخصصة؛ تتمكن من التعرف على أصل الموضوع الذي دفعك لتجربة الحشيش من أساسه.