صحــــتك

أدوية القلب والخرف.. هل تؤثر هذه الأدوية على صحة الدماغ؟

أدوية القلب والخرف

الخرَف هو مجموعة من الأعراض التي تؤثر على القدرات العقلية والوظائف الإدراكية، مما يؤدي إلى ضعف في الذاكرة وصعوبة في التفكير والتواصل واتخاذ القرارات. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني حاليًا أكثر من 55 مليون شخص حول العالم من الخرف، ويُسجَّل ما يقرب من 10 ملايين حالة جديدة سنويًا. حتى الآن، لا يوجد علاج نهائي للخرف، ولكن هناك العديد من الخيارات العلاجية التي يمكن أن تساعد في تخفيف أعراضه أو إبطاء تطوره، كما تلعب الوقاية دورًا مهمًا في تقليل خطر الإصابة بالخرف. وفي هذا السياق، قام باحثون بدراسة العلاقة بين أدوية القلب والخرف ووجدوا أن بعض هذه الأدوية مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر.

دراسة حديثة تفتح أفقًا جديدة لفهم العلاقة بين أدوية القلب والخرف

أمراض القلب والأوعية الدموية والخرف هي من أبرز التحديات الصحية العامة التي تشكل عبئًا كبيرًا على أنظمة الرعاية الصحية والمجتمعات. وفي دراسة حديثة أجراها معهد كارولينسكا وجامعة لوند في السويد، كشف الباحثون عن وجود علاقة غير متوقعة بين أدوية القلب والخرف. وأظهرت النتائج أن تناول بعض أدوية القلب الشائعة على المدى الطويل يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف في وقت لاحق من الحياة، وقد نُشرت نتائج هذه الدراسة في مجلة ألزهايمر والخرف (Alzheimer's & Dementia) في 18 تشرين الثاني/نوفمبر 2024.

وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة موزهو دينغ، الأستاذة المساعدة بمعهد الطب البيئي في معهد كارولينسكا وأحد المؤلفين الرئيسيين للدراسة: "وجدنا علاقة واضحة بين الاستخدام الطويل الأمد لهذه الأدوية، أي لمدة 5 سنوات أو أكثر، وانخفاض خطر الإصابة بالخرف مع التقدم في العمر".

وفي تعليقها على الدراسة، قالت ألكسندرا وينبرج، أحد الباحثين المشاركين في الدراسة من معهد الطب البيئي في معهد كارولينسكا: "ركّزت الدراسات السابقة على أدوية معينة ومجموعات محددة من المرضى، ولكننا في هذه الدراسة اتبعنا نهجًا أوسع".

أدوية القلب والخرف.. بين الوقاية وزيادة الخطر  

اعتمدت هذه الدراسة على بيانات من السجلات الوطنية السويدية، وشملت تحليل بيانات حوالي 88000 شخص تجاوزت أعمارهم 70 عامًا وتم تشخيصهم بالخرف بين عامَي 2011 و2016، بالإضافة إلى أكثر من 880000 شخص من الفئة العمرية نفسها ولكن لا يعانون من الخرف. كما تم جمع بيانات أدوية القلب والأوعية الدموية التي تم وصفها للمرضى من سجل الأدوية الموصوفة السويدي.

وأظهرت النتائج أن الاستخدام الطويل الأمد لأدوية خفض ضغط الدم، وأدوية خفض الكوليسترول، والأدوية المُدرَّة للبَول، والأدوية المسيِّلة للدم (مميعات الدم)، مرتبط بانخفاض خطر الإصابة بالخرف بنسبة تتراوح بين 4% و25%. كما أظهرت الدراسة أن الجمع بين هذه الأدوية كان له تأثير أقوى في الوقاية من الخرف مقارنة باستخدام كل دواء بشكل منفرد.

كما أشار الباحثون أيضًا إلى وجود علاقة سلبية بين بعض أدوية القلب والخرف. فعلى العكس من التأثير الوقائي لبعض أدوية القلب والأوعية الدموية، أظهرت الدراسة أن بعض الأدوية الأخرى قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف. وقد وجد الباحثون أن استخدام الأدوية المضادة للصفيحات، مثل الإسبرين والبلافيكس، التي تُستخدم للوقاية من السكتات الدماغية ومنع تكتل الصفائح الدموية، قد يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بالخرف. ويُفسر الباحثون ذلك بأن هذه الأدوية قد تزيد من خطر حدوث نزيف دقيق متكرر في الدماغ، مما قد يؤدي إلى تدهور الوظائف والقدرات الإدراكية.

 

أدوية القلب والخرف.. خطوة جديدة في مجال الوقاية من الخرف

أكد الباحثون على أهمية هذه النتائج، وأوضحوا أنها خطوة مهمة نحو تطوير استراتيجيات فعالة لتقليل خطر الإصابة بالخرف والتوصل إلى علاجات جديدة، فمع عدم وجود علاج حالي فعّال للخرف، يصبح البحث عن تدابير وقائية أكثر أهمية.

 كما أشاروا إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات، بما في ذلك التجارب السريرية العشوائية، لفهم الآليات الكامنة وراء هذه النتائج بشكل أفضل، وأكدوا على أنهم سيستمرون في دراسة كيفية تأثير النظام الغذائي ونمط الحياة إلى جانب العلاجات الدوائية لأمراض القلب والأوعية الدموية، على خطر الإصابة بالخرف.

آخر تعديل بتاريخ
14 ديسمبر 2024
يرجى تحديد خانة الاختيار "التعليق كضيف" إذا كنت تفضل عدم تقديم اسمك وبريدك الإلكتروني.
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.