عشبة الراوند (بالإنجليزية: Rheum rhabarbarum)، وتسمى كذلك الروبارب الصيني، والروبارب الهندي الشرقي، وراوند الزينة، وهي من الأعشاب التي تم استخدامها من قبل ممارسي الطب الصيني التقليدي في الطب والعلاجات منذ حوالي 5000 عام، وتحتوي هذه النبتة على الفيتامين k والألياف ومضادات الأكسدة التي تدعم صحة العظام والجهاز الهضمي والقلب، ومع ذلك؛ فإن تناول المكملات التي تحتوي على مستخلص الرواند لفترة طويلة قد يكون ضاراً، فما هي عشبة الراوند وما فوائدها الصحية وما هي طريقة استخدامها؟
ما هي عشبة الراوند ؟
عشبة الراوند هي نبات معمر ينتمي إلى عائلة الحنطة السوداء، ويحتوي هذا النبات على سيقان طويلة ذات ألوان وردية وحمراء زاهية، وأوراق خضراء داكنة كبيرة، وسيقان الراوند صالحة للأكل، ولها نكهة حامضية لاذعة، يتناسب تناولها مع الأطعمة الحلوة، بينما أوراق النبات غير صالحة للأكل وتعتبر سامة للإنسان.
تتطلب هذه النبتة شتاء باردًا حتى تنمو، وهي توجد بشكل رئيسي في المناطق الجبلية والمعتدلة حول العالم، وخاصة في شمال شرق آسيا، وهي شائعة أيضاً في أمريكا الشمالية وشمال أوروبا، ويوجد منها العديد من الأصناف والأنواع، ففي الغرب يطلق على النوع الأكثر شيوعاً اسم راوند الطهي أو راوند الحديقة (Rheum x hybridum).
القيمة الغذائية لعشبة الروند
الرواند ليس غنياً بالعناصر الغذائية الأساسية، كما أن محتواه من السعرات الحرارية منخفض، ومع ذلك فهو مصدر جيد جداً للفيتامين k1، إذ يوفر حوالي 18% إلى 24% من الاحتياجات اليومية منه في كل 100 جرام اعتماداً على إذا كان مطبوخاً أم لا، كما أنه يحتوي على نسبة عالية من الألياف. وتحتوي 100 جرام من الراوند المطبوخ مع السكر المضاف ما يلي:
| العنصر الغذائي | الكمية |
| السعرات الحرارية | 116 سعرًا حراريًا |
| الكربوهيدرات | 31.2 جرامًا |
| الألياف | 2 جرام |
| البروتينات | 0.4 جرام |
| الفيتامين k1 | 18% من احتياجات الجسم اليومية |
| الكالسيوم | 11% من احتياجات الجسم اليومية |
| الفيتامين ج | 4% من احتياجات الجسم اليومية |
| البوتاسيوم | 2% من احتياجات الجسم اليومية |
| حمض الفوليك | 1% من احتياجات الجسم اليومية |
وعلى الرغم من احتواء الروند على نسبة عالية من الكالسيوم؛ فإنه يكون على شكل أوكسالات الكالسيوم المضادة للمغذيات التي لا يستطيع الجسم امتصاصها بكفاءة، كما أنه يحتوي على نسبة عالية إلى حد ما من الفيتامين c، إذ يحتوي على 4% من احتياجات الجسم اليومية لهذا الفيتامين.
فوائد عشبة الراوند
توجد دراسات محدودة حول الفوائد الصحية التي يقدمها نبات الروند، ومع ذلك؛ قامت بعض الدراسات بفحص تأثيرات مكونات ساق الروند مثل الألياف بالإضافة إلى العديد من الفيتامينات والمعادن المهمة التي توفر مجموعة متنوعة من الفوائد الصحية، مثل:
-
تقليل نسبة الكوليسترول
وجدت مراجعة للدراسات التي أجريت عام 2023 أن الريسفيراترول والإيمودين والمواد الكيميائية الأخرى الموجودة في هذه العشبة تساعد على تنظيم استقلاب الدهون وتقليل الكوليسترول الضار، وتعد سيقان النبات مصدراً جيداً للألياف، وهذا قد يؤثر تأثيراً جيداً على نسبة الكوليسترول في الجسم.
-
غنية بمضادات الأكسدة
تشير دراسات أجريت عام 2012 أن نبات الروند يحتوي على مادة بوليفينول، وقد يكون محتواها أعلى من محتوى الكرنب، وتشمل مضادات الأكسدة الأخرى الأنثوسيانين، وهي مسؤولة عن اللون الأحمر لهذا النبات، ويحتوي أيضًا على نسبة عالية من البروانثوسيانيدين المعروف أيضًا باسم العَفص المكثف، ومضادات الأكسدة هذه هي المسؤولة عن جزء من الفوائد الصحية للعشبة.
-
تخفف من الإمساك
تعتبر سيقان الروند مصدراً جيداً للألياف، وهي من العناصر الأساسية لعلاج الإمساك والوقاية منه، إذ تقوم الألياف بسحب الماء إلى الأمعاء وتزيد حجم البراز مما يسهل مروره عبر الأمعاء بشكل أسهل وأسرع، ولكن يجب الحرص على شرب كمية كافية من الماء مع الألياف لأنها تعمل بشكل أفضل عندما تحتوي على الكثير من السوائل.
وقد استخدم الطب الصيني التقليدي نبات الروند منذ آلاف السنين لعلاج الإمساك، كما أثبتت الأبحاث الحديثة أن نبات الرواند يحتوي على كمية كبيرة من الأنثراكينون، وهي مركبات لها تأثيرات ملينة تحفز الأمعاء على دفع البراز إلى الخارج، وقد تبين أن مفعول الروند هذا يبدأ في أقل من يومين من بدء الاستخدام.
-
دعم صحة العظام
يحتوي الروند على الفيتامين ك بوفرة، والذي يساعد في الحفاظ على بنية العظام وتنظيم نمو العظام، فقد وجدت الدراسات أن انخفاض مستوى الفيتامين ك يرتبط بزيادة خطر الإصابة بالكسور وانخفاض كثافة المعادن في العظام، لذا فإن تناول الفيتامين ك يساعد في تقليل ومنع كسور العظام، ويمكن الحصول على ما يكفي من الفيتامين ك من نبات الراوند والخضراوات الورقية الداكنة وزيت فول الصويا وعصير الرمان التي تساعد الجسم على الحصول على الفوائد دون الحاجة إلى تناول مكمل غذائي.
-
الوقاية من السرطان
تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في عشبة الروند على محاربة الجذور الحرة في الجسم، مما قد يساعد في الحماية من الإجهاد التأكسدي وتلف الخلايا، وبالتالي قد تقلل خصائص مضادات الأكسدة المحارِبة للجذور الحرة من خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان.
-
تقليل الالتهابات
تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في عشبة الروند على تقليل الالتهابات، وقد تكون هذه الخصائص مفيدة للأشخاص الذين يعانون من متلازمة التفاعل الالتهابي الجهازي، فقد وجدت الدراسات أن الخصائص المضادة للالتهاب لمستخلص الروند يمكن أن تساعد في تحسين التئام الجروح.
طريقة استخدام عشبة الراوند
عندما يأتي موسم الروند، والذي يكون عادة من أبريل إلى شهر يونيو، يمكن أن تجد الروند الطازج في قسم الخضراوات في المتجر، وعند اختبار نبات الروند ابحث عن السيقان الصلبة أو المقرمشة، وابحث عن النبات ذي الأوراق الصغيرة التي تشير إلى أن النبات أصغر سناً، ولكن تأكد من إزالة الأوراق قبل الطهي أو الأكل.
ولا تقم بتقطيع السيقان إلا عند الحاجة إلى أكلها أو طهوها، وقم بتخزين السيقان كاملة في كيس بلاستيكي ووضعها في الثلاجة، ويجب استخدامها خلال أسبوع على الأكثر، فإذا كنت تريد استخدامها لاحقاً فيمكن تقطيع السيقان وتخزين القطع في الفريزر، ويمكن تناول هذه العشبة بعدة طرق مختلفة إما نيئاً أو ممزوجاً في عصير أو مطبوخاً على شكل مربى. وتشمل طرق تناوله الأخرى ما يلي:
- إضافته إلى الفطائر المحلاة.
- صنع آيس كريم عشبة الروند.
- إضافته إلى العصائر الطازجة.
- مزجه مع صلصة اللحوم والدواجن.
- تحميصه مع العسل وإضافته إلى السلطة.
الروند كمكمل غذائي
تتوفر عشبة الروند كمكمل غذائي لأنها تقدم العديد من الاستخدامات الطبية المزعومة، بما في ذلك اعتلال الكلية السكري والإمساك، ومع ذلك لا ينصح الخبراء باستخدام مكملات الروند على المدى الطويل لأنها يمكن أن تكون ضارة للجهاز الهضمي والكلى والكبد عند تناولها بكميات زائدة، كما أن بعض المركبات الموجودة في الروند لها تأثير ملين، وإن الافراط في تناولها يمكن أن يسبب إسهالاً شديدًا، ولأسباب متعلقة بالسلامة يفضل تناول الروند كغذاء وليس كمكمل غذائي كما يقول الخبراء والمتخصصون.
أضرار عشبة الراوند
تعتبر هذه العشبة من أغنى المصادر الغذائية لأوكسالات الكالسيوم، وهو الشكل الأكثر شيوعاً لحمض الأكساليك في النباتات، ووفقاً للتقاليد الشعبية لا ينبغي حصاد الراوند بعد أواخر يونيو لأن مستويات حمض الأكساليك فيها ترتفع من الربيع إلى الصيف، وتتركز هذه المادة بشكل خاص في الأوراق، ولكن يمكن أن تحتوي السيقان أيضاً على كمية كبيرة اعتماداً على صنف العشبة، ويمكن أن يؤدي تناول الكثير من أوكسالات الكالسيوم إلى فرط أوكسالات البول، وهي حالة قد تؤدي إلى تراكم بلورات أوكالسالات الكالسيوم في مختلف الأعضاء، وهذه البلورات أيضاً قد تشكل حصيات الكلى.
وفرط أوكسالات البول المستمر يمكن أن يؤدي في النهاية إلى الفشل الكلوي، كذلك أظهرت دراسة حديثة أن فرط تناول الأنيوسيانين على المدى الطويل الموجود في الروند قد يضر الكلى بالفعل، ولا يستجيب جميع الأشخاص للأوكسالات بنفس الطريقة، فهناك بعض الأشخاص لديهم استعداد وراثي للمشكلات الصحية المرتبطة بالأوكسالات. وعلى الرغم من ندرة التقارير الواردة عن التسمم بعشبة الروند؛ يجب التنويه أنه عليك التأكد من تناول هذه العشبة باعتدال، وتجنب تناول الأوراق، كما أن طهي الروند قد يقلل من محتواه من الأكسالات بنسبة 65% إلى 74%.
عشبة الراوند بالصور
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل الراوند ملين طبيعي؟
يحتوي الرواند على مكونات يمكن أن تخفف من الإمساك، أبرزها الألياف، لذا يمكن استخدام هذه العشبة كملين طبيعي، ويظهر تأثيرها الملين بعد يومين من بداية الاستخدام.
هل يجوز أكل الراوند يوميًا؟
بسبب محتواها العالي من الأوكسالات فيجب تجنب الإكثار من تناول هذه النبتة، خاصة إذا كنت عرضة للإصابة بحصيات الكلى، كما يجب الحرص عند تناولها إذا كنت تتناول مميعات الدم بسبب احتوائها على نسبة عالية من الفيتامين ك الذي يمكن أن يبطل تأثير بعض مميعات الدم خاصة الوارفارين.
ما الذي يجعل الراوند سامًا؟
تعتبر أوراق النبات سامة للحيوان والإنسان، خاصة الأوراق الكبيرة الحجم، وذلك بسبب احتوائها على نسبة عالية جداً من حمض الأوكسالات الذي يسبب أضرارًا كبيرة للجسم مثل مخاطره على الكلى، ويمكن أن يسبب الحصيات ويؤدي إلى تلف أنسجة الكلى.
هل يمكن أكل جميع أنواع الراوند؟
لا، فهناك نوع يسمى الراوند الصيني أو رواند الزينة، وهو نوع غير صالح للأكل، ويعتبر (Rheum rhabarbarum) والذي يعرف باسم الروند البري هو النوع الصالح للأكل، ويوجد بشكل أساسي في الولايات المتحدة.
نصيحة من موقع صحتك
عشبة الراوند من النباتات الفريدة التي يستخدمها الناس في الطبخ وصنع الحلويات والعصائر وإضافتها إلى السلطات، ونظراً لأنها تحتوي على نسبة عالية من الأوكسالات ننصح بتجنب تناول الكثير منها، ومحاولة اختيار السيقان والأجزاء التي تحتوي على كميات أقل من الأوكسالات، وننصح بتناول الروند المطبوخ والابتعاد عن النيء، لأن الطبخ يقلل نسبة الأكسالات كثيرًا، وإذا كنت عرضة للإصابة بحصيات الكلى فمن الأفضل تجنب تناول الروند تماماً، أما بالنسبة للجانب الإيجابي للعشبة فهي مصدر جيد لمضادات الأكسدة والفيتامين ك والألياف، كما أن طعمها الحامض يجعلها مكوناً مثالياً لصنع المربيات والفطائر.
