الاستيقاظ المفاجئ من النوم قد يحدث مرة أو مرتين خلال الليل، وقد يعود ذلك لعدة أسباب محتملة مثل شرب الكافيين في وقت متأخر من اليوم، أو أن بيئة النوم غير مناسبة، أو بسبب اضطرابات النوم، أو بسبب حالات صحية أخرى مثل انقطاع التنفس أثناء النوم أو ارتفاع درجة الحرارة. لكن الاستيقاظ المفاجئ من النوم والنوم المتقطع يمكن أن يصبح مزعجاً ويسبب لك الأرق وعدم الراحة، فالنوم من الضروريات التي يحتاجها الجسم للحصول على قسط كافٍ من الراحة، وعدم الحصول على ما يكفي من الراحة يمكن أن يسبب مشكلات صحية كبيرة للجسم، مثل ضعف الوظائف الإدراكية والذهنية. وفي مقالنا هذا سنوضح الأسباب الشائعة والعلاجات للاستيقاظ المفاجئ في منتصف الليل.
أسباب الاستيقاظ المفاجئ من النوم
بشكل عام؛ يحتاج البالغون من 7-9 ساعات من النوم يومياً للحصول على الراحة الكافية والتمتع بالصحة الجيدة، وينقسم النوم إلى فترات من النوم الخفيف والنوم العميق وحركة العين السريعة (REM) حين تحدث الأحلام. يمر الجسم بهذه المراحل عدة مرات في الليلة، ومرحلة النوم العميق تحدث في وقت مبكر من الليل، أما في الصباح فتكون غالباً في مرحلة حركة العين السريعة والنوم الخفيف، مما يجعل الاستيقاظ المفاجئ من النوم سهلاً. ونوضح فيما يلي بعض الأسباب المحتملة للاستيقاظ المفاجئ من النوم مع شرحها بشكل مفصل:
-
الأسباب الجسدية
هناك العديد من الحالات الصحية والأمراض التي تصبح أعراضها أسوأ في الليل وتكون سبباً للاستيقاظ بشكل مفاجئ من النوم، ولجعل نومك متقطعاً وغير مريح. تشمل هذه الأسباب ما يلي:
- الألم: خاصة لدى المرضى الذين يعانون من التهاب المفاصل، بالإضافة إلى مرضى فقر الدم المنجلي وفشل القلب أو السرطان. لذا عليك إخبار طبيبك إذا كنت تعاني مما يمنعك من النوم، فقد يقوم بتعديل أدويتك أو قد يصف لك بعض الأدوية المسكنة للألم.
- صعوبة في التنفس: وقد يحدث ذلك لعدة أسباب صحية مثل الربو والتهاب الشعب الهوائية أو أي مرض تنفسي آخر.
- مشكلات هضمية: مثل الألم الناتج عن الارتجاع الحمضي أو أعراض متلازمة القولون العصبي.
- التغيرات الهرمونية: خلال فترة الطمث تحدث تغيرات هرمونية في جسم المرأة مما قد يجعلها تستيقظ خلال الليل عدة مرات، أو خلال سن اليأس بسبب الهبات الساخنة وكثرة التعرق أثناء النوم.
- أمراض الدماغ والأعصاب: مثل مرض باركنسون وألزهايمر.
- كثرة التبول: يحدث التبول الليلي لأسباب عديدة منها شرب الكثير من السوائل قبل النوم، أو بسبب حالة مرضية مثل السكري وأمراض القلب والتهاب المثانة.
ويمكن أن تؤثر أيضاً بعض الأدوية المستخدمة في علاج حالات صحية على النوم مثل حاصرات بيتا ومدرات البول ومضادات الاكتئاب وأدوية ADHD ومزيلات الاحتقان وعلاجات الجهاز التنفسي التي تحتوي على الستيرويدات، فإذا كان سبب الاستيقاظ المفاجئ من النوم لديك هو حالة مرضية أو بسبب علاج تتناوله لهذه الحالة فعليك مراجعة الطبيب الذي قد يقوم بعمل تغييرات على العلاج، أو بوصف علاج آخر للتحكم بالأعراض.
-
سبب الاستيقاظ المفاجئ من النوم في علم النفس
يعتبر التوتر أحد أهم الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى الاستيقاظ المفاجئ من النوم، فهو يجعل النوم خفيفًا، ويحول دون وصولك إلى النوم العميق وإلى مرحلة حركة العين السريعة، ويمكن أن تشكل بعض المشكلات النفسية الأخرى أيضاً مشكلات في النوم، وتشمل هذه المشكلات الصحية:
- اضطراب القلق مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).
- الاضطراب ثنائي القطب.
- الاكتئاب.
- الفصام.
فإذا كانت لديك حالة نفسية معينة تؤثر على جودة نومك، فاطلب من طبيب الصحة النفسية المشورة للحصول على علاج أو تغيير العلاجات التي تتناولها.
-
أسباب تتعلق بعادات النوم
بعض العادات اليومية التي تقوم بها خلال اليوم قد تؤثر على طبيعة النوم خلال الليل، وقد تسبب لك الأرق وتسبب الاستيقاظ المفاجئ من النوم، وتشمل هذه العادات ما يلي:
- مواعيد النوم: تغيير وقت النوم والاستيقاظ بشكل مستمر قد يجعل من الصعب الوصول إلى استقرار الساعة البيولوجية للجسم.
- الأجهزة الإلكترونية: الضوء المنبعث من الهاتف أو جهاز الحاسوب يعمل كمنبه للدماغ، ويجعل من الصعب الشعور بالنعاس والخلود إلى النوم بسهولة.
- الكافيين: يعتبر من المواد المنبهة للجهاز العصبي، والتي قد يستغرق تأثيرها 8 ساعات حتى يبدأ يتلاشى.
- التدخين: النيكوتين هو منبه آخر للجهاز العصبي الذي يجعل نومك أقل عمقاً، والعديد من المدخنين يستيقظون من النوم عندما يحتاج جسمهم إلى النيكوتين.
-
بيئة النوم
يمكن أن تؤثر الظروف البيئية من حولك على جودة النوم مثل الضوء ودرجة الحرارة ووجود الحيوانات الأليفة، فيمكن أن تؤثر هذه العوامل على قدرتك في البقاء نائماً أو الانتقال بين مراحل النوم، لذا ينصح الخبراء بما يلي:
- وضع ستائر داكنة على النوافذ أو ارتداء قناع عين لحجب الضوء.
- استخدام سدادات الأذن أو مروحة أو آلة الضوضاء البيضاء لتغطية الأصوات.
- الحفاظ على درجة حرارة الغرفة أقرب إلى البرودة.
-
اضطرابات إيقاع النوم
يمتلك الجسم دورة طبيعية ما بين النعاس واليقظة، ويتحكم في هذه الدورة الهرمونات والضوء، وعندما تتعطل هذه الدورة تواجه صعوبة في النوم، ومن الأسباب المحتملة لتعطل هذه الدورة:
- العمر: تتغير إيقاعات النوم في الجسم مع التقدم في العمر وتشعر بالتعب والحاجة إلى النوم في وقت مبكر من الليل، وتستيقظ في وقت مبكر من الصباح، كما يقضي الجسم وقتًا أطول في مراحل النوم الخفيف ووقتًا أقل في مراحل النوم العميق وحركة العين السريعة.
- الفرق الزمني بين دول العالم والسفر بينها.
- العمل ليلاً أو نوبات العمل المتغيرة.
والحالات السابقة لا يمكن التحكم بها أو قد يكون من الصعب تغييرها، لذا ركز على الأمور التي يمكنك تغييرها مثل العادات خلال النهار والليل، أو أي حالات صحية تحتاج إلى علاج.
-
اضطرابات النوم
هناك بعض مشكلات النوم التي تؤثر على مواصلة النوم وتسبب الاستيقاظ المفاجئ من النوم، وتشمل اضطرابات النوم الحالات الآتية:
- انقطاع التنفس الليلي: إذا كنت تعاني من الشخير بصوت عالٍ فقد تعاني من انقطاع التنفس النومي الانسدادي، حيث تغلِق الأنسجة في الفم والحلق مجرى الهواء مما يؤدي إلى توقف التنفس عدة مرات خلال الليل، فيقوم الدماغ بإيقاظك لتتمكن من التنفس مرة أخرى. وواحدة من أكثر العلاجات فعالية لهذه الحالة هي النوم مع جهاز تنفس يحافظ على فتح مجرى الهواء.
- متلازمة تململ الساقين: تسبب متلازمة تململ الساقين الشعور بالوخز والتنميل في الساقين، وتجبرك على مد وتحريك الساقين، وقد تزداد الأعراض خلال الليل وتصبح أسوأ.
- اضطراب حركات الأطراف الدورية (PLMD): يعاني العديد من الأشخاص المصابين بمتلازمة تململ الساقين من هذه الحالة، حيث تجعل الذراعين والساقين ترتعش مما يجعلك تستيقظ من النوم.
- الذعر الليلي: هي نوبات من الصراخ أو التقلب أو التصرف بخوف أثناء النوم، وتكون هذه الحالة أكثر شيوعاً عند الأطفال لكن يمكن أن تحدث عند البالغين أيضاً.
نصائح لمساعدتك على النوم طوال الليل
جرب بعض النصائح الآتية لمساعدتك على النوم خلال الليل وبشكل متواصل، والحصول على الراحة الكافية وعدم الاستيقاظ المفاجئ من النوم، وتشمل هذه النصائح ما يلي:
- تجنب التبغ: تجنب تدخين السجائر قبل النوم مباشرة، كما عليك تجنب شرب الكافيين والكحوليات أيضاً.
- الخروج إلى الهواء الطلق: يساعد استنشاق الهواء النقي لمدة 15 دقيقة كل يوم على ضبط ساعتك البيولوجية وتنظيم ساعات النوم.
- ممارسة الرياضة بانتظام: حاول التمرن وممارسة الرياضة قبل 5 ساعات على الأقل من موعد نومك.
- تجنب القيلولة: خاصة في وقت متأخر من اليوم.
- اتباع روتين مريح قبل النوم: مثل أخذ حمام دافئ، والاستماع إلى موسيقى هادئة أو قراءة كتاب.
- إطفاء الشاشات الإلكترونية: تجنب استخدام الأجهزة ذات الشاشات قبل الذهاب إلى النوم مباشرة.
- لا تستخدم السرير لأي شيء آخر غير النوم.
- حافظ على الهدوء والظلام ودرجة حرارة الغرفة بحيث تكون باردة ومناسبة للنوم.
- لا تبق مستلقياً في السرير: إذا استيقظت من نومك خلال الليل ولم تستطيع العودة إلى النوم خلال 15-20 دقيقة قم من السرير وافعل شيئاً يساعدك على الشعور بالنعاس والعودة إلى النوم، وقاوم الرغبة في استخدام الهاتف أثناء محاولتك العودة إلى النوم.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
لماذا أستيقظ من النوم فجأة بدون سبب؟
يعتبر التوتر أحد أهم أسباب الاستيقاظ المفاجئ من النوم وعدم القدرة على مواصلة النوم طوال الليل، وقد يكون الاستيقاظ المتكرر في الساعة 3 صباحاً والذي يبقيك مستيقظاً لفترة طويلة من الوقت علامة على الأرق أو حالة طبية أخرى.
ما هي مخاطر الاستيقاظ المفاجئ؟
يؤدي الاستيقاظ المفاجئ من النوم إلى تحول الدماغ من وضع النوم إلى وضع الاستيقاظ، وقد يبدأ المخ في العمل بشكل أسرع، ويرتفع معدل ضربات القلب وضغط الدم، وهذا يجعل العودة إلى النوم أكثر صعوبة، ويمكن أن يؤدي هذا النوع من الاستجابة للتوتر إلى الإصابة بالأرق الذي يعتبر أحد اضطرابات النوم.
لماذا تستيقظ في الساعة 2 أو 3 فجراً بدون سبب؟
هرمون الكورتيزول معروف بأنه هرمون التوتر في الجسم، ويلعب دوراً محورياً في عملية النوم، وأظهرت الدراسات أن هرمون الكورتيزول يبدأ بشكل طبيعي في الارتفاع بين الساعة 2-3 صباحاً، وهذا ما يجعلك تستيقظ في هذه الساعة من الصباح الباكر.
نصيحة من موقع صحتك
الاستيقاظ المفاجئ من النوم لا يدل بالضرورة على وجود مشكلة صحية، ومع ذلك؛ إذا تكررت الحالة كثيراً فيجب مراجعة الطبيب للحصول على استشارته ومعرفة السبب وراء ذلك، وهناك خطوات يمكن أن يتخذها الشخص للمساعدة على وقف الاستيقاظ خلال الليل والحصول على مدة نوم كافية ومتواصلة، مثل إجراء تغييرات مناسبة في نمط الحياة، والسعي لتعديل الأدوية، ومعالجة الحالات الصحية المرتبطة بعدم القدرة على النوم المتواصل، لأن الحصول على قسط كافٍ من النوم الجيد هو جزء من الحياة الصحية.