يُعد سوء تنظيم المشاعر من الأعراض التي تنجم عن مشكلات نفسية متعددة، ويتمثل بمشكلة في التحكم في المشاعر والسلوك التالي لهذه المشاعر. نبين فيما يلي ما هو سوء تنظيم المشاعر، وما هي أعراضه، وكيف نتعامل معه.
تعريف سوء تنظيم المشاعر
يُمثل هذا المفهوم عدم القدرة على التحكم في الاستجابات العاطفية أو تنظيمها، ما قد يؤدي إلى تقلبات كبيرة في المزاج، وقد يشمل العديد من المشاعر، بما في ذلك الحزن والغضب والإحباط. عادة ما يظهر هذا الأمر في مرحلة الطفولة، ولكن تنتهي هذه المشكلة عندما يتعلم الطفل مهارات واستراتيجيات لتنظيم المشاعر المناسبة، إلا أن سوء تنظيم العواطف قد يستمر في مرحلة البلوغ، وقد يؤدي بالنسبة لهؤلاء إلى مشكلات مدى الحياة، بما في ذلك مشكلات في العلاقات الشخصية والأداء الأكاديمي وعدم القدرة على العمل بفعالية.
أعراض سوء تنظيم المشاعر
تتجلى تأثيرات سوء تنظيم العواطف في تصرفات المصاب، ومن الأمثلة على ذلك:
- صعوبة توجيه الحالة المزاجية، ما يجعل المصاب يشعر بأنه عالق أو غير قادر على تحسين مزاجه، خاصة مع المشاعر السلبية مثل الاكتئاب والقلق وغيره.
- الشعور بالإحباط بسهولة بسبب أمور بسيطة.
- تقلبات المزاج.
- سلوك اندفاعي.
- الهوس.
- مشكلة في التعامل مع المشاعر التي تتداخل مع السعي لتحقيق الأهداف.
- سرعة الغضب.
ما هي أسباب سوء تنظيم المشاعر ؟
يعد سوء تنظيم المشاعر أحد أعراض اضطرابات الدماغ، وقد يكون ناجمًا عن أمراض نفسية. من المرجح أن يحدث سوء تنظيم المشاعر لدى ثلاث مجموعات رئيسية هم:
- الأشخاص الذين يعانون من أمراض نفسية مثل اضطرابات المزاج والشخصية والقدرة على ضبط النفس.
- الأشخاص الذين يعانون من التباين العصبي، وهم الأشخاص الذين تطورت أو تعمل أدمغتهم بشكل مختلف عن المتوقع.
- الأشخاص الذين يعانون من تلف مرضي في مناطق معينة من الدماغ.
طرق التعامل مع سوء تنظيم المشاعر
يمكن للعديد من الأشخاص الذين يعانون من خلل في التنظيم العاطفي أن يتعلموا كيفية التحكم في تأثيراته، ولكن يمكن للعلاجات أن تجعل تعلم ضبط المشاعر أسهل. تشمل الأشكال الرئيسية للعلاج كلًا من العلاج النفسي، والأدوية، وتقديم الدعم للمريض، ولكن عندما يكون سبب سوء تنظيم المشاعر تلفًا في الدماغ أو اضطرابًا في نشاطه، فإنه لا يمكن علاج المشكلة مباشرة.
قصة عن سوء تنظيم المشاعر
"س" هي فتاة ذكية ومتفوقة علميًا، نشأت في أسرة مترابطة وميسورة الحال، وكانت دائمًا شغوفة بالقراءة والموسيقى واللغات الأجنبية، ومع ذلك، كانت تشعر بالوحدة على الرغم من امتلاكها للعديد من الأصدقاء، وعندما التحقت بالجامعة في محافظة أخرى، واجهت مشكلات كبيرة، وتغيرت حياتها بشكل جذري، فقد أصبحت عصبية وتتناول الكحول، ما أدى إلى فصلها من الجامعة بعد شهر واحد بسبب شكاوى زملائها من تصرفاتها الغريبة.
قرر والدا "س" استشارة المختصين، واكتشفوا أنها تعاني من اكتئاب حاد بعد تناولها جرعة زائدة من مضادات الاكتئاب إثر علمها بفصلها من الجامعة. كانت طفولتها مليئة بالتحديات، بما في ذلك تعرضها للتحرش الجنسي، والذي لم تفصح عنه إلا مؤخرًا.
انتقلت "س" إلى المدينة للالتحاق بالجامعة، وكانت تواجه صراعًا بين تربيتها الدينية المحافظة ورغبتها في التمرد واستكشاف جوانب جديدة من الحياة. هذا التناقض أدى إلى صدامات متكررة مع أسرتها، وأدى إلى محاولات انتحار متعددة. هذه قصة حقيقية لفتاة حقيقية مختلفة ومتميزة في العديد من الأمور، ولكنها تعاني من سوء تنظيم المشاعر.
العبرة
لا ينبغي علينا الحكم على من حولنا، وإن كان هناك من يبدو غريبًا أو غير طبيعي في سلوكهم، لا بد من طلب المساعدة من شخص متخصص.
