أكل السبانخ وإعداد الأطباق المختلفة منه يعتبر لذيذاً ومفيداً، والسبانخ بحد ذاته هو غذاء مثير للإعجاب، فهو ينتمي إلى عائلة لها حسب ونسب، وهي الخضراوات الورقية الخضراء التي تمتاز بغناها بمضادات الأكسدة والمغذيات النباتية، التي يساعد استهلاكها ضمن نظام غذائي متوازن على التقليل من الأضرار التأكسدية، والمحافظة على صحة القلب والعين والشعر والعظام والصحة العامة.
المخاطر المحتملة لأكل السبانخ بكثرة
على الرغم من أن السبانخ يملك العديد الفوائد الصحية، فإن تناول الكثير منه يوميًا قد ينطوي على عدد من المخاطر هي:
-
مخاطر تتعلق بالأمراض المنقولة
يمكن أن يكون السبانخ مأوى لجراثيم العصيات القولونية E.coli القادمة من المبيدات والأسمدة العضوية ومياه الري، ويمكن لجراثيم العصيات القولونية أن تسبب زوبعة من الأعراض المزعجة مثل التشنجات الشديدة في المعدة والقيء والإسهال. وتشكل العدوى بتلك الجراثيم خطرًا على كبار السن فوق 65 سنة، وصغار السن دون 5 سنوات، والحوامل، والأشخاص الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي.
-
مخاطر تتعلق بالألياف
تحتوي السبانخ على كمية عالية من الألياف، فعند أكلها بكثرة فإن الأمعاء تحتاج إلى وقت طويل لهضمه، الأمر الذي يشجع على إطلاق المزيد من الغازات التي تكون سببًا في المعاناة من أعراض مثل التشنجات وانتفاخ وآلام البطن والإسهال.
-
مخاطر تتعلق بالأوكسالات والبيورينات
إن الإفراط في أكل السبانخ، والذي يعتبر غنيًا بالأوكسالات، قد يحدّ من القدرة على امتصاص المعادن مثل الزنك والمغنيسيوم والكالسيوم والحديد، ما يجعل الجسم غير قادر على تلبية احتياجاته من تلك المعادن، الأمر الذي قد يترتب عنه تبعات ومضاعفات صحية. أيضًا، يمكن لتناول الكثير منها أن يشحن الجسم بكميات كبيرة من البيورينات التي تؤدي إلى تفاقم داء النقرس، ما ينتج عنه حدوث التهاب وآلام وتورمات في المفاصل.
-
مخاطر تتعلق بالأدوية
يحتوي السبانخ على نسبة عالية من الفيتامين ك، والتي يمكن أن تتداخل في عمل الأدوية المضادة للتخثر مثل الورافارين، ما يقلل من مفعولها، وهذا ما يعرّض حياة المرضى الذين يأخذون تلك الأدوية للخطر.
علاوة على هذا، فإن أكل السبانخ في فترة استخدام الأدوية الخافضة للسكر يمكن أن يؤدي إلى هبوط نسبة السكر في الدم إلى درجة خطيرة، خاصة عند المداخلات الجراحية.
-
مخاطر تتعلق بالبوتاسيوم
يحتوي السبانخ على نسبة عالية من البوتاسيوم، مما يشكل خطرًا على المصابين بالأمراض الكلوية الحادة التي تكون وظيفة الكلى عندهم منخفضة، الأمر الذي يؤدي إلى تراكم البوتاسيوم في الدم، وهذا ما يشكل خطورة على القلب لأنه لن يستطيع العمل بشكل صحيح.
-
مخاطر تتعلق بالحساسية
لا يصنَّف السبانخ من بين الأطعمة المسببة للحساسية، ومع ذلك؛ فإن هذا الأمر قابل للحدوث. لهذا، فعلى كل شخص يعاني من القيء أو العطاس أو الصعوبة في التنفس بعد تناول السبانخ، أن يبادر إلى استشارة الطبيب لإجراء التقييم المناسب لتلك الأعراض، لمعرفة إن كان لهذه الأخيرة علاقة بالحساسية من السبانخ.
نبذة عن الفوائد المحتملة للسبانخ
يرتبط أكل السبانخ بالعديد من الفوائد الصحية المحتملة قد تكون بحاجة إلى معرفتها:
- يساعد على تخفيف الوزن، لأنه فقير بالسعرات الحرارة، وغني بالألياف والماء، مما يعزز من الشعور بالشبع.
- جيد للعينين، لأنه غني بمضادات الأكسدة والفيتامين أ والفيتامين سي، والتي تحمي العين من أضرار أشعة الشمس، وتحسن البصر، وتحمي من مشكلات العين المرتبطة بالشيخوخة.
- يقلل من ارتفاع ضغط الدم، لأنه يحتوي على كميات عالية من النيترات والبوتاسيوم التي تساعد على تخفيض أرقام ضغط الدم.
- ينظم مستوى السكر في الدم، لأنه يحتوي على مضادات أكسدة اسمها "ألفاـ ليبوليك"، قالت الدراسات إنها تخفض مستويات السكر في الدم، وتزيد من حساسية الأنسولين، وتمنع التغيرات التأكسدية الناجمة عن الإجهاد عند مرضى السكري.
- يحسن من صحة العظام، لأنه غني بالكالسيوم، وغني بالفيتامين ك الذي يشجع على امتصاص الكالسيوم من الدم، ويقلل من خروجه في البول.
- يملك خصائص مضادة للالتهاب، لأنه يحتوي على مركبات النيوكزانتين والفيولاكزانتين، التي تملك خصائص مضادة لالتهاب تحمي من العديد من الأمراض.
- يعزز من عمل جهاز المناعة، لأنه مصدر جيد للفيتامين أ، الذي يقوي نقاط الدخول في الجسم مثل الجهاز التنفسي، والأمعاء، والأغشية المخاطية.
- يساعد على استرخاء العقل والجسم، لأنه غني بالزنك والمغنيزيوم، اللذين يعملان على تأمين هدوء العقل والحصول على نوم أفضل، وإبعاد شبح التوتر.
- يمنع تصلب الشرايين والنوبات القلبية، لاحتوائه على كميات كبيرة من مادة اللوتين التي تمنع تصلب الشرايين، والذي يعد المتهم الأكبر في تأجيج الأمراض القلبية والدماغية الوعائية.
- يعزز التعافي من المرض، لأنه غني بمعدن الحديد والعناصر الغذائية الأساسية التي تساعد على الشفاء بعد فترة طويلة من المرض.
- يحافظ على صحة الجلد والشعر، لأنه يحتوي على كميات عالية من الفيتامين أ الضروري لإنتاج مادة الزهم الدهنية المرطبة للشعر والبشرة. كما أن السبانخ غني بالفيتامين سي الذي يدعم إنتاج مادة الكولاجين التي تقوي الشعر وتمنع تساقطه، وتعطي البشرة مرونتها ورونقها الشبابي.
- يمنع السرطان، لأنه مصدر جيد لمركبات مثل الكاروتينات والزيكزانتين والكوروفيل، التي تعزز من الانقسام الخلوي السليم، وتقف بالمرصاد للجذور الكيميائية الحرة المتهمة بأنها وراء نشوء أمراض عديدة من بينها السرطان.
- يمنع فقر الدم، لأنه يحتوي على نسبة عالية من الحديد الذي يساعد الجسم على صنع خضاب الدم الذي يحمل الأكسجين إلى الأعضاء والأنسجة المختلفة.
فوائد أكل السبانخ المحتملة للرجال
يقدم السبانخ فوائد عديدة للرجال، فهو مصدر قوي للعناصر الغذائية الأساسية مثل الفيتامينات والمعادن والألياف ومضادات الأكسدة، التي تدعم الصحة العامة للرجال، وتعزز من مستويات الطاقة ومن وظيفة العضلات، وتحسّن من صحة القلب والأوعية الدموية.
ويساهم حمض الفوليك الموجود في السباخ من الصحة الإنجابية والخصوبة، كما تعمل مضادات الأكسدة في السبانخ على مكافحة الإجهاد التأكسدي، ما يقلل من مخاطر إصابة الرجال بالأمراض المزمنة مثل أمراض القلب ومشكلات البروستاتا.
ويحتوي السبانخ عن نسبة عالية من الحامض الأميني الأرجينين الذي يحسّن من تدفق الدم إلى القضيب، ويزيد من القدرة على الانتصاب.
فوائد أكل السبانخ المحتملة للنساء
يؤمن السبانخ فوائد صحية عديدة لمعشر النساء، فهو غني بالعناصر الحيوية، مثل الكالسيوم والحديد والفولات، التي تعتبر ذات أهمية خاصة للمرأة، لأنها تدعم صحة العظام، وتحمي من فقر الدم، وتعتبر ضرورية أثناء الحمل.
ويوجد في السبانخ الفيتامين سي والفيتامين E ومضادات الأكسدة، وهي كلها تساعد في الحماية من الشيخوخة، وتقلل من خطر إصابة النساء بالأمراض المزمنة.
إن دمج النساء للسبانخ في النظام الغذائي يعتبر خيارًا ذكيًا لتعزيز صحة الجهاز الهضمي، وإدارة الوزن، وتحسين الصحة والحفاظ عليها.
فوائد السبانخ المحتملة للحامل
يحتوي السبانخ على عناصر غذائية رائعة للحامل وجنينها، لعل من أهمها حمض الفوليك الذي يحمي الحامل من خطر التعرض للإجهاض، ويساهم في نمو وتطور الجهاز العصبي للجنين، ويقلل من خطر إصابة الأخير بالتشوهات الخَلقية، خاصة عيوب الأنبوب العصبي. كما أن السبانخ غني بالحديد الذي يمنع فقر الدم، وغني بفيتامينات المجموعة ب التي تحسّن المزاج أثناء الحمل.
فوائد السبانخ المحتملة للأطفال
يعتبر السبانخ إضافة مفيدة في النظام الغذائي للطفل، لأنه مصدر جيد للحديد والكالسيوم والفيتامين أ والفيتامين سي، التي تعتبر ضرورية لنمو الطفل وتقوية جهازه المناعي.
ومن المهم تحضير السبانخ للتأكد من طهيه وهرسه جيدًا قبل إعطائه للطفل لتفادي مخاطر الاختناق المحتملة، وحبذا لو تم أخذ رأي طبيب الأطفال قبل إدخال السبانخ إلى النظام الغذائي للطفل، للتأكد من أنه مناسب له.
أيهما أفضل، السبانخ النّيء أو المطبوخ؟
يفضل أكل السبانخ مطبوخًا، لأن النّيء منه يحتوي على كمية عالية من الأكسالات التي تعرقل من امتصاص العناصر الغذائية مثل الكالسيوم والحديد، لهذا يفضل اللجوء إلى الطبخ لأنه يقلص بشكل لافت من كمية الأكسالات في السبانخ، ولكن يجب عدم المبالغة في طهي السبانخ للحفاظ على العناصر الغذائية التي تتأثر بفعل الحرارة.
وبالطبع، فإنه يمكن أكل السبانخ نيئًا، شرط غسله وتنظيفه جيدًا، فالسبانخ الخام أغنى بالمواد المغذية مثل حامض الفوليك، والفيتامين سي، وفيتامينات المجموعة ب.
على المصابين بحصوات الكلية أو المعرَّضين لخطر الإصابة بها تجنب أكل السبانخ نيئًا، لأنه غني بالأكسالات التي تشكل خطرًا على صحة الكلية.
ختاماً، بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، فإن السبانخ يعتبر خيارًا آمنًا لإدراجه في نظام غذائي متوازن، لأنه غني بالمواد المغذية التي تعزز من وظائف الجسم، وتساعد على الوقاية من الأمراض. والسبانخ صحي، سواء كان نيئًا أو مطبوخًا، طازجًا أو معلبًا أو مجمداً، ومع ذلك فإنه يجب على بعض الناس توخي الحذر عند أكل السبانخ بكميات كبيرة وبشكل يومي، خاصة من قبل الأشخاص الذين يعانون من ظروف صحية معينة، مثل الحصيات الكلوية، أو داء النقرس، أو الذين يتناولون أدوية معينة مثل مميعات الدم أو خافضات سكر الدم.
