هل انخفاض الحديد يرتبط بطول مدة أعراض كوفيد ؟

أعراض كوفيد الطويلة الأمد قد ترتبط بمضاعفات جانبية أخرى على الجسم، وتشير الأبحاث إلى أن ما يصل إلى 10% من الأشخاص الذين يصابون بمرض كوفيد قد تستمر لديهم بعض الأعراض لفترة طويلة، وما يصل إلى نحو 50% إلى 70% من المرضى الذين يدخلون المستشفى بسبب كوفيد-19 يعانون من أعراض مستمرة.

ما هي أعراض كوفيد الطويلة الأمد؟

قد تشمل أعراض كوفيد الطويلة الأمد ما يلي:

• التعب المستمر الذي يتعارض مع ممارسة الحياة اليومية بشكل طبيعي.
• تفاقم الأعراض بعد المجهود البدني أو النفسي (الشعور بالضيق بعد المجهود).
• ضيق التنفس.
• ألم في الصدر وخفقان القلب.
• مشكلات النوم.
• آلام في المعدة والإسهال.
• ضعف الذاكرة والتركيز.

دراسة مستوى الحديد في الجسم بعد الإصابة بمرض كوفيد

تتشابه العديد من الأعراض التي تظهر في حالات كوفيد الطويلة المدى مع تلك الناجمة عن انخفاض مستويات الحديد، أو فقر الدم الناجم عن نقص الحديد، لذلك قام الباحثون بالتحقيق في تأثير الإصابة بفيروس كوفيد SARS-CoV-2 على استقلاب الحديد.

وقام الباحثون بتقييم 214 شخصاً أصيبوا بالفيروس، مما أدى إلى إصابتهم بمرض كوفيد-19 بدرجات متفاوتة من الخطورة، لمدة عام بعد ظهور الأعراض الأولية.

وقسَّم الباحثون المشاركين إلى خمس مجموعات حسب شدة أعراض كوفيد -19 لديهم:

1. بدون أعراض ظاهرة.
2. أعراض خفيفة.
3. أعراض معتدلة دون الحاجة إلى الأكسجين الإضافي.
4. أعراض معتدلة مع الحاجة إلى الأوكسجين في العلاج.
5. أعرض شديدة مع التهوية المساعدة.

تراوحت أعمار المشاركين من 17 إلى 89 عاماً، وكان أفراد المجموعات من 3 إلى 5 أكبر سناً في الغالب. وتم إدخال جميع أفراد المجموعات من 3 إلى 5 إلى المستشفى أثناء مرضهم، أما المجموعتَين 1 و2 فلم يحتاجوا إلى ذلك.

أخذ الباحثون عينات دم وبلازما ومَصل في نقاط زمنية مختلفة حتى اليوم 352 بعد ظهور الأعراض، أو بعد أول مسحة إيجابية للمجموعة التي لا تظهَر عليها الأعراض، وقاموا بمطابقة هذه العينات مع عينات من أشخاص لم يتم إصابتهم بكوفيد-19 من قَبل.

كيف يعطل كوفيد-19 استقلاب الحديد؟

ذكر الباحثون أنهم وجدوا العديد من التشوهات في الخلايا المناعية أثناء وبعد كوفيد-19، مع استمرار هذا الخلل المناعي لفترة أطول لدى أولئك الذين عانوا من أشد الأعراض.

ولدى الذين تم إدخالهم إلى المستشفى، وجد الباحثون أن المستويات المرتفعة من الالتهاب أثناء المرض الحاد كانت مصحوبة باضطراب في استقلاب الحديد، وقد أدى هذا إلى ارتفاع مستويات هرمون الهيبسيدين المنظم للحديد، وانخفاض مستويات الحديد في الدم.

كان لدى هؤلاء المشاركين أيضاً زيادة في تركيزات بروتين الفيريتين المخزِّن للحديد، والذي ظل مرتفعاً لمدة تصل إلى 180 يوماً بعد الإصابة، مما يشير إلى استمرار الالتهاب واحتباس الحديد في الخلايا.

وعلى العكس من ذلك، كانت مستويات الحديد في مَصل المشاركين منخفضة أثناء العدوى الحادة، وفي المجموعة الأكثر تضرراً ظلت مستويات الحديد منخفضة حتى اليوم 270 بعد الإصابة.

يؤثر انخفاض مستوى الحديد على مستويات الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين حول الجسم. وفي المجموعات الأكثر تضرراً، ظل الهيموجلوبين منخفضًا لمدة تصل إلى 90 يومًا بعد الإصابة.

انخفاض الحديد في الدم وارتفاع الفيريتين وارتفاع الهيبسيدين في الدم هي سِمات من فقر الدم الالتهابي، وهو أمر شائع مع العديد من الأمراض، ويؤدي إلى التعب والضعف وانخفاض أداء القلب والأوعية الدموية وعدم القدرة على ممارسة الرياضة، وضعف القدرة على التعلم والذاكرة.

وأظهَر المشاركون في المجموعتين 1 و2 القليل من الالتهابات العامة، ولم يحدث أي اضطراب في مستويات الحديد.

ماذا قد يعني هذا بالنسبة لعلاجات مرض كوفيد الطويل الأمد؟

يُعد خلل تنظيم الحديد استجابة طبيعية للعدوى، إذ يستجيب الجسم عن طريق إزالة الحديد من مجرى الدم لحرمان مسببات الأمراض من هذا المعدن الأساسي.

ومع ذلك، إذا استمرت الاستجابة المناعية والالتهاب الناتج، فسيتم حرمان خلايا الدم الحمراء من الحديد، مما يؤدي إلى ظهور أعراض فقر الدم لدى العديد من الأشخاص الذين يعانون من فيروس كورونا لفترة طويلة.

ومع ذلك، أشار الباحثون إلى أن الأمر ليس مجرد نقص في مستوى الحديد، ولكن كيفية توزيع الحديد في الجسم هي التي يحتمل أن تكون سبب المشكلة.