مع تزايد الإصابات بمتحور كورونا الجديد، يلجأ المصابون للكثير من طرق العلاج التي قد يكون بعضها ضاراً جداً، بل مهدداً للحياة، مثل الإبرة الخبط أو التي يطلق عليها حالياً حقنة هتلر. فما مكونات هذه الحقنة، وما مضارّها؟ وهل هناك فائدة فعلية من استخدامها؟ تابع معنا لتتعرف أكثر إلى حقيقة الإبرة الخبط أو حقنة هتلر.
الإبرة الخبط أو حقنة هتلر
في منطقة الشرق الأوسط، يعتبر خلط ديكساميثازون وديكلوفيناك الصوديوم في ذات المحقنة، وإعطاء الخليط في العضل للمرضى الذين يشكون من ألم شديد، ممارسة شائعة. ومع ذلك، هناك ندرة في البحث المتعلق بسلامة التوليفة الوريدية للكورتيكوستيرويدات ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية في ذات المحقنة.
وتتكون حقنة هتلر من ثلاثة عقاقير، هي:
- حقنة الديسكاميثازون (وهي من الستيرويدات).
- حقنة ديكلوفيناك الصوديوم (المعروف باسم الفولتارين).
- وفي بعض الأحيان مع حقنة من مضاد حيوي، وعادة ما يكون الكلوفوران.
ولكل واحد من هذه الأدوية استخداماته المتعددة والكثيرة التي يُعتمد عليها في علاج الكثير من الأمراض، لكن خلط هذه الأدوية معاً يزيد من المضاعفات الجانبية التي قد تكون خطيرة ومهددة للحياة في بعض الحالات، مثل بعض المضاعفات القلبية.
التأثيرات الناتجة من التفاعلات بين الأدوية
وفقاً لدراسة نشرت في المكتبة الوطنية للأدوية، توفي ثلاثة مرضى في قضاء صلاح الدين في العراق بسبب نوبة قلبية أو احتشاء عضلي، والشيء المشترك الوحيد الذي وُجد بين الأشخاص المتوفين أنهم أُعطوا حقنة مشتركة من ديكساميثازون وديكلوفيناك مختلطة في ذات المحقنة، وحقنت عضلياً لتخفيف نوع معين من الألم أو الالتهاب.
ويُستخدم ديكساميثازون وديكلوفيناك بشكل شائع لأغراض متعددة مضادة للالتهابات والمسكنات، وعلى الرغم من الأدلة المتعددة على الإجراءات التآزرية المضادة للالتهابات، لا توجد دراسات عن سلامة مزجها في ذات الحقنة.
وتوفي هؤلاء المرضى بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية في غضون 24 ساعة من تلقي خليط حقن ديكساميثازون وديكلوفيناك، الذي نفترض أنه قد يكون السبب الرئيسي لوفاتهم بسبب التفاعل المحتمل بين الأدوية. وترتبط الأدوية المضادة للالتهابات الستيرويدية وغير الستيرويدية بأحداث سلبية، بما في ذلك التغيرات الكيميائية الحيوية الدموية والتغيرات المناعية، والأحداث القلبية الوعائية.
وكان المرضى الثلاثة:
- رجالاً تتراوح أعمارهم بين 28 و60 عاماً.
- كان اثنان من المرضى يعانون من أمراض مصاحبة (داء السكري وارتفاع ضغط الدم وخلل دهون الدم)، وكانوا يخضعون للعلاج، بينما لم يكن الثالث يشكو من أمراض سابقة.
- كان اثنان من المرضى مدخنين.
- لم يكن أي منهم مدمناً للكحول أو لديه حساسية من أي دواء.
- وفي الـ 24 ساعة التي سبقت وفاتهم، اشتكى المرضى من أعراض مختلفة، مثل آلام البطن والصداع وفقدان الشهية. ومع ذلك، قبل وفاتهم مباشرة، كانت الشكاوى الرئيسية للمرضى هي آلام الصدر وضيق التنفس والقيء الشديد وارتفاع الحرارة.
- الشيء الوحيد الشائع بينهم، أنهم تلقوا خليطًا من حقن ديكلوفيناك وديكساميثازون في غضون 24 ساعة قبل وفاتهم.
التأثيرات المحتملة للديكلوفينات صوديوم
- تعمل الأدوية المضادة للالتهابات على تخفيف الالتهاب من طريق تقليل تركيز البلازما للوسائط الالتهابية التي تُطلَق أثناء الاستجابة الالتهابية، وهذا يفيد في تسكين الألم وتقليل الالتهاب والحمى، لكنها ترتبط بردود فعل سلبية، بما في ذلك التغيرات الكيميائية الحيوية في الدم والتغيرات المناعية، والآثار السلبية على القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي. وفي دراسة تضم قاعدة بيانات كبيرة في المملكة المتحدة، أُبلِغ عن أن الاستخدام المكثف للديكلوفيناك يزيد كثيراً من خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب الحاد.
- وبالمثل، أفادت الدراسات السابقة بوجود علاقة بين استخدام ديكلوفيناك وتطور مشكلات القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك احتشاء عضلة القلب. وأظهرت الدراسات قبل السريرية أن العلاج بالديكلوفيناك سبّب تغيرات جزيئية ونسيجية كبيرة في قلوب الفئران بعد إعطاء جرعة متكررة.
- أيضاً، وجدت الدراسة أن خطر حدوث حدث قلبي وعائي أول أكبر بشكل ملحوظ عند استخدام ديكلوفيناك لمدة 30 يوماً مقارنة باستخدام مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية أو الباراسيتامول 30 يوماً. ويسبب ديكلوفيناك الصوديوم زيادة ملحوظة في مستويات إنزيمات الكبد واليوريا ومستويات الكرياتينين، وقد تكون هذه الاضطرابات في اختبارات وظائف الكبد والكلى ناتجة من آثارها الجانبية الخطيرة، مثل تقرح أو نزف الجهاز الهضمي، وتلف الكلى والكبد، واحتشاء عضلة القلب والموت القلبي المفاجئ.
التأثيرات المحتملة للديكساميثازون
من ناحية أخرى، يسبب الديكساميثازون انخفاضاً ملحوظاً في البروتين الكلي، ويمكن أن يسبب أيضاً تأثيرات على القلب والأوعية الدموية، بما في ذلك تغييرات في قياس ضغط القلب. وأُبلِغ عن أحداث قلبية وعائية ضارة مرتبطة بالاستخدام الطويل الأمد للكورتيكوستيرويدات. وكانت الآثار الجانبية الرئيسية المبلغ عنها: ارتفاع دهون الدم، وارتفاع ضغط الدم، وتمزق جدار البطين الأيسر بعد احتشاء عضلة القلب.
هل من فائدة مرجوّة لاستخدام حقنة هتلر أو الإبرة الخبط لعلاج الالتهابات التنفسية والأمراض الأخرى؟
يجب معرفة أن أغلب الالتهابات التنفسية عدوى فيروسية، وهذا يعني أن العلاج التحفظي يكون باستخدام مسكنات الألم الموصوفة أو غير الموصوفة، مع الراحة وشرب السوائل الدافئة والنوم الجيد ومراقبة العلامات التي قد تدل على الحاجة لزيارة الطبيب، ويجب الابتعاد عن تناول أي مضادات حيوية، لأنها لن تنفع، بل قد تسبب ضرراً.