كتب الدكتور محمد عباس من مركز وايز الطبي: الخداج أو الولادة المبكرة.. هي ولادة تحدث قبل اكتمال 37 أسبوعًا من الحمل، وتحدث فيما يقدر بنحو 10٪ من الولادات في جميع أنحاء العالم، والحقيقة هي مشكلة ومصدر قلق كبير على الصحة العامة. الولادة المبكرة هي السبب الرئيسي لوفيات الطفال وأمراض الأطفال المزمنة، وترتبط بزيادة خطر الإصابة بمتلازمة العسرَة التنفسية، والشلل الدماغي، وتأخر النمو، كما ارتبطت الولادة المبكرة أيضًا بزيادة خطر الإصابة بمشكلات الصحة العقلية، مثل الاكتئاب والقلق واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، ويزداد خطر حدوث نتائج سلبية طويلة المدى مع انخفاض عمر الحمل عند الولادة.
الخداج.. لماذا يولد الطفل مبكرا؟
في معظم الأحيان، لا يعرف الأطباء سبب ولادة الأطفال مبكرًا. أما عن الأسباب المعروفة فهي غالبًا بسبب تعرّض الأم لمشكلة صحية أثناء الحمل، وهذا موضوع كبير يحتاج شرحًا من قِبل استشاري أمراض النساء والتوليد.
أطفال الخداج.. كيف تعتني بهم؟
قد يكون لدى أطفال الخداج العديد من الاحتياجات الخاصة، أهمها:
- التدفئة الجيدة: ليس لدى الأطفال المبتسرين ما يكفي من الدهون في الجسم للحفاظ على درجة حرارة الجسم، لذلك يوضَعون داخل حاضنات في وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة، لإبقائهم دافئين أثناء علاجهم ومراقبتهم.
- التغذية الجيدة: يعتبر حليب الأم هو أفضل تغذية لجميع الأطفال، وخاصة الأطفال الخُدَّج. يحتوي على بروتينات تساعد في مكافحة العدوى، وتعطي للخُدَّج احتياجاتهم الغذائية الضرورية. لا يستطيع معظم الأطفال الخُدَّج تناول الطعام مباشرة من الأم، أو الزجاجة في البداية. تضخ الأمهات حليبهن ويتم إعطاؤه للأطفال من خلال أنبوب يمر عبر الأنف أو الفم إلى المعدة. إذا لم يتوفر الحليب الطبيعي، فسيحصل أطفال الخداج على تركيبة خاصة غنية بالسعرات الحرارية والبروتينات والمواد المغذية الأخرى.
- علاج المشكلات الصحية المرتبطة بالخداج بفعالية وكفاءة للتخفيف من وطأة المضاعفات.
ما هي المشكلات الصحية التي يمكن أن تحدث عند الخداج؟
نظرًا لأن بعض أعضاء الأطفال الخُدَّج ليست جاهزة تمامًا للعمل، فإنهم معرَّضون لخطر المشكلات الصحية. بشكل عام، وكلما وُلِد الطفل في وقت مبكر أكثر، كلما زادت احتمالية تعرّضه لمشكلات صحية.
أهم هذه المشكلات:
- مشكلات في التنفس، حيث يصاب أطفال الخداج بمتلازمة الضائقة التنفسية، وقد يحتاجون دعمًا تنفسيًا ميكانيكيًا وأوكسجينًا، وفيما بعد قد يعانون من خلل التنسج القصبي الرئوي.
- اليرقان أو ارتفاع بيليروبين الدم الشديد نتيجة تكسر الدم السريع وقلة نضج الكبد.
- فقر الدم لأسباب متعددة، منها عدم تصنيع كمية كافية من الدم قبل الولادة، وقلة مخازن الحديد، وباقي الفيتامينات وتكسر الدم السريع عندهم.
- نوبة توقف التنفس، بسبب تأخر نضج الدماغ وآثارها الضارة على صحة الدماغ.
- التهاب الأمعاء والقولون التنخري، وهو مرض خطير في الأمعاء.
- بقاء القناة الشريانية المفتوحة، وهي مشكلة في القلب.
- اعتلال الشبكية الخداجي، وهي مشكلة في شبكية العين.
- ضعف المناعة بالعموم وتعرضهم لعدوى الإنتان بسهولة.
ماذا يجب على الأهل أن يعرفوا؟
يحتاج الأطفال الخُدَّج إلى مراقبة وعلاج حسب ما يحتاجونه من رعاية خاصة في وحدات الرعاية المركزة لفترات زمنية متفاوتة، والأهم أنهم غالبًا ما يحتاجون إلى رعاية خاصة بعد مغادرة وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة اعتمادًا على صحتهم، وقد يحتاجون إلى رعاية من المتخصصين، مثل الأطباء الذين يعالجون مشكلات الدماغ والجهاز العصبي (أطباء الأعصاب)، والعينين (أطباء العيون)، والرئتين (أطباء الرئة).
يجب على الأطفال الذهاب إلى جميع زيارات الطبيب، بما في ذلك فحوصات صحة الطفل، والحصول على اللقاحات التي يحتاجها جميع الأطفال للبقاء في صحة جيدة، وإجراء فحوصات روتينية للسمع والعين.
كذلك سيقوم طبيب الأطفال بمتابعة نمو الطفل العصبي والحركي، بما في ذلك الكلام واللغة، والتعلم، والمهارات الحركية وقوة العضلات، والمنعكسات، والتدخل بالمساعدة، والعلاج المبكر لأي مشكلة.
وبالتأكيد؛ فإن رعاية الطفل الخديج أكثر صعوبة من رعاية طفل كامل المدة، وتتطلب مجهودًا عاليًا، والكثير من الوقت، لذلك دائمًا أنصح الأهل بأن يعتنوا بنفسهم جيدًا، جسديًا ونفسيًا، عن طريق تناول الطعام بشكل جيد، والراحة عندما تستطيع، وطلب المساعدة.
(يمكنكم حجز استشارة مع الدكتور محمد عباس من خلال رابط مركز وايز الطبي على الرابط هنا)
