في تجربة حديثة، يُعتقد أن دواء فيناسترايد المستخدَم عادة في علاج الصلع وتضخم البروستاتا، قد يكون له تأثير إيجابي على صحة القلب من خلال تقليل مستويات الكوليسترول، وبالتالي تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. في هذا المقال، سنستعرض تفاصيل هذه الدراسة الجديدة، ومدى حقيقة فعالية هذا الدواء في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية، بالإضافة إلى بعض الأسئلة الخاصة بالدواء.
ما هو دواء فيناسترايد؟
دواء فيناسترايد هو من مضادات الأندروجين، ويُستخدَم بمفرده أو مع أدوية أخرى لعلاج الصلع عند الرجال، كما يُستخدم لعلاج تضخم البروستاتا الحميد. يُستخدم الدواء للرجال فقط، ويفضّل عدم استخدامه للنساء والأطفال.
كيف يعمل دواء فيناسترايد؟
يمنع دواء فيناسترايد البروتين الموجود في بصيلات الشعر وغدة البروستاتا التي تنشط هرمون التستوستيرون. يُعتقد أن هرمون التستوستيرون له دور في تطور تصلب الشرايين، وذلك لأن الرجال أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب في سنّ مبكر أكثر من النساء.
الآثار الجانبية لدواء فيناسترايد
توجَد بعض الأعراض الشائعة لدواء فيناسترايد، وتشمل:
- انخفاض الاهتمام بالجنس.
- صعوبة الانتصاب أو الحفاظ عليه.
- صعوبة القذف.
- تورم الثدي.
تجارب ونتائج دواء فيناسترايد على البشر والفئران للوقاية من أمراض القلب
التجربة: اعتمد الباحثون على بيانات 4800 مشارك في الاستطلاع، وكان من ضمن المشاركين في الاستطلاع 155 رجلًا يتناولون فيناسترايد تجاوزت أعمارهم 50 سنة. وفي الطرف الآخر، تم إعطاء مستويات مختلفة من دواء فيناسترايد لفئران ذكور مهيأة وراثيًا للإصابة بمرض تصلب الشرايين، وتم تغذيتها بنظام غني بالدهون والكوليسترول لمدة 12 أسبوعًا.
النتائج: بعد 3 شهور كانت النتائج للفئران كالآتي:
- انخفاض مستويات الكوليسترول داخل البلازما والشرايين لدى الفئران التي أُعطيت جرعة عالية من فيناسترايد.
- انخفاض الدهون وعلامات التهاب الكبد.
وكانت النتائج لدى البشر كالآتي:
انخفاض مستويات الكوليسترول 30 نقطة للرجال الذين تناولوا دواء فيناسترايد، مقارنةً بالذين لم يتناولوا الدواء.
في حالة تطبيق نموذج الفئران على البشر في هذه التجربة، فتكون النتيجة في حالة منع تكوين الشكل النشط لهرمون التستوستيرون، لأن دواء فيناسترايد:
- يقلل الكوليسترول.
- يقلل الالتهابات.
- يقلل تراكم الترسبات.
وبالرغم من هذه النتائج، فإن دور هرمون التستوستيرون في تطور أمراض القلب معقد وغير مفهوم بشكل كاف، كما توجد أدلة متضاربة تشير إلى أن التستوستيرون قد يكون عاملًا جيدًا أو سيئًا.
هل سيكون هذا البحث مفيدًا؟
قد يكون لهذا البحث أهمية كبيرة، ولكن مع وجود قيود. ولمعرفة فائدة دواء فيناسترايد للقلب والأوعية الدموية، لا بد من إجراء دراسات محكمة يخضع فيها الرجال المشاركون بشكل عشوائي لتناول فيناسترايد أو تناول الدواء الوهمي لمعرفة تأثيره على القلب والأوعية الدموية.
هل توجد قصور في هذه التجارب؟
على الرغم من أهمية هذه التجارب، فإنه يوجد بعض القصور فيها، مثل:
- عدم معرفة كيفية ترجمة نتائج دراسات الفئران إلى البشر.
- لم تشمل البيانات المأخوذة من الرجال معلومات حول مستويات هرمون التستوستيرون لدى المشاركين.
- لم تشمل البيانات ذكر المدة والتكرار الذي كان المشاركون يتناولون فيه دواء فيناسترايد.
متى تظهر نتيجة علاج فيناسترايد للشعر؟
تختلف نتيجة دواء فيناسترايد من شخص لآخر، فقد يستغرق الأمر أربعة أشهر على الأقل من الاستخدام اليومي للدواء قبل أن يلاحظ المريض تحسنًا في تساقط شعره، وقد لا يرى بعض المرضى نتائج حقيقية لمدة ستة أشهر أو أكثر.
هل الفيناسترايد الموضعي فعال؟
نعم، يُستخدم دواء فيناسترايد موضعيًا لعلاج تساقط الشعر، فهو مصمم لمنع إنتاج هرمون ديهيدروتستوستيرون (DHT) في فروة الرأس.
هل علاج فيناسترايد الموضعي أفضل من العلاج بالفم؟
يتم تطبيق فيناسترايد الموضعي على فروة الرأس، في حين يؤخَذ فيناسترايد عن طريق الفم في شكل أقراص. تأثير الفيناسترايد الموضعي مشابه لتأثير فيناسترايد عن طريق الفم، ولكن مع تعرض جهازي عام أقل بشكل ملحوظ.
في الواقع، استخدام الفيناسترايد الموضعي قد يكون أفضل من استخدامه عن طريق الفم، على الرغم من عدم وجود فرق كبير في الفعالية، وذلك لأن آثاره الجانبية أقل، وعادةً ما تكون موضعية على فروة الرأس، بعكس الآثار الجانبية لدواء فيناسترايد عن طريق الفم الذي يمكن أن يُؤثر على مناطق أخرى من الجسم، فتأثيره أكثر على تركيزات هرمون ديهيدروتستوستيرون في الدم.
تُظهر النتائج الحالية أن دواء فيناسترايد قد يكون له دور في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية عن طريق تخفيض مستويات الكوليسترول وتقليل التهاب الكبد. وعلى الرغم من ذلك، يجب إجراء دراسات إضافية لتأكيد هذه النتائج، كذلك توسيع البحث لاستكشاف تأثيرات الدواء على النساء. بالتالي، فإن فهمنا لتأثيرات هذا الدواء على القلب والأوعية الدموية ما يزال في مراحله الأولى، ويبقى في موضع بحث مستمر وتحليل دقيق للفوائد والمخاطر المحتملة لاستخدامه، وبالتأكيد لن يقوم الأطباء بوصفه حاليًا للتقليل من خطر الإصابة بأمراض القلب.