تَوَصَّلت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Gut أن اتّباع نمط حياة صحي يُمكن أن يُقلّل من خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي (IBS). وشَمَلت الدراسة السلوكيات الصحية الآتية: عدم التدخين، والتمتع بمستوى عالٍ من النشاط البدني القوي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وارتبطت كل منها بشكل مستقل بانخفاض خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
متلازمة القولون العصبي وعوامل الخطر المُحتملة
يُعتقد أن متلازمة القولون العصبي تُؤثِّر على واحد من كل عشرة أشخاص حول العالم، ويُعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضراب من ألم في البطن، وانتفاخ، وعادات غير طبيعية في الأمعاء. ويوضح الباحثون أن أسباب الإصابة بمتلازمة القولون العصبي ليست مفهومة تمامًا، ولكن يؤدي اضطراب عمل محور الدماغ-الأمعاء دورًا رئيسيًا في هذه الأعراض. وقد ربطت الأبحاث المنشورة سابقًا بين عوامل نمط الحياة الفردية وزيادة خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي، وأراد الباحثون معرفة ما إذا كان مزيج من هذه العوامل يُمكن أن يقي من هذا الاضطراب.
دراسة تأثير السلوكيات الصحية على متلازمة القولون العصبي
نظَر الباحثون في هذه السلوكيات الصحية الخمس لمشاركين في منتصف العمر (يبلغ متوسط أعمارهم 55 عامًا): عدم التدخين، والحصول على ما لا يقل عن 7 ساعات من النوم كل ليلة، والتمتع بمستوى عالٍ من النشاط البدني القوي، واتّباع نظام غذائي متوازن عالي الجودة كل يوم، واستهلاك الكحول بكمية معتدلة.
شمَلت الدراسة 64286 شخصًا، وكان 55% منهم من النساء، وأكملوا على الأقل استبيانَين لرصد النظام الغذائي. وخلال فترة مراقبة تزيد على 12.5 عامًا، تم تسجيل 961 (1.5%) حالة إصابة بمتلازمة القولون العصبي.
وفي هذه الفترة، اتّبع 20662 شخصًا (32%) واحدًا من سلوكيات نمط الحياة الصحي الخمسة، واتّبع 21901 شخصًا (34%) سلوكَين، واتّبع 14101 شخصًا (22%) ثلاث إلى خمس سلوكيات، بينما لم يتّبع 7604 أشخاص (12%) أي من السلوكيات الصحية.
السلوكيات الصحية تُقلّل من خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي
بعد مُراعاة العوامل المُؤثّرة المُحتملة، وَجد الباحثون أنه كلّما زاد عدد السلوكيات الصحية المتبعة، انخفض خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي.
أدّى اتّباع سلوك واحد إلى انخفاض خطر الإصابة بمتلازمة القولون العصبي بنسبة 21%، في حين أدّى اتّباع سلوكَين إلى انخفاض خطر الإصابة بنسبة 36%، وأدّى اتّباع 3 إلى 5 سلوكيات إلى انخفاض خطر الإصابة بنسبة 42%.
وارتبط اتّباع هذه السلوكيات الصحية بانخفاض خطر الإصابة بالقولون العصبي وفق ما يلي:
- عدم التدخين (انخفض خطر الإصابة بنسبة 14%).
- التمتع بمستوى عالٍ من النشاط البدني (انخفض بنسبة 17%).
- والحصول على قسط كافٍ من النوم (انخفض بنسبة 27%).
وأظهرت دراسة إضافية مُتعمِّقة أن هذه الارتباطات كانت مستقلة عن العمر، والجنس، والحالة الوظيفية، والمنطقة السكَنية، والتهاب الأمعاء، والتاريخ العائلي لمرض القولون العصبي، وخيارات نمط الحياة الأخرى.
هذه الدراسة قائمة على المراقبة، وبناءً على ذلك، لا يُمكنها تحديد السبب، بالإضافة إلى أنها اعتمدت على استبيانات التقرير الذاتي التي قد لا تكون دقيقة دائمًا، وقد لا تنطبق هذه النتائج على الفئات العمرية الأصغر سنًا. كما أنه لم يكن من الممكن أيضًا مراعاة أي تغييرات في نمط الحياة مع مرور الوقت خلال فترة المراقبة.
ما هي متلازمة القولون العصبي؟
متلازمة القولون العصبي أو متلازمة القولون المتهيّج (IBS) هي اضطراب في الجهاز الهضمي يُسبّب ألمًا متكررًا في البطن مع إمساك أو إسهال. متلازمة القولون العصبي هي الأكثر شيوعًا بين اضطرابات الجهاز الهضمي، وهي اضطراب في حركة الأمعاء، أو حساسية أعصاب الأمعاء، أو الطريقة التي يضبط من خلالها الدماغ بعض هذه الوظائف.
ما هي أعراض متلازمة القولون العصبي؟
تبدأ أعراض متلازمة القولون العصبي بالظهور غالبًا في مرحلة المراهقة والشباب خلال مرحلة العشرينيات، ممّا يسبب نوبات من الأعراض تَظهر وتختفي في فترات غير منتظمة. ومن غير الشائع أن تبدأ الأعراض بالظهور في مرحلة متأخِّرة من حياة البالغين. تَحدُث النوبات دائمًا عندما يكون الشخص مستيقظًا، ونادرًا ما تحدُث عندما يكون نائمًا وتوقظه من النوم.
تشمل أعراض مرض القولون العصبي ما يلي:
- ألم البطن.
- الإمساك أو الإسهال.
- خروج المخاط مع البراز.
- الشعور بعدم استكمال الإخراج بعد الذهاب للحمام.
ومن الأعراض الأخرى المُحتملة:
- الانتفاخ.
- الغازات.
- الغثيان.
- الصداع.
- التعب.
- الاكتئاب.
- القلق.
- آلام العضلات.
- مشكلات في النوم.
- صعوبة التركيز.