هل من علاقة بين التهاب المفاصل وصحة القلب ؟ التعايش مع التهاب المفاصل يمكن أن يجعل الحياة اليومية أكثر صعوبة، وتؤثّر هذه الحالة أحيانًا على المفاصل، مما قد يجعل بعض الحركات مؤلمة للغاية. لكن هذه الحالة المنهكة يمكن أن تؤثر أيضاً على أجزاء أخرى من الجسم، ومن المهم أن تكون على دراية بهذه المخاطر لتمنح نفسك أفضل فرصة للعناية بصحتك على المدى الطويل.
على وجه الخصوص؛ الأنواع الالتهابية من التهاب المفاصل، مثل النقرس والتهاب المفاصل الروماتويدي، ربما تجعل المصابين أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب. في الواقع، تشير الأبحاث إلى أن الأشخاص الذين يعانون من التهاب المفاصل الروماتويدي هم أكثر عرضة للإصابة بنوبة قلبية بمقدار الضِّعف، ولكن ما هو السبب وراء العلاقة بين التهاب المفاصل وصحة القلب ؟ وما الذي يمكنك فعله لتقليل احتمالية المعاناة من المزيد من المضاعفات الصحية لالتهاب المفاصل لديك؟
العوامل المساهِمة في التهاب المفاصل وأمراض القلب
هناك العديد من العوامل المساهِمة المختلفة التي تشرح العلاقة بين هاتين الحالتين. أولاً، تشترك الأمراض الروماتيزمية (أي تلك التي تسبب التهابات في المفاصل والعضلات) في بعض عوامل الخطر مع أمراض القلب، بما في ذلك ارتفاع نسبة الكوليسترول والسُّمنة، ويمكن أن تزيد هذه العوامل مع استمرار التهاب المفاصل.
لا يقتصر الأمر على أن التهاب المفاصل يجعل من الصعب ممارسة التمارين الرياضية المنتظمة، ولكن أي وزن زائد يمكن أن يضع ضغطاً إضافياً على المفاصل، بينما يجعل قلبك أيضاً أكثر عرضة للإصابة بالأمراض.
وعلى الرغم من العديد من عوامل خطر أمراض القلب، فإن التهاب المفاصل الروماتويدي يمكن أن يزيد من احتمالية زيادة الوزن إذا لم يتمكن المريض من العثور على أساليب ممارسة الرياضة بشكل صحيح. ومع ذلك، فإن بعض التمارين الروتينية مصممة لمساعدة الذين يعانون من آلام التهاب المفاصل.
ومثل العديد من الحالات، يمكن أن تكون التمارين الرياضية أفضل دواء، ووفقاً لمراكز السيطرة على الأمراض في أمريكا، يمكن لأولئك الذين يعانون من حالات التهاب المفاصل تحسين نوعية حياتهم من خلال النشاطات البسيطة.
دَور الالتهاب المزمن في أمراض القلب
على الرغم من أن المضاعفات الصحية الأخرى أو عوامل الخطر، مثل السُّمنة، ترتبط ارتباطاً وثيقاً بكلتا الحالتين، فإن العامل الأكثر أهمية هو الالتهاب المزمن. ولسوء الحظ؛ يمكن أن ينتشر التهاب المفاصل في جميع أنحاء الجسم، مما يؤثر على الأنسجة والأعضاء الأخرى، وبالتالي هناك علاقة بين التهاب المفاصل وصحة القلب .
يزيد الالتهاب من مخاطر الإصابة بأمراض القلب
نظراً لأن هذا الالتهاب يدمر الأوعية الدموية، يصبح من السهل تكوين اللويحات والترسبات والتضيقات في الشرايين، مما قد يجعلك أكثر عرضة لخطر الإصابة بجلطات الدم أو انسداد الشرايين، وهذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى عدد كبير من المضاعفات الصحية الخطيرة، بما في ذلك السكتة الدماغية والنوبات القلبية والجلطات الرئوية.
تزيد الستيرويدات من مخاطر الإصابة بأمراض القلب
بيّنت الدراسات أن الالتهاب وحده قد لا يكون الرابط الوحيد، بل أظهر الحدُّ من الالتهاب تحسنًا في عوامل الخطر على صحة القلب لدى الأشخاص الذين شملتهم الدراسة، ولكن بعض علاجات التهاب المفاصل، مثل استخدام المنشطات، زادت من خطر الإصابة بأمراض القلب.
كيف يمكنك تقليل مخاطر التهاب المفاصل وصحة القلب ؟
لحسن الحظ، هناك العديد من الأمور التي يمكنك القيام بها للمساعدة في السيطرة على التهاب المفاصل وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب، فبعض التغييرات البسيطة في نمط حياتك يمكن أن تساعدك في قطع شوط طويل للمساعدة في الحفاظ على صحة جسمك.
أولاً، تُعَدُّ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام أحد أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها للحفاظ على صحة المفاصل والقلب والجسم. وفي حين أن التمارين الشديدة يمكن أن تسبب المزيد من الضرر لمفاصلك، فإن الأنشطة ذات الشدة المنخفضة، مثل المشي والسباحة، يمكن أن تساعد في نفس الوقت على تخفيف آلام المفاصل، مع المساعدة في تحسين صحة قلبك أيضاً.
وإلى جانب اتباع نظام تمرين ثابت، من المهم أن تقوم باستهلاك الأطعمة والمشروبات المناسبة لجسمك، فعلى سبيل المثال، الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكوليسترول، مثل اللحوم المصنَّعة والجبن، سوف تضع قلبك تحت ضغط إضافي، ويجب تناولها باعتدال. ولكن عند التعايش مع أنواع معينة من التهاب المفاصل، هناك اعتبارات غذائية أخرى يمكن أن تساعد في السيطرة على حالتك.
على سبيل المثال؛ النقرس هو شكل من أشكال التهاب المفاصل الالتهابي الناتج عن وجود كمية كبيرة من حمض اليوريك في الدم، ويتكون حمض اليوريك عندما تتحلل بعض البروتينات والبيورينات في الجسم، وتحتوي بعض الأطعمة على نسبة عالية من البيورين، بما في ذلك اللحوم الحمراء وبعض المأكولات البحرية، وينبغي تجنبها قدر الإمكان عند الإصابة بالنقرس، واستبدالها بالبدائل المنخفضة البيورين، مثل الحبوب الكاملة والفواكه والخضراوات.
وفي نهاية الأمر، قد يصعب عليك الوقاية بشكل كامل من الإصابة بكل من التهاب المفاصل أو أمراض القلب، لكن يمكنك الوقاية من نشوء العلاقة التي تربط بين التهاب المفاصل وصحة القلب من خلال توخّي الحذر، وتجنّب السلوكيات التي تعزّز هذه العلاقة.