كشَف مركز القلب ومركز الأبحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي عن البدء بتطبيق تقنية جديدة خاصة بمتابعة المصابين بقصور القلب عن بُعد، ويتم الأمر عبر زراعة جهاز حسّاس لا سلكي للمرضى الذين يعانون من ضَعف عضلة القلب، يتم من خلاله متابعة حالتهم الصحية عن بُعد دون الحاجة إلى بقائهم داخل المستشفى لفترة طويلة. وتساعد هذه التقنية الأطباء على التنبؤ بأي فشل محتمل في وظائف عضلة القلب قبل حدوثه، ما يمكّن الفريق الطبي المتابِع لمريض قصور القلب من البقاء على اطلاع مستمر بحالة المريض، وتقديم توصيات فعّالة لتجنب أي مضاعفات محتمَلة، وقد تم حتى الآن في مشفى الملك فيصل بالفعل تزويد أكثر من 65 مريضاً من المصابين بقصور القلب بهذا الجهاز، في خطوة تُسهم -دون شك- في تحسين جودة حياة المصابين بقصور عضلة القلب.
يُعتبر هذا الجهاز الجديد مفيدًا لمتابعة حالة مرضى القلب، سواء داخل المشفى أو خارجها، ومن المتوقع أن يغَيِّر أسلوبَ العلاج بشكل خاص بالنسبة لمرضى ضَعف القلب ومرضى ارتفاع الضغط الرئوي.
يُزرع هذا الجهاز الصغير داخل الشريان الرئوي عن طريق القسطرة، ويقوم بقياس الضغط في الشريان الرئوي، وبث هذه القياسات لا سلكيًا ليرشد الأطباء إلى حالة القلب بدقة أكبر، وبالتالي توجيه خطة العلاج التي يحتاجها المريض.
كيف تعمل التقنية على المصابين بقصور القلب
يُزرع هذا الجهاز الخاص لدى المصابين بقصور القلب أو ارتفاع الضغط الرئوي داخل الشريان الرئوي للمريض بواسطة القسطرة خلال مدة لا تتجاوز 60 دقيقة، ويتكون الجهاز من حسّاس بحجم مشبك الورق، يأخذ قراءات يومية متعددة لضغط الشريان الرئوي، وفيه جهاز لا سلكي يُرسِل تلك القراءات إلى الفريق الطبي المعالِج، لكي يتدخل عند الحاجة بتعديل الأدوية الخاصة بالمريض، أو إجراء تغييرات علاجية أخرى، وذلك للحيلولة دون ظهور أعراض جديدة أو تفاقم الحالة.
صورة صدر شعاعية لمريض يظهر فيها الجهاز الحساس الصغير في المستطيل الأصفر
هل الجهاز الخاص بالمصابين بقصور القلب آمن؟
تتميز هذه التقنية الجديدة بأمانها وفعاليتها في قياس ضغط الشريان الرئوي لدى المرضى الذين يعانون من مرحلة متقدمة في قصور القلب، بشكلِ أداةِ تدخّلٍ تقلل من تفاقم الأعراض السلبية قبيل شعور المريض بها، كما تقلل هذه التقنية تكلفة العلاج الكلي للمصابين بقصور القلب، والذي يشكل عبئاً مادياً كبيراً على الأنظمة الصحية في العالم، وذلك بتخفيض الحاجة إلى علاج هؤلاء المرضى داخل المستشفى، وتقليل الحاجة لدخولهم إلى المستشفى والعناية المشددة.
صورة لجهاز قياس ضغط الشريان الرئوي
ويُعتبر "التخصصي" ضمن أكبر المراكز الطبية عالمياً في استخدام هذه التقنية لمتابعة حالة المرضى الصحية عن بُعد، ومركزًا رائداً على مستوى الشرق الأوسط، فقد زُرعت أول هذه الأجهزة بنجاح في الربع الرابع من العام 2021. وأظهرت النتائج الأولية لاستخدام التقنية في "التخصصي" انخفاضاً بنسبة 41% في الحاجة إلى دخول المستشفى أو زيارة أقسام الطوارئ، إضافة إلى تحسّن قدرة المرضى على أداء أنشطتهم اليومية، كما أدت التوصيات الطبية المَبنية على قراءات الجهاز الحسّاس إلى تجاوز حاجة أربعة مرضى إلى زراعة القلب، بينما كانت حالتهم الصحية تتطلب ذلك في وقت سابق قبل استخدام الجهاز.