العلاقة العاطفية المؤذية وكيفية تخطيها
كنت أحب شخصًا من طرف واحد، وبعد أن طلبني للزواج واتفقنا على كل شيء، اختفى فجأة وقطع الكلام معي، فقمت بعمل حظر له، ولا أعرف ماذا أفعل، وكيف أتخطاه؟
أختي الفاضلة؛ طبعاً يا صديقتي لكِ كل الحق أن تكوني في تلك الحالة من التفكير وعدم استقرار الحال بعد المرور بهذه العلاقة العاطفية المؤذية ، فلا أنتِ حزينة حزنًا واضحًا لفراقه لسبب واضح، ولا أنتِ على علم بحقيقة ما حدث، فالخط واسع وممتد، بدءاً من ربما حدث حادث لهما في طريق العودة مثلاً، مروراً بعدم موافقة والدته على إتمام الزيجة لسبب ما، وانتهاءً بغيابه كل هذا الغياب الكبير.
رغم تفهُّمي تماماً لهذا الوضع الغير المريح؛ فإنني أتساءل عن سرعة قيامك بغلق طريقة تواصله معك مع عدم السؤال ببساطة عما حدث؛ لأنك فعلاً لا تعرفين حقيقة ما حدث، فهل قمت بذلك لعدم تصديقك مثلاً لصدق حبه لكِ؟ أم وصل لك في ذلك اليوم بجانب سعادتك أمرٌ تحتاجين للاقتراب منه؟ أم استبقتِ الألم بغلق مَنفذ ستسمَعين منه ما يؤلمك فلم ترغبي في ذلك؟ كل هذه التساؤلات وأكثر في غاية الأهمية لكِ "أنتِ"، لأنك تعلمين أنه لا أحد سواه سيتمكن من إخبارك عن حقيقة ما حدث.
نصائح لتخطي العلاقة العاطفية المؤذية
أقترح عليكِ عدة نقاط لفهمها بصدق من داخلك ربما تساعدك:
- أحبي نفسك أولًا، وضعي الأولية دائمًا واربطي قيمتك الذاتية بالله.
- الاقتراب من الأشخاص الإيجابيين والابتعاد عما هو سلبي ومؤذٍ.
- رتبي أولوياتك واكتبي معاييرك وحاولي أن تفهمي الأسس المرتسمة عليها حياتك.
- التزمي بالعقلانية والتفكير الإيجابي والابتعاد قدر المسطاع عن تهييج العاطفة وأن تتحكم بك.
- كُفي عن وضع أي تبريرات غير منطقية وكفي عن لوم نفسك عن أي أمر خارج عن قدرتك.
- العلاقة العاطفية المؤذية بعكس العلاقة الصحية يكون فيها تبادل بين طرفَين في الاهتمام والدفء والعطاء والتحمل والأخذ والأمان، وحين يكون كل ذلك من طرف واحد؛ يتحول لشيء آخر يأخذ قناع الحب، ولكن هو في حقيقته استنزاف للمشاعر.
- تقبل الرفض في العلاقة الصحية المؤذية لنتحرر إذ إنه من من حقنا أن نتجاوب من داخلنا مع من نشعر تجاهه بحب في البداية كأمر طبيعي، ولكن لا ننسى أن الطرف الآخر لديه حق الاختيار لنا، أو لا كذلك.
- العلاقة الصحية بعكس العلاقة العاطفية المؤذية تحتاج لجهد، صدقاً تحتاج لجهد وصبر وعطاء وذوق واحتواء، وأمور كثيرة تتبادل بين الطرفين عن وعي بخصالهما وصفاتهما الحلوة وغير المحببة، أو غير المفضلة لنا، وليس فقط ذلك الشرر، والكيمياء التي تحدث بين الطرفين، فرغم وجودها طبعاً، ولكنها "كالزرعة" التي تحتاج لري وشمس وهواء وتعهد لمناسبة التربة لصحتها كل فترة لتظل في حالة حياة.
- استمرار البقاء في علاقة "حب" دون أخذ يشير لوجود عدم حب صحي وكافٍ تجاه أنفسنا؛ يتم تبريره بأغاني ومشاهد من أفلام، وربما قصص نسمّيها زيفاً بقصص حب حولنا؛ تبعد عن حقيقة أنها تضحية غير صحية بحبنا لأنفسنا بشكل صحي؛ يجعلنا نبتعد عما يجرحها، أو يتنافى مع الحفاظ على سلامتها، أو يجعلها مقيدة، ولا تتمكن من التعبير عن نفسها بأمان وراحة.
- النضوج النفسي في التواصل الشجاع مع أي طرف آخر في حياتنا نحتاج للتفاهم معه، أو تعديل شيء في علاقتنا به، أو استكشاف ما يحدث بيننا، فهذا لم يحدث بينكما يا صديقتي.
خلاصة
أتمنى لكِ رحلة ذاتية مع نفسك الآن، تجعلكِ في راحة حقيقية مع نفسك أولًا؛ لتتمكني من اختيار علاقة حب حقيقية تستحقينها والابتعاد عن العلاقة العاطفية المؤذية التي مررت بها، وإن تمكنتِ من هضم ما قلتُه، ووجدتِ نفسك في حالة هدوء حقيقي للتواصل معه؛ أشجعكِ على ذلك حينها؛ لأن من حقك أن تفهمي، والأفضل لصحتنا النفسية غلق الملفات العالقة، وليس نسيانها أو حذفها، لأنها ببساطة جزء حقيقي منا، كانت فيه مشاعرنا وأفكارنا وذكرياتنا، ولكن غلقه بشكل مشبع ليكفي لاستقرارنا مهم جدًا، حتى مع وجود مشاعر الفقد للشخص ذاته.
ودمت بخير.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفح موقع صحتك