التنمر وآثاره على النفس وطريقة التفكير
عانيت أثناء الدراسة الثانوية من تنمر البعض، فقد كانوا يقولون إن رأسي كبير جدًا، في لحظة ما صرت أنظر في المرآة كثيرًا ووجدتهم صادقين، فأصابني اكتئاب شديد، وصرت أشعر أن رأسي يكبر مع التفكير، فهل صحيح أن الراس يكبر كلما زاد التفكير؟ وإن كان الجواب لا؛ فلماذا شعرت بهذا الأمر؟
أخي الكريم:
أسأل الله العظيم أن يهوّن عليك تلك المعاناة التي طالت الكثير من عمرك إن كان عمرك المكتوب لدينا صحيحاً، والحقيقة أن الرأس الإنساني يزداد حجمه بسبب عضوي يُعرف باستسقاء الدماغ النخاعي، وهو مرض عضوي يؤدي لزيادة السائل الدماغي هذا عن قدرة امتصاصه في الدم، وهو منتشر في الرضع ومن تزيد أعمارهم عن ال60 عاماً، وله أعراض جسمانية متعددة. إذًا هي حالة عضوية تماماً ولها أعراض صعبة للغاية، ولا يتمكن الشخص من التعايش معها إلا بإجراء عملية جراحية، أما ازدياد حجم الرأس بسبب التفكير فهي وساوس نفسية بجدارة يا صديقي، والوساوس تنبع في أساسها من ضغوط نفسية تتراكم ولا يتمكن الجهاز النفسي في وقت ما بسبب تراكمها أو استمرارها من تحملها، فيزداد القلق عند الشخص عن الحد المقبول الذي يتمكن الجهاز النفسي من تحمله، كلٌ حسب تكوينه النفسي وظروف نشأته من الرُعاة الأساسين للشخص ومدى احتوائهم له، وخبراته الشخصية، وغيره.
لذلك هذا التحمل يتراوح من شخص لشخص، فيكون لسنوات مختلفة تتدرج فيها ظهور أعراض اضطراب القلق النفسي، ولكن حين تزداد مستويات الضغط والقلق النفسي الداخلي يقع الشخص في الوساوس النفسية القهرية، وتتراوح شدتها وأعراضها وآثارها من شخص لشخص، لذا أدعوك في هذا السن الذي تحتاج فيه لراحة نفسية وحق في الاستمتاع بحياتك الشخصية والمهنية والاجتماعية؛ أن تقوم بالخطوة التي تأخرت كثيراً، وهي التواصل مع متخصص نفساني يساعدك على تجاوز تلك المعاناة الثقيلة الظل، ويتمكن من خلال التواصل المباشر معك مِن تحديد درجة ونوع معاناتك، ووضع خطة للشفاء منها.
هيا ابدأ، فأنت تستحق الراحة من تلك المعاناة بطرق صحية تحقق الهدف، ودمت بخير.