كيفية التعامل مع المراهق الذي لا يحب الدراسة
ابنى عمره 20 سنة لا يرغب أبدًا فى الدراسة، ويتهرب دائمًا منها، وهو في كلية الهندسة وقد التحق بإرادته، ومع ذلك لا يهتم بدروسه، أرجو الإفادة.
الأخت الفاضلة:
كنتُ أتمنى أن تحدثينا أكثر عن تفاصيل غاية في الأهمية لأتمكن من مساعدتك في ذلك، مثل طبيعة شخصيته، مناخ البيت، وطبيعة علاقته بك وبوالده وإخوته، وهل لديه إخوة من الأساس أم لا، هل هذا السلوك جديد أم لا؟ هل نتائج دراسته تسوء؟ هل لديه سلوكيات أخرى تلاحظينها أولًا ترينها طبيعية أو منطقية؟ هل تحدثتِ معه في ذلك؟ وماذا كان يقول وقتها؟ هل لديه أي نشاطات أخرى في حياته غير الدراسة؟ هل يقوم بأدواره الأخرى في الحياة كإبن أو أخ، أو زيارات أو علاقات عائلية مثلًا واجتماعية؟ أوقات ضِيقه أو غضبه هل يكرر شيئاً معيّناً؟ وإذا كان سلوكاً جديداً عليه ماذا حدث قبل هذا السلوك وتتذكرينه، أو تتصوري أنّ له علاقة بعدم مذاكرته؟ وأخيراً هل حقاً هو من أراد دخول كليته أم كان معروفاً ضمناً مثلا، أنها أمنية لكِ أو لوالده، أو على الأقل ما تتمنوه بشدة له، أو محل توقاعتكم مثلا؟
كل تلك الأسئلة تحوي الحل أختي الكريمة؛ فحين تقتربي بصدق منها وتردي عليها بصدق شديد وحيادية ستكتشفين الكثير، وذلك لأننا وجدنا أن السلوك الدراسي لا يتعلق بالدراسة نفسها، ولكنها دوماً ما يتعلق بمشكلات يعاني منها الشخص بنفسه داخل نفسه، أو في علاقته بآخرين أساسيين في حياته، أو بسبب خبرات شخصية مر بها وتراكمت على مدار حياته أثَّرَت على رؤيته لذاته أو غيره أو الحياة؛ فجعلت الدراسة محطة ”نفسية” يحتاج الشخص ألا يتخطاها دون وعي منه، أسأل الله له التوفيق، وأن تُعْلِي سلامته النفسية، وسلامة علاقتك أو علاقتكم به أكثر من عام دراسي قد يفقده لا قدر الله، وأقترح عليكِ أن تقترحي عليه طلب المساعدة إن أراد، ودمتم بخير.