وينبغي أن تكون المكملات المستخدمة لا تثير ولا تفاقم أعراض التوحد، كما تستخدم هذه المكملات بعد بدء التحسن من سوء الهضم والاضطرابات المعوية باستخدام العلاج التغذوي المناسب.
تستخدم المكملات مثل الأحماض الدهنية أوميغا 3، والبروبيوتيك، وفيتامين B6 مع المغنيزيوم والفيتامينات A،C،D،B12، وحمض الفوليك والحديد لتخفيف أعراض التوحد.
1- الأحماض الدهنية أوميغا -3
نقص أو عدم كفاية كمية أوميغا 3 يمكن أن يسبب تطورا غير طبيعي للجهاز العصبي في مرحلة الطفولة، ما قد يؤدي إلى فقدان التركيز وفرط النشاط، وعسر القراءة واضطراب التوحد.
ذكرت بعض الأبحاث أن تناول الأوميغا -3 للأطفال الذين يعانون من التوحد قد أحدث تحسنا بشكل ملحوظ في الكلام والتعبير والتواصل مع انفتاح أكبر في العلاقات مع الآخرين.
2- البروبيوتيك
خمائر البروبيوتيك هي كائنات حية دقيقة من البكتيريا النافعة التي تساعد على تحسين الصحة، وخاصة الاضطرابات المعوية، وهي تتوافر في بعض الأطعمة مثل اللبن والجبن والزبادي.
تواجد البروبيوتيك بالغذاء له عدة فوائد، منها:
- يمكّن الجسم من تمام الاستفادة من الغذاء.
- يزيد من إنتاج بعض الفيتامينات.
- يثبط مسببات المرض بالأمعاء.
- يزيد من مناعة الجسم.
يكثر استخدام البروبيوتيك كعلاج مساعد في طيف التوحد خاصة مع ازدياد الاضطرابات المعوية، مثل الإمساك والإسهال والالتهابات؛ محدثا إعادة التوازن في الكائنات الدقيقة وإعادة بناء البطانة المخاطية المعوية، وهي عامل وقاية أساسي للجسم عامة وللأمعاء خاصة.
يشارك فيتامين B6 في تكوين بعض من أهم الناقلات العصبية بالجسم، مثل السيروتونين وحمض أمينوبوتيريك والدوبامين والأدرينالين والنورأدرينالين.
يعاني مرضى التوحد من قصور بتكوّن وأداء هذه الناقلات العصبية مع عدم كفاءة الجهاز المعوي والمناعي.
أشارت بعض الأبحاث إلى أن العلاج التغذوي بفيتامين B6 مع المغنيزيوم قد أدى إلى تحسن واضح بالسلوك.
4- فيتامين C
وجود فيتامين C بنسب طبيعية ضروري للعديد من العمليات البيوكيميائية بالجسم، إذ يشارك في تركيب الناقلات العصبية إلى جانب خصائصه المتميزة كمضاد للأكسدة للحماية من الجذور الحرة المدمرة.
بعض مرضى التوحد يعانون من نقص فيتامين C، والبعض الآخر لديهم النسب طبيعية، ومع ذلك ينصح المختصون بإعطاء الفيتامين لكل المصابين بالتوحد حتى من ذوي المعدلات الطبيعية؛ إذ إنه يقلل من التهابات الأعصاب بالدماغ ويحسن الإشارات العصبية، كما يعدل من السلوك والتواصل.
5- فيتامين D
تم فحص نقص فيتامين D لدى الأمهات الحوامل لرؤية تأثير نقص الفيتامين كعامل خطر لحدوث مرض التوحد.
وقد أشارت بعض الأبحاث إلى أن كمية كافية من فيتامين D قد تقلل من خطر الإصابة بالتوحد من خلال دعم النمو الطبيعي للدماغ والجهاز المناعي، كما أن له تأثيرا وقائيا على الهرمونات والناقلات العصبية في الدماغ، ما يؤثر إيجابيا على سلوك المريض.
6- فيتامين A
على الرغم من أن تقييم الحالة التغذوية ليست واحدة من طرق تشخيص التوحد، لكنها تؤثر بشكل كبير على المسار الصحيح لعلاج الأعراض.
العلاج بفيتامين A سواء بالمكملات أو عن طريق الأغذية، قد يؤدي إلى تحسن المهارات اللغوية والتواصل البصري، غير أنه من الضروري أن نلاحظ أن أي مكملات فيتامين A ينبغي أن تتم تحت إشراف طبي وخبير التغذية، لأن هناك فروقا بسيطة بين الجرعات العلاجية والسامة.
7- فيتامين B6 وحمض الفوليك
لفيتامين B6 وتفاعله مع حمض الفوليك أهمية كبرى في الدم والجهاز العصبي، إذ يسبب نقص B6 الأنيميا كما يسبب اضطرابات في الجهاز العصبي.
عند مرضى التوحد يكثر نقص B6 في الدم، كما يكثر نقص حمض الفوليك في النخاع، وتكثر الأجسام المضادة في مصل الدم تجاه حمض الفوليك، ما يعمق من آثار النقص لدرجة جعلت بعض الباحثين يضعونه ضمن مسببات المرض، وجعلت البحث عن هذه الأجسام المضادة من آليات الكشف المبكر.
بعد تناول الفوليك عن طريق المكملات حدث تحسن لدى هؤلاء المرضى بعد عدة أشهر من بدء العلاج. وبالإضافة إلى المكملات، فإن اتباع نظام غذائي غني بالفولات قد يكون بديلا أو داعما للعلاج الدوائي والمكملات الغذائية.
8- الحديد
يتسبب نقص الحديد المنتشر بين الأطفال من مرضى التوحد باضطرابات الجهاز العصبي عامة واضطرابات النوم خاصة.
وأشارت بعض الدراسات إلى أن ضعف المهارات الإدراكية وتباطؤ النمو وضعف التركيز والتغيرات المزاجية لدى الأطفال قد تكون مرتبطة بنقص الحديد.
لذلك يجب فحص جميع الأطفال من مرضى طيف التوحد لنقص الحديد عن طريق تحليل فيريتين المصل (serum ferrtin).
9- الزنك والنحاس
يعانى مرضى التوحد من نقص الزنك في خلايا الدم الحمراء بنسبة 40%، ما يشكل خطرا من الإجهاد التأكسدي (Oxidative stress)، أي زيادة الأكسدة بالشقوق الحرة في خلايا الجسم محدثا بها تلفا بالغا.
معظم الأطفال من مرضى التوحد ينصحون بتناول الزنك إما غذائيا عن طريق الأطعمة الغنية به أو عن طريق المكملات.
مع أهمية الزنك لتطور الجهاز العصبي، إلا أن تناوله دوائيا لا بد أن يكون تحت إشراف طبي لعدة أسباب:
- فكما أن نقص الزنك ضار بالجهاز العصبي، فإن الإفراط فيه عن طريق الأدوية والمكملات قد يضر الجهاز الهضمي.
- الزنك الدوائي قد يسبب نقصا في النحاس بالجسم (ولكن لا ينصح مرضى التوحد بمكملات النحاس).
- مكملات الزنك تؤدي إلى خفض المنغنيز بالدم، فينصح بإعطاء الزنك مع المنغنيز تفاديا للنقص.
- يجب متابعة مستويات الزنك والنحاس والمنغنيز بصفة مستمرة أثناء العلاج.
ومع أهمية المكملات الغذائية لمريض التوحد، فإنها ما زالت تحتاج إلى العديد من الدراسات الإكلينيكية حتى نصل إلى الجرعات المناسبة، وتفادي التفاعلات التي قد تحدث مع المواد الأخرى، مع مراعاة وجود الإشراف الطبي، لأن كلا من النقص والسمية بالجرعات العالية قد تشكل خطرا على المريض.
اقرأ أيضا:
في يوم "التوحد".. 8 علامات لإصابة طفلك (ملف)
اضطرابات طيف التوحد (ملف)
اضطراب طيف التوحد
دليلك للتعرّف على الفيتامينات (1)
دليلك للتعرف على الفيتامينات (2)
استشارات ذات صلة:
ابني تأخر في الكلام.. هل هو مصاب بالتوحد؟
التوحّد لدى الأطفال