الجذع الشرياني Truncus arteriosus، هو شكل نادر من أمراض القلب الخلقية التي تظهر عند الولادة. وفي هذه الحالة، البنية المعروفة باسم الجذع الشرياني تفشل في الانقسام بشكل صحيح إلى الجذع الرئوي والشريان الأبهر. ويؤدي ذلك إلى ظهور جذع شرياني واحد يوفر دماً مختلطاً إلى الشرايين التاجية والشرايين الرئوية والدورة الدموية الكبرى.
وتظهر علامات وأعراض الجذع الشرياني في الغالب خلال أسابيع الحياة الأولى. وتتضمن ما يلي:
- تحول البشرة إلى اللون الأزرق.
- سوء التغذية.
- النعاس الشديد..
- ضعف النمو.
- صعوبة التنفس.
- تسارع النفس.
- عدم انتظام ضربات القلب.
- التعرق المفرط.
ويجب التماس العلاج الطبي إذا لاحظت أن طفلك يعاني من أي من المشكلات التالية:
- تحول البشرة إلى اللون الأزرق.
- سوء التغذية.
- عدم زيادة الوزن.
- النعاس الشديد.
- التعرق المفرط.
وإذا ظهرت أي من العلامات والأعراض التالية على طفلك، فالتمس الرعاية الطبية العاجلة:
- التنفس السريع أو الضحل أو الصعب.
- زيادة زرقة البشرة.
- فقدان الوعي.
سبب الجذع الشرياني
يعد تكوين قلب الجنين عملية معقدة. وفي مرحلة معينة، يكون لدى جميع الأجنة وعاء دموي كبير واحد (الجذع الشرياني) يخرج من القلب. ولكن، خلال النمو الطبيعي للقلب، ينقسم هذا الوعاء الكبير جدًا إلى نصفين. يصبح أحدهما الجزء السفلي من الشريان الأورطي، الذي يتصل بالبطين الأيسر. ويصبح الآخر الجزء السفلي من الشريان الرئوي، الذي يتصل بالبطين الأيمن. خلال هذه العملية، تتطور البطينات إلى غرفتين يفصل بينهما جدار.
ولدى الأطفال المولودين بالجذع الشرياني، لا تكتمل عملية انقسام الوعاء الكبير إلى اثنين منفصلين. ولا يقفل الجدار الفاصل بين البطينين بالكامل، ما يؤدي إلى وجود ثقب كبير بين الغرفتين (عيب الحاجز البطيني). ويسمى الجذع الشرياني لدى حديثي الولادة أيضًا الجذع الشرياني المستمر، وذلك لأن هناك مرحلة مبكرة من تطور القلب تظل قائمة حتى الولادة.
وإلى جانب العيوب الرئيسية لمرض الجذع الشرياني، فغالبًا ما يكون الصمام المتحكم في تدفق الدم من البطينات إلى الوعاء الدموي الكبير (الصمام الجذعي) معيبًا؛ حيث يسمح للدم بالتدفق العكسي إلى القلب.
وهناك العديد من العوامل التي تزيد مخاطر ولادة الجنين بحالة مرضية في القلب. وتشمل هذه العوامل ما يلي:
- إصابة المرأة بالحصبة الألمانية (الحميراء) أو مرض فيروسي آخر خلال المرحلة الأولى من الحمل.
- عدم القدرة على التحكم في داء السكري أثناء الحمل.
- تناول أدوية معينة أثناء الحمل.
- الأطفال الذين يعانون من متلازمة دي جورج أو متلازمة القوس البلعومية والقلب والوجه.
- التدخين أثناء الحمل.
مضاعفات الجذع الشرياني
- مشكلات في التنفس وارتفاع ضغط الدم الرئوي.
- تضخم القلب.
- فشل القلب.
وحتى مع الخضوع لعملية جراحية ناجحة لإصلاح القلب في سن الرضاعة، فهناك مضاعفات أخرى مرتبطة بالجذع الشرياني يمكن أن تحدث في المستقبل:
- ارتفاع ضغط الدم الرئوي التقدمي.
- صمامات القلب الدالفة (قلس الصمام).
- اضطراب نبض القلب.
وفي حالات نادرة، يمكن للشخص المصاب بالجذع الشرياني البقاء على قيد الحياة في سن الرضاعة دون إجراء عملية إصلاح جراحي للقلب ويعيش حتى مرحلة البلوغ. ومع ذلك، يكاد يكون من المؤكد إصابة المرضى بهذه الحالة بفشل القلب ومتلازمة إيزمنجر. وتحدث هذه المتلازمة نتيجة إصابة الرئة بتلف دائم من ارتفاع ضغط الدم الرئوي الذي يتسبب في تدفق كمية كبيرة من الدم تغرق الرئتين بالكامل. وغالبًا ما تكون عملية زرع القلب والرئة هي الخيار الوحيد للعلاج في هذه الحالة.
تشخيص وعلاج الجذع الشرياني
عند الشك بوجود مشكلة في قلب الرضيع، سيقوم اختصاصي أمراض القلب للأطفال بفحص قلب طفلكِ وتشخيص الحالة، وسيطلب إجراء مخطط صدى القلب وصور الأشعة السينية. والعلاج الرئيسي للرضيع الذي يعاني من الجذع الشرياني هو الجراحة. وقد تكون العديد من الإجراءات أو الجراحات ضرورية، وخصوصًا أثناء نمو الطفل. ويمكن إعطاء أدوية قبل الجراحة للمساعدة في تحسين صحة القلب. وتشمل الأدوية التي يمكن أن يصفها الطبيب قبل الخضوع للجراحة الديجوكسين (لانوكسين) ومدرات البول.
وبعد الجراحة التصحيحية، يحتاج طفلكِ إلى رعاية طبية عن طريق المتابعة مدى الحياة مع اختصاصي أمراض القلب لمراقبة الحالة الصحية للقلب. وقد يوصي اختصاصي أمراض القلب بتقييد النشاط البدني لطفلكِ، وخصوصًا الرياضات التنافسية العنيفة. وربما يحتاج إلى تناول مضادات حيوية قبل إجراءات علاج الأسنان وغيرها من الإجراءات الجراحية للوقاية من العدوى. بشكل عام، يوصى بتناول المضادات الحيوية الوقائية لمدة ستة أشهر عقب الخضوع لجراحة إصلاح الجذع الشرياني. اسألي اختصاصي أمراض القلب عما ينصح به في حالة طفلك. وغالبًا ما سيخضع طفلكِ لجراحة متابعة أو أكثر لاستبدال الأنبوب بينما يتقدم في العمر.
أيضا، ستحتاج النساء اللاتي خضعن لجراحة إصلاح الجذع الشرياني في مرحلة الرضاعة إلى تقييم حالتهن من قِبل اختصاصي أمراض قلب لديه خبرة في عيوب القلب الخلقية لدى البالغين واختصاصي توليد متخصص في حالات الحمل عالية الخطورة قبل محاولة الإنجاب. بناءً على مستوى التلف الذي تعرضت له الرئة قبل الجراحة، قد ينصح الطبيب بالحمل أو يحذر منه. بالإضافة إلى ذلك، قد تكون بعض الأدوية الخاصة بمشكلات القلب مضرة للجنين.
هل يمكن الوقاية من الجذع الشرياني؟
في معظم الحالات، لا يمكن منع حدوث عيوب القلب الخلقية، مثل الجذع الشرياني. وإذا كان لديكِ تاريخ عائلي من الإصابة بعيوب القلب أو لديكِ بالفعل طفل مصاب بعيب خلقي في القلب، فقد تكونين بحاجة إلى التحدث أنتِ وزوجكِ مع استشاري الأمراض الوراثية واختصاصي أمراض القلب المتخصص في عيوب القلب الخلقية، وذلك قبل اتخاذ قرار الإنجاب. وإذا كنتِ تفكرين في الحمل، فهناك خطوات عديدة يمكنكِ اتخاذها للمساعدة في ضمان إنجاب طفل سليم معافى، بما في ذلك:
- احصلي على التطعيمات قبل الحمل.
- تجنبي الأدوية بدون استشارة الطبيب.
- تناولي حمض الفوليك.
- اتبعي تعليمات الطبيب للسيطرة على داء السكري.
المصادر