صحــــتك

اضطراب الخرس أو الصمت الانتقائي في الأطفال

الصورة
ذكرى القيسي
اضطراب الخرس أو الصمت الانتقائي في الأطفال
الصمت الانتقائي Selective Mutism هو أحد اضطرابات القلق المعقدة في مرحلة الطفولة، ويتميز بعدم قدرة الطفل على التحدث والتواصل بشكل فعال في بيئات اجتماعية محددة، مثل المدرسة، بينما يكون هؤلاء الأطفال قادرين على التحدث والتواصل في أماكن يكونون فيها مرتاحين وآمنين مثل البيت.

وقد وجد أن أكثر من 90٪ من الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي يعانون أيضًا من الرهاب الاجتماعي أو القلق الاجتماعي. وهذا الاضطراب منهك للغاية ومؤلم للطفل، لأن الأطفال والمراهقين الذين يعانون من الصمت الانتقائي لديهم خوف فعلي من التحدث والتفاعلات الاجتماعية حيث يوجد توقع للتحدث والتواصل.

كما يعاني العديد من أطفال الصمت الانتقائي من صعوبة كبيرة في الاستجابة أو بدء الاتصال بطريقة غير لفظية؛ لذلك، قد تتعرض حياتهم الاجتماعية للخطر عند مواجهتهم من قبل الآخرين أو عند تواجدهم في بيئة تتطلب الكلام.

ولا يظهر كل الأطفال قلقهم بنفس الطريقة، فقد يكون:

- البعض صامتًا تمامًا وغير قادر على التحدث أو التواصل مع أي شخص في أي بيئة اجتماعية.
- بينما قد يتمكن البعض الآخر من التحدث إلى قلة مختارة أو ربما يقوم بالهمس بدل التحدث بصوت عال ومفهوم.
- وقد يقف بعض الأطفال بلا حراك خوفًا لأنهم يواجهون أوضاعًا اجتماعية معينة.
- وقد يتجمدون، ويكونون بلا تعبير، وغير عاطفيين.
- قد يختار بعض الأطفال تجنب الناس ويفضلون العزلة الاجتماعية.
- وقد يكون الأطفال الأقل تأثراً قادرين على التواصل مع طفل أو عدد قليل من الأطفال، ولكنهم غير قادرين على التحدث والتواصل بشكل فعال مع المعلمين أو معظم الأقران.
- وعند مقارنة الصمت الانتقائي بالخجل، فإن معظم الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي يكونون في أقصى درجات الخجل والعزلة.

قد يعاني أطفال الصمت الانتقائي من قلق الانفصال 

* لماذا يصاب الطفل بـ الصمت الانتقائي؟

أولا: الاستعداد الوراثي

غالبية الأطفال المصابين بالخرس أو الصمت الانتقائي لديهم استعداد وراثي للقلق. بمعنى آخر، لقد ورثوا ميلًا للقلق من فرد واحد أو أكثر من أفراد الأسرة. وفي كثير من الأحيان، يظهر هؤلاء الأطفال علامات القلق الشديد، مثل قلق الانفصال، ونوبات الغضب والبكاء المتكررة، وتقلب المزاج، وعدم المرونة، ومشاكل النوم، والخجل الشديد منذ الطفولة.

على الجانب الآخر، تشير الدراسات إلى أن الأفراد الذين يعانون من مزاجات مثبطة كالصمت هم أكثر عرضة للقلق من أولئك الذين ليس لديهم مزاج مثبط.

ثانيا: اضطراب في منطقة معينة في الدماغ

ويمكن تفسير معظم، إن لم يكن كل، الخصائص السلوكية المميزة التي يظهرها الأطفال المصابون بالصمت الانتقائي من خلال الفرضية المدروسة القائلة بأن الأطفال الذين يعانون من مزاج مثبط لديهم عتبة منخفضة من استثارة في منطقة معينة من الدماغ تسمى amygdala. وعند مواجهة سيناريو مخيف، تتلقى تلك المنطقة إشارات خطر محتمل (من الجهاز العصبي الودي) وتبدأ في إطلاق سلسلة من ردود الفعل التي ستساعد الأفراد على حماية أنفسهم. وفي حالة الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي، فإن السيناريوهات المخيفة هي أماكن اجتماعية مثل حفلات أعياد الميلاد، والمدرسة، والتجمعات العائلية، والمهمات الروتينية، وما إلى ذلك.

ثالثا: اضطراب المعالجة الحسية Sensory Processing Disorder

مما يعني أنهم يواجهون مشكلة في معالجة معلومات حسية محددة. مثلا، قد يكونون حساسين للأصوات والأضواء واللمس والذوق والروائح. ويواجه بعض الأطفال صعوبة في فهم المدخلات الحسية التي قد تؤثر على استجاباتهم العاطفية، مما يجعل الطفل يسيء تفسير الإشارات البيئية والاجتماعية. وهذا يمكن أن يؤدي إلى عدم المرونة والإحباط والقلق. وقد يتسبب القلق الذي يعاني منه الطفل في العزلة والتجنب والانسحاب من موقف ما، أو قد يتسبب في تصرفاته ونوبات غضب وسلوكيات سلبية.

قد يعاني أطفال الصمت الانتقائي من صعوبات التعلم أيضا 

رابعا: صعوبات الكلام أو التعلم

يعاني بعض الأطفال (20-30٪) الذين يعانون من الصمت الانتقائي من اضطرابات في الكلام و/ أو اللغة مثل اضطرابات اللغة الاستقبالية و/ أو التعبيرية والتأخيرات اللغوية. وقد يعاني البعض الآخر من صعوبات التعلم الدقيقة بما في ذلك اضطراب المعالجة السمعية. وهذا يعني أن الضغط الإضافي الناتج عن اضطراب الكلام أو إعاقة التعلم، أو اضطراب المعالجة يؤدي إلى شعور الطفل بمزيد من القلق وعدم الأمان أو عدم الراحة في المواقف التي يتوقع فيها التحدث.

لكن، المزيد من الدراسات ضرورية لإجراء تقييم كامل حول تأثير اضطرابات الكلام وصعوبات التعلم على الإصابة بالصمت الانتقائي، فقد لوحظ أن هناك العديد من الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي، ولكنهم تحدثوا في وقت مبكر دون أي تأخير ولا يعانون من صعوبات تعلم.

خامسا: الأسر ثنائية اللغة

تشير الأبحاث في مركز أبحاث وعلاج الصمت الانتقائي (SMart Center) إلى أن هناك نسبة من الأطفال المصابين بالصمت أو الخرس الانتقائي ينتمون إلى أسر ثنائية اللغة /متعددة اللغات، وقد أمضوا وقتًا في بلد أجنبي و/ أو تعرضوا للغة أخرى خلال تطور لغتهم التكوينية (من 2 إلى 4 سنوات). وعادة ما يكون مزاج هؤلاء الأطفال مثبطا بشكل طبيعي، لكن الضغط الإضافي الناجم عن التحدث بلغة أخرى وعدم الأمان في مهاراتهم كافٍ للتسبب في زيادة مستوى القلق والخرس.

6- أسباب أخرى

يبدو أن نسبة صغيرة من الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي لا يعانون من الخجل أو القلق. لكن، الأبحاث الأولية من مركز سمارت تشير إلى أن هؤلاء الأطفال قد يكون لديهم أسباب أخرى للخرس. على سبيل المثال، سنوات من العيش صامتًا وبالتالي لديهم سلوك كتم متأصل على الرغم من افتقارهم إلى أعراض القلق الاجتماعي أو مشاكل النمو والكلام الأخرى. ولم تظهر الدراسات أي دليل على أن سبب الصمت الانتقائي مرتبط بسوء المعاملة أو الإهمال أو الصدمة.

* ما الفرق بين الصمت الانتقائي والصمت الناتج عن صدمة؟

الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي يتحدثون في مكان واحد على الأقل ونادرًا ما يكونون صامتين في جميع البيئات، وإن الخرس لديهم هو وسيلة لتجنب مشاعر القلق التي تثيرها التوقعات واللقاءات الاجتماعية.

لكن، عادة ما يصاب الأطفال المصابون بالخرس الناتج عن صدمة من الصمت بشكل مفاجئ في جميع المواقف. من الأمثلة على ذلك الطفل الذي يشهد وفاة جد أو حدثا صادما آخر، وغير قادر على معالجة الحدث، ويصبح صامتًا في جميع الظروف.

ومن المهم أن نفهم أن بعض الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي قد يبدأون بالخرس في المدرسة والأوساط الاجتماعية الأخرى. وبسبب التعزيز السلبي لخرسهم، وسوء الفهم من حولهم، وربما الضغط المتزايد داخل بيئتهم، قد يصابون بالخرس في جميع الأماكن. وهؤلاء الأطفال يعانون من الخرس التدريجي مع جميع الناس، بمن في ذلك الآباء والأشقاء.

قد يظهر أطفال الصمت الانتقائي أعراضا جسدية 

* ما هي الخصائص السلوكية التي يظهرها الطفل المصاب بالصمت الانتقائي في البيئات الاجتماعية؟

من المهم أن ندرك أن غالبية الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي هم طبيعيون ومناسبون اجتماعيًا مثل أي طفل آخر عندما يكونون في بيئة مريحة. وهؤلاء الأطفال غالبا ما يصفهم آباؤهم بالفضوليين والمزعجين وكثيري الكلام والصخب والمتسلطين والعنيدين عندما يكونون في المنزل.

وما يميز معظم الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي هو تثبيطهم السلوكي الشديد وعدم قدرتهم على التحدث والتواصل بشكل مريح في معظم الأوساط الاجتماعية. ويشعر بعض الأطفال وكأنهم على خشبة المسرح أمام جمهور كبير! قد يكون هذا مؤلمًا للغاية لكل من الطفل والوالدين المعنيين. وفي كثير من الأحيان، يظهر هؤلاء الأطفال علامات القلق قبل وأثناء معظم الأحداث الاجتماعية. كما تظهر عليهم كثير من الأعراض الجسدية مثل آلآم البطن والسلوكيات السلبية مثل الغضب والصراخ والشجار قبل المدرسة أو النزهات الاجتماعية.

ومن المهم للوالدين والمعلمين أن يفهموا أن الأعراض الجسدية والسلوكية ناتجة عن القلق، وأن العلاج يحتاج إلى التركيز على مساعدة الطفل على تعلم مهارات التأقلم لمكافحة مشاعر القلق.

ومن الشائع أن يكون وجه الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي خاليا من التعابير ولا يبتسمون أبدا ويبدون غير سعيدين وغير مرتاحين، وقد يقوم بعضهم بحركات محرجة مثل مضغ أو لف الشعر أو يتجنبون النظر بالعين، أو ينسحبون بعيدًا.

والبعض الآخر أقل تجنبًا، وقد يلعبون مع طفل واحد أو عدد قليل من الأطفال، لكن سيظل هؤلاء الأطفال صامتين أو بالكاد يتواصلون مع معظم زملاء الدراسة والمعلمين. وغالبًا ما يواجه الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي صعوبة هائلة في البدء بالحوار وقد يترددون في الاستجابة حتى بشكل غير لفظي، كالهمس أو الإيماءات، وقد يكون هذا محبطًا جدًا للطفل مع مرور الوقت. وقد يستمر التواصل غير اللفظي للطفل لسنوات عديدة، ويصبح أكثر ترسخًا وتعزيزًا ما لم يتم تشخيص الطفل ومعالجته بشكل صحيح. 

* ما هي الخصائص الأكثر شيوعًا للأطفال المصابين بالخرس الانتقائي؟

1- التثبيط المزاجي، يكون الطفل خجولا، حذرا في المواقف الجديدة وغير المألوفة، مقيد، عادة ما يكون واضحًا منذ الطفولة.
- أعراض القلق الاجتماعي، مثل عدم الارتياح عند تقديمه للناس، المضايقة أو الانتقاد، كونه مركز الاهتمام، لفت الانتباه، الخوف من ارتكاب خطأ، الإحراج من تناول الطعام أمام الآخرين.
3- الأعراض الجسدية، مثل وجع البطن، والغثيان، القيء، وآلام المفاصل، والصداع، وألم الصدر، وضيق التنفس، والإسهال، والمشاعر العصبية، ومشاعر الخوف.
4- الوجه المتجمد والخالي من التعابير ولغة جسد متيبسة ومربكة مع عدم وجود اتصال بالعين عند الشعور بالقلق. هذا ينطبق بشكل خاص على الأطفال الأصغر سنًا في بداية العام الدراسي أو إذا اقترب منهم شخص غير مألوف.
5- تأخيرات في النمو العاطفي، وقد يتم تشخيصهم بالخطأ على أنهم مصابون بالتوحد.
6- انتقائي في تناول الطعام، ومشاكل في الأمعاء والمثانة، وحساسية تجاه الحشود، والأضواء (رفع الأيدي فوق العينين، وتجنب الأضواء الساطعة)، والأصوات (لا يحب الأصوات العالية، ويضع الأيدي فوق الأذنين)، وحساس للمس.
7- الأعراض الشائعة داخل بيئة الفصل الدراسي، كالانسحاب، واللعب بمفرده أو عدم اللعب على الإطلاق، والتردد في الاستجابة (حتى بشكل غير لفظي)، والتشتت، وصعوبة اتباع سلسلة من التوجيهات أو الاستمرار في المهمة
8- غالبًا ما يكون الأطفال الذين يعانون من الصمت الانتقائي غير مرنين وعنيدين، متقلبي المزاج، متسلطين ومستبدين في المنزل. قد يظهرون أيضًا نوبات بكاء، وانسحابا، وتجنبا، وإنكارا، ومماطلة.

* متى يتم تشخيص معظم الأطفال على أنهم مصابون بالخرس الانتقائي؟

يتم تشخيص معظم الأطفال بين سن 3 و8 سنوات. وعند العودة إلى الوراء، غالبًا ما يُلاحظ أن هؤلاء الأطفال كانوا مثبطين مزاجهم وقلقين بشدة في الأوساط الاجتماعية عندما كانوا دارجين، لكن أهلهم اعتقدوا أنهم كانوا خجولين للغاية.

ومعظم الأطفال لديهم تاريخ من قلق الانفصال. وفي كثير من الأحيان لا يصبح الصمت الانتقائي أكثر وضوحًا حتى يدخل الأطفال المدرسة، عندما يكون هناك توقع للأداء والتفاعل والتحدث، لكن، ما يحدث غالبًا هو أن المعلمين يخبرون الآباء أن الطفل لا يتحدث أو يتفاعل مع الأطفال الآخرين. وفي مواقف أخرى، سيلاحظ الآباء، في وقت مبكر، أن طفلهم لا يتحدث إلى معظم الأفراد خارج المنزل.

* لماذا من المهم جدًا أن يتم تشخيص طفلي عندما يكون صغيرًا جدًا؟

تشير النتائج التي تم التوصل إليها إلى أنه كلما تم علاج الطفل مبكرًا من الخرس الانتقائي، كانت الاستجابة للعلاج أسرع، وكان التشخيص العام أفضل. وإذا ظل الطفل صامتًا لسنوات عديدة، يمكن أن يصبح سلوكه / سلوكها استجابة مشروطة حيث يعتاد الطفل حرفيًا على عدم اللفظ. بعبارة أخرى، يمكن أن يصبح الصمت الانتقائي عادة يصعب التخلص منها!

ولأن الصمت الانتقائي هو أحد اضطرابات القلق، إذا ترك دون علاج، يمكن أن يكون له عواقب سلبية طوال حياة الطفل، ولسوء الحظ، يمهد الطريق لمجموعة من التداعيات الأكاديمية والاجتماعية والعاطفية مثل:
- تفاقم القلق.
- الاكتئاب ومظاهر اضطرابات القلق الأخرى.
- العزلة الاجتماعية والانسحاب.
- ضعف احترام الذات والثقة بالنفس.
- رفض المدرسة وضعف الأداء الأكاديمي وإمكانية الإعداد للمدرسة.
- ضعف التحصيل الأكاديمي وفي مكان العمل.
- إدمان الأدوية الموصوفة أو الكحوليات
- أفكار انتحارية واحتمال انتحار.

* إذا اشتبه الآباء في إصابة طفلهم بالصمت الانتقائي، فماذا يفعلون؟

يجب على الآباء في البداية إزالة جميع الضغوط التي قد تسبب القلق للطفل وتمنعه من التحدث وإبلاغ طفلهم بأنهم يفهمون أنه خائف وأنه من الصعب عليه إخراج الكلمات وأنهم سيساعدونه خلال هذا الوقت الصعب. وامدح جهود الطفل وإنجازاته وادعمه واعترف بالصعوبات والإحباطات. ويجب على الآباء استشارة طبيب الأسرة أو طبيب الأطفال و/ أو البحث عن طبيب نفسي أو معالج لديه خبرة في الصمت الانتقائي. 

* ما هي معايير التشخيص للخرس الانتقائي؟

1- فشل مستمر في التحدث في مواقف اجتماعية محددة (حيث يوجد توقع للتحدث، على سبيل المثال، في المدرسة) على الرغم من التحدث في مواقف أخرى.
2- يتعارض الاضطراب مع التحصيل الدراسي أو المهني أو التواصل الاجتماعي.
3- مدة الاضطراب لا تقل عن شهر واحد (لا تقتصر على الشهر الأول من المدرسة).
4- لا يرجع الفشل في التحدث إلى نقص المعرفة أو عدم معرفة اللغة.
5- لا يتم تفسير الاضطراب على أنه ناتج عن مشكلة أخرى مثل التلعثم.

وقد تشمل السمات المصاحبة للصمت الانتقائي الخجل المفرط، والخوف من الإحراج الاجتماعي، والعزلة الاجتماعية والانسحاب، والتشبث، والسمات القهرية، والسلبية، ونوبات الغضب، أو السلوك المسيطر أو المعارض، خاصة في المنزل.

لكن، لوحظ أن المعايير المذكورة أعلاه غامضة تمامًا وغير محددة ولا ينبغي استخدامها بمفردها للحكم أو استبعاد تشخيص الصمت الانتقائي. حيث يُظهر الأطفال المصابون بالخرس الانتقائي العديد من الخصائص السلوكية الأخرى بجانب الصمت، وقد تشترك هذه الخصائص مع اضطرابات أخرى مثل التوحد أو متلازمة اسبريجر واضطرابات النمو الأخرى.

لا تضغط على طفلك من اجل التحدث 

* كيف يتم علاج الصمت الانتقائي؟

تعتمد فعالية العلاج على:
- كم من الوقت يعاني الطفل من الصمت الانتقائي.
- ما إذا كان لديه صعوبات أو مخاوف إضافية في التواصل أو التعلم أم لا.
- تعاون كل من يشارك في تعليمه وحياته الأسرية.

ويجب أن تكون الأهداف الرئيسية للعلاج هي تقليل القلق وزيادة احترام الذات وزيادة الثقة الاجتماعية والتواصل. ويجب ألا يكون التركيز أبدًا على جعل الطفل يتحدث، بل يكون التركيز على إزالة كل العوائق التي تمنعه من التحدث، وسيتحسن التواصل والتحدث مع تقدم الطفل في العلاج.

ويمكن تجنب الحاجة إلى العلاج الفردي المختص إذا عملت الأسرة والمشرفون على رعاية الطفل معًا لتقليل قلق الطفل من خلال خلق بيئة إيجابية لهم. وهذا يعني:
- عدم السماح للطفل بمعرفة أنك قلق.
- طمأنته بأنه سيكون قادرا على التحدث عندما يكون مستعدا.
- التركيز على المرح.
- مدح جميع الجهود التي يبذلها الطفل للانضمام والتفاعل مع الآخرين، مثل التفاعل وأخذ الألعاب والإيماء والإشارة.
- لا تظهر انتباهك وفرحك عندما يتحدث الطفل، واستجب له كما تستجيب مع أي طفل آخر.
لكن، بالإضافة إلى هذه التغييرات البيئية، قد يحتاج الأطفال الأكبر سنًا إلى علاج فردي للتغلب على قلقهم. وأكثر أنواع العلاج فعالية هي العلاج السلوكي المعرفي (CBT) والعلاج السلوكي.

- العلاج السلوكي المعرفي

يساعد العلاج السلوكي المعرفي (CBT) الشخص على التركيز على طريقة تفكيره في نفسه، والعالم والأشخاص الآخرين، وكيف يؤثر إدراكهم لهذه الأشياء على أفكارهم ومشاعرهم. ويتحدى العلاج المعرفي السلوكي أيضًا المخاوف والمفاهيم المسبقة من خلال التعرض المتدرج.

ويقود العلاج المعرفي السلوكي متخصصون في الصحة العقلية وهو أكثر ملاءمة للأطفال الأكبر سنًا والمراهقين، لا سيما أولئك الذين يعانون من اضطراب القلق الاجتماع، والبالغين الذين نشأوا مع الخرس الانتقائي.

ويمكن للأطفال الأصغر سنًا أيضًا الاستفادة من الأساليب القائمة على العلاج المعرفي السلوكي المصممة لدعم رفاههم العام. على سبيل المثال، قد يشمل ذلك الحديث عن القلق وفهم كيفية تأثيره على أجسامهم وسلوكهم وتعلم مجموعة من تقنيات إدارة القلق أو استراتيجيات المواجهة.

- العلاج السلوكي

تم تصميم العلاج السلوكي للعمل على تعزيز السلوكيات المرغوبة مع استبدال العادات السيئة بالعادات الجيدة. بدلاً من فحص ماضي الشخص أو أفكاره، فإنه يركز على المساعدة في مكافحة الصعوبات الحالية باستخدام نهج تدريجي للمساعدة في التغلب على المخاوف.

- عدم الانتباه أو تلافي التحفيز

وهنا يتواصل الشخص المصاب بالخرس الانتقائي بسهولة مع شخص ما، مثل والديه، عندما لا يكون هناك أي شخص آخر. ثم يتم تقديم شخص آخر إلى الموقف، وبمجرد تضمينه في الحديث، ينسحب الوالد. ويمكن للشخص الجديد تقديم المزيد من الأشخاص بنفس الطريقة.

- التعزيز الإيجابي والسلبي

يتضمن التعزيز الإيجابي والسلبي الاستجابة بشكل إيجابي لجميع أشكال الاتصال. مثلا، إذا ضغطت على الطفل لكي يتحدث سيشعر بالقلق والسوء، وسيشعر بارتياح كبير عندما تمر اللحظات ويتكلم، مما سيعزز اعتقاده بأن التحدث تجربة سلبية.

التشخيص والعلاج المبكران مهمان لعلاج أطفال الصمت الانتقائي 

- إزالة التحسس

إزالة التحسس هي تقنية تتضمن تقليل حساسية الشخص تجاه الآخرين الذين يسمعون صوتهم من خلال مشاركة تسجيلات الصوت أو الفيديو. على سبيل المثال، يمكن أن تبدأ بالإيميلات والرسائل وتنتهي بالتسجيلات الصوتية ثم المزيد من الاتصالات المباشرة، مثل محادثات الهاتف أو Skype.

- التشكيل

يتضمن التشكيل استخدام أي تقنية تمكن الشخص من إنتاج استجابة تدريجيًا أقرب إلى السلوك المطلوب. على سبيل المثال، البدء بالقراءة بصوت عالٍ، تليها ألعاب القراءة التفاعلية، وأنشطة التحدث المنظمة، وأخيراً المحادثة مع الآخرين.

- التعرض المتدرج

في التعرض المتدرج، يتم التعامل مع المواقف التي تسبب أقل قدر من القلق أولاً. ومع التعرض المتكرر، ينخفض ​​القلق المرتبط بهذه المواقف إلى مستوى يمكن التحكم فيه. ويتم تشجيع الأطفال الأكبر سنًا والبالغين على معرفة مقدار القلق الذي تسببه المواقف المختلفة، مثل الرد على الهاتف أو سؤال شخص غريب عن الوقت.

- الأدوية

الدواء مناسب فقط للأطفال الأكبر سنًا والمراهقين والبالغين الذين أدى قلقهم إلى الاكتئاب ومشاكل أخرى. ولا ينبغي أبدًا وصف الدواء كبديل للتغيرات البيئية والسلوكية. ويمكن استخدام مضادات القلق والاكتئاب جنبًا إلى جنب مع برنامج علاجي لتقليل مستويات القلق، خاصة إذا فشلت المحاولات السابقة لإشراك الفرد في العلاج.

* نصائح للوالدين

- لا تضغطوا على الطفل أو ترشوه لتشجيعه على الكلام.
- دع طفلك يعرف أنك تفهم أنه يخاف التحدث ويواجه صعوبة في التحدث في بعض الأحيان. أخبره أن بإمكانه اتخاذ خطوات صغيرة عندما يشعر بالاستعداد وطمئنه بأن الحديث سيصبح أسهل.
- لا تمدح طفلك علانية لتحدثه لأن هذا قد يسبب الإحراج. وانتظر حتى تكون بمفردك معه وفكر في معاملة خاصة لإنجازه.
- طمئن طفلك أن التواصل غير اللفظي، مثل الابتسام والتلويح، لا بأس به حتى يشعر بتحسن في التحدث.
- لا تتجنب الحفلات أو الزيارات العائلية، ولكن ضع في اعتبارك التغييرات البيئية الضرورية لجعل الوضع أكثر راحة لطفلك.
- اطلب من الأصدقاء والأقارب منح طفلك وقتًا للإحماء بوتيرته الخاصة والتركيز على الأنشطة الترفيهية بدلاً من حمله على التحدث.

* المصادر
WHAT IS SELECTIVE MUTISM?
Selective mutism
Complete Guide to Selective Mutism

آخر تعديل بتاريخ
16 أكتوبر 2021
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.