كثيراً ما يشكو الأهل من نقص الشهية لدى طفلهم وعدم تناوله ما يكفي من الطعام. وهذه الشكوى عامّة في جميع مراحل الطفولة، ولكنها شائعة، على وجه الخصوص، في مرحلة الطفل الدّارج (من عمر 1 ــ 3 سنوات).
وفي حقيقة الأمر، فإن أهم سبب لهذه الشكوى هو عدم معرفة الأهل بالكمية الملائمة والكافية من الحريرات بالنسبة للطفل. والهدف من هذا الموضوع، هو إيضاح هذا الأمر الهام.
في السنة الأولى من العمر
هذه المرحلة تسمّى مرحلة الطفل الرضيع Infant، وفيها تتراوح حاجة الطفل اليومية من الحريرات بين 100 و120 حريرة لكل كيلوغرام من الوزن. طفل عمره 5 أشهر ووزنه 7 كيلوغرامات يحتاج تقريبا من 700 إلى 840 حريرة كل يوم.
ونلاحظ في هذه المرحلة أن الحاجة من الحريرات كبيرة نسبةً إلى الوزن، والسبب في ذلك يكمن في النمو السريع للطفل. لأن الوزن المتوسط للطفل عند الولادة هو حوالي 3.5 كغ، ومتوسّط الوزن في عمر سنة هو حوالي 10.5 كغ، مما يعني أن الوزن يتضاعف ثلاث مرّات خلال السنة الأولى من العمر، وهذا يحتاج إلى كمية كبيرة من الحريرات.
بين عمر 1 ــ 3 سنوات
في هذه المرحلة (الطفل الدّارج) Toddler تبلغ حاجته اليومية من الحريرات 100 حريرة لكل كيلوغرام من الوزن. فطفل عمره سنة ووزنه 11 كيلوغراما يحتاج إلى 1100 حريرة يومياً. وطفل عمره سنتان ووزنه 14 كيلوغراما يحتاج إلى 1400 حريرة يومياً.
ويجب أن يتناول الطفل في هذه المرحلة 3 وجبات رئيسة، مع إعطاء التسالي Snacks مرّتين إلى ثلاث مرّات في اليوم. ولابدّ في هذه المرحلة من تعليم الطفل مبدأ الطعام الصحي، فبدلاً من أن تكون التسالي قطعة من الشوكولا يجب أن تكون حبة من الفاكهة أو الخضار، لأن هذه المرحلة أساسية في غرس المفاهيم الغذائية الصحية، لأن الاعتياد على تناول الأطعمة الضارّة مثل الشوكولا والتشيبس وغيرها سيستمر مع الطفل إلى المراحل التالية.
بين عمر 3 ــ 6 سنوات
نطلق على هذه الفترة العمرية (مرحلة ما قبل المدرسة) Preschool، وفيها تنقص الحاجة من الحريرات قليلاً وتصبح حوالي 90 حريرة لكل كيلوغرام. فطفل عمره 4 سنوات ويبلغ وزنه 20 كيلوغراما يحتاج إلى 1800 حريرة في اليوم.
بين عمر 6 ــ 12 سنة
هذه المرحلة تسمّى (مرحلة طفل المدرسة) School-Age Children، وتقل فيها الحاجة للحريرات إلى 70 حريرة لكل كيلوغرام من الوزن يومياً. فطفل عمره 8 سنوات ويبلغ وزنه 32 كيلوغراما يحتاج إلى حوالي 2250 حريرة كل يوم.
كما أن هذه هي المرحلة العمرية التي يجب فيها أن نعير الانتباه بشكل جدّي إلى احتمال أن تبدأ السمنة، وبالتالي فعلينا أن ننتبه إلى نوعية الطعام التي نقدّمها للطفل، بحيث تحوي ما يكفي من الخضار والفواكه، مع تجنّب الأطعمة المقلية كالبطاطا والدجاج المقلي والحلويات وغير ذلك مما قد يبدأ الطفل بالاعتياد عليه.
مرحلة المراهقة
تتميّز هذه المرحلة بتطوّرات جديدة تطرأ على الطفل لجهة النموّ والتطوّر، مما يزيد الحاجة إلى الحريرات بشكل ملحوظ. ونتيجة للفروق الهرمونية بين الإناث والذكور، تختلف الحاجة إلى الحريرات بينهما.
الإناث بين عمر 13 ــ 18 سنة
تحتاج الفتاة في هذا العمر إلى 1600 ــ 1800 حريرة يوميّاً. ويزيد هذا المقدار عند ذوات النشاط العالي مثل الفتيات اللاتي يمارسن الرياضات المختلفة إلى 2200 ــ 2400 حريرة.
وكما أن تناول كميات زائدة من الحريرات يؤدّي إلى السمنة وارتفاع الكولسترول، فإن عدم تناول كميات كافية من الحريرات يؤدّي إلى الضعف والتعب والدوار وصعوبة التركيز في المدرسة. وإذا استمرّ نقص الحريرات الشديد على المدى الطويل، فإنه قد يؤدّي إلى مشاكل هرمونية وضعف العظام وعدم انتظام الدّورة الشهرية ونقص النمو وأمراض القلب وحتى إلى العقم في المستقبل.
الذكور بين عمر 13 ــ 18 سنة
بالنسبة للذكور، فإن هنالك بعض التفاصيل الإضافية، فبالنسبة للمراهقين غير الرياضيين، تكون الحاجة من الحريرات بين عمر 13 ــ 15 سنة 1600 ــ 2000 حريرة وبين عمر 15 ــ 18 سنة 2000 ــ 2400 حريرة.
وتزيد كمية الحريرات المطلوبة مع زيادة مستوى نشاط المراهق. فإذا كان يمشي 2 ميل في اليوم تصبح الحاجة بين 13 ــ 15 سنة 1800 ــ 2200 حريرة، وإذا كان يمشي المسافة نفسها تصبح الحاجة بين عمر 15 ــ 18 سنة 2400 ــ 2800 حريرة.
التوازن وتوزيع الحريرات
لقد ركّزنا في هذا الموضوع تحديداً على عدد الحريرات لجعل المهمّة أسهل على الأهل في تحديد ما يناسب طفلهم، ولكن لا بد من أن نذكر أن التوازن الغذائي هو أمر أساسي في هذا المجال.
ولا يكفي أن يتناول الطفل أو المراهق العدد المناسب من الحريرات، ولكن لا بد من توزيع هذه الحريرات، بحيث يتم الحصول عليها من الكربوهيدرات والبروتينات والشحوم بالشكل الملائم والموصى به، مع إعارة الانتباه للفيتامينات والفيتوكميكال التي يتم الحصول عليها من الخضار والفاكهة.
لقد توسّعت كثيراً المواضيع الغذائية في هذا العصر نتيجة لتنوّع الأغذية وشيوع استخدام الأطعمة المصنّعة، وإن السبيل الوحيد للحصول على تغذية ملائمة للطفل هو زيادة معرفة الطفل والعائلة في هذا المجال.
اقرأ أيضا:
ما الغذاء المناسب لطفلي بعمر 5 شهور
هل يحتاج الرضع لأغذية أخرى غير لبن الأم؟
صحة طفلك تبدأ من غذائه
أغذية قد تحمي طفلك من التوحد
تغذية طفل متلازمة داون الرضيع
أغذية تعزز مناعة طفلك
دراسة- الأطفال أكثر ميلاً للسمنة في العطلة الصيفية