من المهم أن تراقب الأم حركة جنينها على مدار اليوم، خاصةً خلال الثلث الثالث من الحمل. وبهذه الطريقة، إذا لاحظتِ قلة حركة الجنين ، يمكنك إخطار طبيبتكِ لإجراء المزيد من التقييم. لأنه على الرغم من أنه قد يكون سبب خمول الطفل نومه أو وضعيته داخل الرحم، إلا أنه في بعض الحالات، قد يكون انخفاض الحركة علامة تحذير مبكرة لحالة يمكن أن تؤدي إلى ولادة جنين ميت، لذلك من الأفضل تمامًا أن تكوني في جانب الحذر، وتستشيري طبيبتكِ.
متى تبدأ حركة الجنين؟
قد تبدو حركات الجنين المبكرة وكأنها رفرفة لطيفة، مما يجعل الحامل غير متأكدة إذا كانت هذه حركة الجنين أو شيئا آخر! وبشكل عام، يمكنك توقع أن تبدئي في الشعور بحركة الجنين خلال الثلث الثاني من الحمل، عادةً ما بين الأسبوعين 16 و22 من الحمل. لكن، إذا كان هذا هو حملك الأول، فمن المرجح أن تبدئي في الشعور به في وقت لاحق، ربما بين 20 و22 أسبوعًا. وإذا كنتِ حاملًا من قبل، فقد تبدئين في ملاحظتها قبل ذلك بقليل، ربما في غضون 16 أسبوعًا تقريبًا. وكل حمل له خصائص تميزه عن الحمل الآخر، بمعنى أنه لا يوجد وقت محدد لتشعري بحركة الجنين، وقد تشعرين بالرفرفة حتى قبل 16 أسبوعًا أو بعد 22 أسبوعًا بقليل.
كيف تبدو الحركة في الثلث الثاني من الحمل؟
يعتبر الثلث الثاني من الحمل، مثل فترة شهر العسل للحامل، عندما يزول غثيان الصباح والآلام، وتبدأ ملامح الحمل بالظهور وتشعرين بطفلكِ وتعرفين جنسه. وقد تكون حركات طفلك خلال الثلث الثاني من الحمل غير متوقعة بعض الشيء. وستشعرين برفرفة، والتي يمكن أن تبدأ في وقت مبكر من الثلث الثاني من الحمل ولكنها قد تظهر بعد ذلك بقليل. بعد ذلك، ستبدئين في الشعور بحركات الجنين هذه بشكل متكرر أكثر بقليل، وستكون حركته أكثر قوة وقد تحصلين على بعض الركلات في نهاية الثلث الثاني.
كيف تبدو الحركة في الثلث الثالث من الحمل؟
في مرحلة ما من الثلث الأخير من الحمل، قد تبدئين في ملاحظة بعض الأنماط في حركات طفلك. ربما يكون طفلك أكثر نشاطًا في أوقات معينة من النهار أو الليل. وقد تبدو الحركات أكبر وأكثر قوة، وقد تتطور الحركات إلى لكمات وركلات متتالية، وحتى من حولكِ يمكنه مشاهدة تلك الركلات ووضع يده للإحساس بها. لكن، مع نهاية الثلث الثالث، تكون مساحة الرحم صغيرة للجنين النامي الناضج، وهذا يعني أيضًا أن طفلك لا يستطيع التمدد والتحرك بحرية تامة بعد الآن. ويعني الانضغاط في مساحة أصغر بشكل متزايد أن طفلك قد لا يتحرك بالقدر الذي تتوقعينه، ولكن لا يزال يتعين عليك الاستمرار في الشعور بالحركة. وفي هذا الوقت من الحمل يوصي الأطباء السيدات الحوامل بحساب ركلات أو حركة الجنين خلال فترة معينة من اليوم.
كيف يتم حساب عدد الركلات؟
توصى السيدة باختيار فترة زمنية خلال اليوم لحساب عدد المرات التي يتحرك فيها الجنين خلال هذا الإطار الزمني. مثلا عدد ركلات الجنين خلال ساعة كاملة أو أكثر. وهناك بعض التطبيقات التي يمكن أن تساعد في تحديد ذلك. وعادة يوصى أن تقومي بحساب الركلات في نفس الوقت كل يوم، للحصول على أفضل مقارنة. ركزي على حركة الطفل، وانظري كم من الوقت يستغرق للوصول إلى 10 ركلات. وإذا لم يقم طفلك بأي حركة في غضون ساعة، فمن الأفضل تناول وجبة خفيفة، وتغيير وضعيتك، ثم مواصلة العد مرة أخرى. لكن، إذا كنتِ تراقبين باستمرار عدد الركلات على أساس يومي ثم لاحظت انخفاض حركة الجنين عما سبق، فتفضل استشارة الطبيب بأقرب وقت.
أسباب قلة حركة الجنين
يمكن أن تكون هناك أسباب حميدة (غير ضارة) لانخفاض الحركة. على سبيل المثال، ربما كنتِ تحسبين حركة الجنين وهو نائم. أو من الأفضل أن تختاري وقتًا آخر لبدء عد الركلات عندما يبدو أن طفلك أكثر نشاطًا. لكن، هناك أسباب أخرى أكثر خطورة محتملة قد تجعل طفلك لا يتحرك بنفس القدر، مثلا مشكلة في المشيمة أو الرحم، أو من الممكن أيضًا أن يلتف الحبل السري لطفلك حول رقبته، وهي حالة يسميها الأطباء الحبل القفوي.
لهذا، من المهم إجراء بعض التقييم الإضافي، مثل اللجوء لاختبار عدم الإجهاد، لتوفير بعض المعلومات المفيدة عن معدل ضربات قلب طفلك وحركاته خلال الثلث الثالث من الحمل. وإذا كان الاختبار طبيعيا سيرسلك الطبيب إلى البيت لحساب عدد الركلات، أما إذا كشف هذا الاختبار عن أي سبب يدعو للقلق، فمن المحتمل أن يقوم طبيبك بإجراء المزيد من الاختبارات على الفور، مثل الموجات فوق الصوتية ثلاثية الأبعاد، والتي يمكن أن تعطي طبيبك نظرة جيدة عن طفلك للتحقق من تحركاته، بالإضافة إلى نموه وتطوره للتأكد من أنه على الطريق الصحيح. ومن المهم أيضًا ملاحظة أنه لا ينبغي عليك الاعتماد على جهاز مراقبة قلب الجنين لإخبارك أن طفلك بخير. لأن هناك بعض المشاكل التي لا يكشفها فحص دوبلر القلب مثل مشاكل المشيمة أو أي مشكلة أخرى.
كيفية زيادة الحركة
يمكنك تجربة بعض الاستراتيجيات البسيطة المختلفة، التي قد تحث الجنين على الحركة والنشاط، مثل:
- تناول وجبة خفيفة أو شرب شيء حلو مثل عصير البرتقال.
- حركة والقليل من النشاط.
- وضع مصباح يدوي على بطنك.
- التحدث إلى طفلك والتربيت الخفيف على بطنك.
هل الحركة المتزايدة تعني قرب حدوث الولادة؟
بينما تم ربط انخفاض الحركات بمضاعفات محتملة، فإن العكس ليس صحيحًا بالضرورة. ولم تجد دراسة أجريت عام 2019 على 500 امرأة أي ارتباط بين حركات الجنين المفرطة المبلغ عنها في الثلث الثالث من الحمل وولادة جنين ميت أو التفاف الحبل السري حول عنق الطفل أو قرب الولادة. فإذا لاحظت أن طفلك شديد التقلب، فهذا ليس بالضرورة أمرا سيئا، ولا يعني أيضا قرب حدوث الولادة. وتشمل العلامات الأكثر قابلية للتنبؤ بأن الولادة قريبة ما يلي:
- فقدان السدادة المخاطية (علامة الولادة).
- نزول بطنك، مما يعني نزول الطفل للحوض.
- نزول ماء الولادة.
- تمدد عنق الرحم وترققه وهذا يظهر بالفحص.
- وقد تعانين أيضًا من الانقباضات.
الخلاصة:
في حين أنه من المهم الانتباه إلى حركات الجنين، فإن انخفاض حركته لا يعني دائمًا وجود مشكلة في الحمل. لكن، من الأفضل توخي الحذر، احسب ركلات طفلك خلال الوقت الذي يكون فيه عادةً أكثر نشاطًا. وإذا كانت أقل من خمس ركلات في ساعة واحدة أو 10 ركلات في ساعتين، استشيري طبيبك بأقرب وقت، للتحقق من صحتك وصحة طفلك.
* المصدر