ما هي فوائد الحمل في سن الخمسين ؟
على الرغم من أن أكثر النساء ينجبنَ في العادة في العشرينيات والثلاثينيات من العمر، فقد تشعر كثير منهن أن هناك بعض المزايا للانتظار أو لإضافة طفل آخر إلى الأسرة بعد سنوات من إنجابك الأول، ولكن بعض النساء قد يرغبن بالسفر أو بتأسيس أو تطوير حياتهن المهنية، أو أن يصبحن أكثر حرية في العمل والدراسة وممارسة الهوايات قبل أن يبدأن في تكوين أسرة.
وهذه كلها أسباب شائعة لتأجيل قرار الإنجاب لأول مرة، وربما لا تجد المرأة شريكًا مناسباً إلا في وقت متأخر من الحياة، كما أن هذه السن تتميز عادة بالاستقرار المالي والمرونة التي تجعل من السهل رعاية الأطفال، كما أن إنجاب الأطفال بفارق كبير في أعمارهم له أيضًا فوائد تجذب العديد من العائلات، فمزيج من الأطفال الأكبر سنًا والأصغر سناً يسمح لكبار السن بأداء دور أكثر نشاطًا في رعاية طفل صغير جديد، وإذا كان لديك أطفال بالفعل، فسيشعرك الحمل الجديد بالبهجة. وأخيرًا قد يحدث الحمل في سن الخمسين عن طريق الخطأ.
مخاطر الحمل في سن الخمسين
في حين أن إنجاب طفل في وقت لاحق من الحياة يمكن أن يكون أسهل من بعض النواحي، فقد يكون أيضًا أكثر صعوبة، وسيتم أيضاً اعتبار هذا الحمل تلقائيًا حملًا عالي الخطورة، تتضمن بعض مخاطر الحمل في سن الخمسين من العمر ما يلي:
- تسمم أو انسمام الحمل (ارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل يمكن أن يهدد الحياة).
- سكري الحمل.
- الحمل خارج الرحم (عندما تنغرس البويضة خارج الرحم).
- ارتفاع خطر الحاجة إلى ولادة قيصرية.
- الإجهاض.
- ولادة جنين ميت.
عوامل الخطورة المتعلقة بالطفل الذي تم الحمل به بعد سن الخمسين
هناك أيضًا تغييرات في نمط الحياة يجب مراعاتها، وبينما ترحب بعض النساء بعمر الخمسينيات من العمر كفرصة للحرية والانطلاق، ولكن إنجاب طفل يمكن أن يعطل الرغبة في التقاعد أو السفر، بالإضافة إلى ذلك، هناك عوامل خطر تتعلق بطفلك، وإذا كان لديك طفل في وقت متأخر من العمر، زادت مخاطر إصابته بحالات مثل:
- صعوبات التعلم.
- العيوب الخَلقية.
- الاختلافات المتعلقة بالكروموسومات، مثل متلازمة داون.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
من الحكمة الخضوع لاستشارة ما قبل الحمل لمناقشة أهدافك الإنجابية مع طبيبك، ويمكنكم الخوض في مزيد من التفاصيل حول المخاطر والاعتبارات.
كيف يحدث الحمل في سن الخمسين ؟
من الناحية البيولوجية، لقد ولدنا نحن النساء بكل البويضات المتاحة لنا داخل المبيضين، وبمجرد بلوغنا سن البلوغ وبدء الحيض، فإن جسم المرأة يطلق بويضة ناضجة في كل دورة، لكن ستنخفض أعداد البويضات كل عام حتى تصل المرأة إلى سن انقطاع الطمث.
في الواقع، تشير التقديرات إلى أن المرأة المتوسطة لديها 1000 بويضة فقط (وتسمى أيضًا خلايا البويضات) بحلول الوقت الذي تبلغ فيه سن 51، وهذا انخفاض حاد من حوالي 500000 خلال فترة البلوغ و25000 في منتصف الثلاثينيات من العمر.
في حين أن الحمل بعدد خلايا بويضات أقل ليس بالأمر المستحيل، فقد يعني ذلك أنك ستواجهين المزيد من المشكلات أثناء الحمل، كما تنخفض جودة البويضات مع التقدم في العمر، مما قد يجعل الحمل صعبًا أو يزيد من خطر حدوث تشوهات في الكروموسومات عند الجنين، مما قد يزيد من احتمالية فقدان الحمل المبكر.
النصيحة العامة هي استشارة أخصائي الخصوبة إذا كنت قد حاولت الحمل بشكل طبيعي لمدة ستة أشهر دون نجاح وكان عمرك فوق 35 عامًا، ومع ذلك، إذا كنت تحاولين جاهدة الحمل في الخمسينيات من العمر، فقد ترغبين في استشارة طبيبك حول زيارة أخصائي الخصوبة بسبب النضوب السريع للبويضات فقد يقترح عليك أحد الحلول الآتية:
-
استخدام أدوية الخصوبة
قد يقترح الأخصائي أولاً تناول أدوية الخصوبة لضمان حدوث الإباضة، وقد يكون هذا مطلوبًا بشكل عاجل أثناء فترة ما قبل انقطاع الطمث، عندما تصبح دورتك غير منتظمة، وفي بعض الأحيان، قد يكون تناول هذه الأدوية كافيًا لتحقيق حمل ناجح بعد وقت قصير جدًا، ويمكن لهذه الأدوية أن تزيد من عدد البويضات الناضجة التي تطلق خلال الدورة، وبالتالي تخلق المزيد من "الأهداف" للحيوانات المنوية.
-
التخصيب والتلقيح الصناعي
إذا كنت ما تزالين تواجهين مشكلة في الحمل سيخبرك الطبيب بالخيارات الأخرى، وقد يوصي بالتخصيب في المختبر (IVF)، وهي طريقة لأخذ البويضات من جسمك ثم تخصيبها بالحيوانات المنوية بشكل منفصل في المختبر قبل حقنها مرة أخرى في الرحم، ويتم أخذ بويضات متعددة في وقت واحد، إذ لا يُتوقع إخصاب جميع البويضات بنجاح، وإذا كان عمرك 50 عامًا، فقد يقترح طبيبك نقل أكثر من جنين واحد (إذا كان لديك ذلك) لزيادة احتمال "التصاق" أحدها، ومع ذلك، فمن الممكن تمامًا أن يتم زرع جميع الأجنة التي تم نقلها، مما يؤدي إلى الحمل بتوائم، مما قد يزيد من مخاطر الحمل.
تأكدي من مناقشة هذا الاحتمال مع طبيبك وزوجك، وسيكون عمرك موضوع نقاش مع طبيبك، وبسبب احتمالية انخفاض جودة البويضات مع التقدم في العمر، فقد يتم تشجيعك على إجراء اختبار وراثي على الجنين (أو الأجنة) الذي يتم تحضيره في عملية التلقيح الاصطناعي، وقد يكون هذا مكلفًا، ولا يمكن ضمان النتائج بدقة 100 بالمائة، ولكنه يضمن اختيار أفضل الأجنة (تلك التي ليس لديها تشوهات وراثية يمكن اكتشافها في هذه المرحلة) وقد يمنحك أكبر احتمالية لنجاح الحمل.
-
استخدام البويضات المجمَّدة
يعد تجميد البويضات (الحفظ بالتبريد) عندما تكونين أصغر سنًا خيارًا رائعًا إذا كنت تعتقدين أنك قد ترغبين في إضافة طفل إلى عائلتك في وقت لاحق من الحياة. وهذا يشمل أيضًا التلقيح الصناعي، والفكرة هي أن لديك بويضات (أو أجنة) مجمدة حتى تصبحي جاهزة لاستخدامها، ولا يمكن ضمان الحفظ بالتبريد لتحقيق حمل ناجح. ولكن كما ذكرنا، تكون جودة البويضات أفضل عندما تكونين أصغر سنًا، وعلى الجانب الآخر، تكون معدلات المواليد الأحياء أقل عند استخدام البويضات المجمدة.
التمييز بين أعراض الحمل وانقطاع الطمث
يعد اختبار الحمل الذي يتم إجراؤه في المنزل ثم التحقق منه في مكتب طبيبك الطريقة الوحيدة المؤكدة لتحديد ما إذا كنت حاملًا حقًا، ولا تعتمدي فقط على الأعراض لأن علامات الحمل المبكرة، خاصة علامات الحمل في سن الخمسين، يمكن أن تكون مشابهة لأعراض انقطاع الطمث، وتشمل هذه الأعراض التغيرات المزاجية والتعب، مما قد يشير أيضًا إلى اقتراب موعد انقطاع دورتك الشهرية.
وانقطاع الطمث الحقيقي يصبح مؤكداً بعد مرور 12 شهرًا على التوالي من توقف الدورة الشهرية، وإذا كان الحيض يتأخر عندك، فقد تكونين في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث حين ما يزال لديك بويضات، ويمكنك أن تحملي بشكل جيد، وينصح بإجراء اختبار الحمل إذا انقطع الحيض، كما أن غثيان الصباح من علامات الحمل المبكرة التي لا تحدث مع انقطاع الطمث.
كيف سيكون شكل الحمل في سن الخمسين ؟
أحد الاختلافات المهمة هو أنه سيتم مراقبة حملك عن كثب، وقد تسمعين مصطلح الحمل العالي الخطورة، والمهم أن تكوني دائماً على تواصل مع أخصائي النساء والتوليد. مع تقدم جسدك في العمر، قد يكون حمل إنسان آخر بداخلك أكثر صعوبة بعض الشيء، قد تكونين أكثر عرضة لمضايقات الحمل مثل:
- الإعياء.
- آلام العضلات.
- ألم المفاصل.
- تورم الساقين والقدمين.
- التهيج والاكتئاب.
هل هناك مخاوف خاصة تتعلق بالولادة؟
هناك مخاطر إضافية للحمل بعد سن الخمسين يجب مراعاتها فيما يتعلق بالمخاض والولادة، كما أن علامات الحمل في سن الخمسين متعبة ومرهقة، ومن المرجح أن تخضعي لولادة قيصرية بسبب العمر، أو بسبب استخدام علاجات الخصوبة السابقة التي يمكن أن تسبب انسمام الحمل.
سبب آخر للولادة القيصرية هو المشيمة المنزاحة، وهي حالة تغطي فيها المشيمة عنق الرحم، والولادة المبكرة هي أيضًا احتمال أعلى في هذه الحالة التي يمكن أن تتطلب إجراء عملية قيصرية أيضًا، أما إذا أعطاك طبيبك الضوء الأخضر للولادة المهبلية، فسوف يراقبونك عن كثب لخطر النزيف.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ما هي أعراض الحمل في سن الخمسين؟
أعراض الحمل في سن الخمسين مشابهة لأعراض الحمل في عمر أصغر سناً والتي تشمل غياب الدورة الشهرية، والنفخة والغازات، وتشنج العضلات، والأرق واضطرابات النوم، والتعب العام والتغيرات في المزاج، والتغيرات في الوزن، وزيادة التبول، بالإضافة لأعراض أخرى بسبب ضعف الجسم وزيادة العمر، مثل ألم العضلات والعظام وضعف الجسم وغيرها.
ما هو السن الذي تتوقف فيه المرأة عن الحمل؟
ذروة سنوات الإنجاب لدى المرأة هي بين أواخر سن المراهقة وأواخر العشرينيات، وبحلول سن الثلاثين تبدأ الخصوبة (القدرة على الحمل) في الانخفاض، ويحدث هذا الانخفاض بشكل أسرع بمجرد الوصول إلى منتصف الثلاثينيات من العمر، ومع حلول سن 45 عاماً، تنخفض الخصوبة كثيراً بحيث يصبح الحمل بشكل طبيعي غير مرجح.
متى تنتهي البويضات عند المرأة؟
يتناقص عدد البويضات مع تقدم المرأة في العمر، إذ يكون عند الولادة لدى معظم الفتيات حوالي 2 مليون بويضة، وفي سن المراهقة ينخفض هذا العدد إلى حوالي 400000، وفي سن 37 يبقى منها حوالي 25000، وبحلول سن 51 عاماً عندما تصل المرأة إلى مرحلة انقطاع الطمث يكون لديها حوالي 1000 بويضة غير ناضجة.
نصيحة من موقع صحتك
في حين أن إنجاب طفل في سن الخمسين ليس بالأمر السهل، لكن إذا كنت ترغبين في إنجاب طفل في الخمسينيات من العمر ولم تصلي إلى سن اليأس بعد، فلديك بالتأكيد خيارات، وقبل أن تحاولي الحمل، استشيري طبيبك حول صحتك، وما إذا كانت هناك أي عوامل خطر يمكن أن تتدخل.
ويتناقص عدد البويضات لديك بشكل طبيعي بشكل كبير خلال الأربعينات والخمسينات من العمر، لذلك إذا لم يحالفك الحظ في الحمل بشكل طبيعي في غضون بضعة أشهر، فاطلبي من طبيبك إحالتك إلى أخصائي الخصوبة. لا تفترضي أن الوقت قد فات، فنحن نتقدم في المعرفة طوال الوقت، وقرارك بالإضافة إلى كونه قرارًا شخصيًا، له العديد من المكافآت المحتملة والمخاطر التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار عليك وعلى الجنين.