التصوير الجزيئي للثدي Molecular breast imaging أحد أنواع الأشعة التشخيصية، وهو وسيلة متطورة لتشخيص الإصابة بسرطان الثدي، وطريقة عمله تتبّع مادة مشعة داخل أنسجة الثدي بعد حقنها عبر وريد الذراع وتصويرها، فعند تصوير الثدي بهذه التقنية تضيء الكتل السرطانية وتظهر بسهولة، ويعزى ذلك إلى قدرة الخلايا السرطانية على التقاط المادة المشعة أكثر بكثير من خلايا الثدي السليم. ولأن التصوير الجزيئي يُعد تقنية جديدة، فإنه غير متاح على نطاق واسع بعد.
*متى يوصى بإجراء تصوير الثدي الجزيئي؟
1- فحص سرطان الثدي في النساء اللواتي لديهن أنسجة ثدي عالية الكثافة
يكشف تصوير الثدي الجزيئي، عندما يُجرى مع تصوير الثدي بالأشعة السينية، عن إصابات بسرطان الثدي في النساء اللواتي لديهن أنسجة ثدي عالية الكثافة أكثر مما يكشف التصوير الثدي الإشعاعي وحده، وإذا قررتما أنتِ والطبيب أن تخضعي للتصوير الجزيئي للثدي، فمن المعتاد أن يُجرى مرة كل عامين مع التصوير الإشعاعي السنوي للثدي.وتتكون أنسجة الثدي من غدد إفراز الحليب، وقنوات نقله، والأنسجة الداعمة (أنسجة الثدي عالية الكثافة) والأنسجة الدهنية. وتملك النساء ذات الأثداء كثيفة الأنسجة أنسجة ثدي عالية الكثافة أكثر من الأنسجة الدهنية. وتظهر كل من أنسجة الثدي عالية الكثافة والأورام السرطانية باللون الأبيض في التصوير الإشعاعي، مما قد يصعّب اكتشاف سرطان الثدي لدى النساء اللواتي لديهن أثداء كثيفة الأنسجة.
وتشير الدراسات إلى أن الدمج بين التصوير الجزيئي للثدي والتصوير الإشعاعي له يؤدي إلى اكتشاف إصابات بسرطان الثدي يبلغ عددها 3 أضعاف ما يكتشفه التصوير الإشعاعي وحده. وقد حاز التصوير الجزيئي للثدي ترخيصًا من إدارة الغذاء والدواء (Food and Drug Administration)، والذي يعد موافقة على الأجهزة الطبية الأقل خطورة، وتوجد أدلة على مزاياه في اكتشاف الإصابة بالسرطان لدى السيدات ذوات الأثداء كثيفة الأنسجة.
2- التحقق من تشوهات الثدي
قد يساعد التصوير الجزيئي للثدي الطبيب في تقييم كتلة بالثدي، أو منطقة غير طبيعية يرصدها التصوير الإشعاعي للثدي. قد يوصي الطبيب بالتصوير الجزيئي للثدي إذا كانت الاختبارات الأخرى غير حاسمة. ويجوز استخدام التصوير الجزيئي للثدي مع النساء الموصى لهن بالخضوع لتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، ولكن لا يمكنهن إجراؤه، مثل النساء اللواتي يعانين حساسية ضد وسيط التباين.
* مخاطر التصوير الجزيئي للثدي
- التعرض لمستوى منخفض من الإشعاع
في أثناء التصوير الجزيئي للثدي، يتم تعريضك لقدر طفيف من الإشعاع والذي يُعد آمنًا وذلك للفحص الروتيني. وبالنسبة لمعظم النساء، فإن فوائد الاختبار تفوق مخاطر الإشعاع. وعندما يتم إجراء التصوير الجزيئي للثدي لفحص سرطان الثدي، فإنه عادة ما يتم ذلك مع التصوير الشعاعي للثدي، لذلك ستتعرض لقدر أكبر من الإشعاع مما كنت ستتعرض له إذا خضعت للتصوير الشعاعي للثدي بمفرده.
- رد فعل تحسسي تجاه جهاز التتبع
ورغم الندرة الشديدة لحدوث هذا، يمكن حدوث ردود فعل تحسسية تجاه المقتفي الإشعاعي. أخبر طبيبك بأي حساسيات تعانيها.
- قد يكشف الاختبار شيئًا يتضح أنه ليس سرطانًا بعد إجراء اختبارات إضافية
وقد يحدد التصوير الجزيئي للثدي منطقة مشتبها فيها، وبعد إجراء اختبارات إضافية، يتضح أنها غير سرطانية. ويُعرف ذلك بنتيجة إيجابية خاطئة ويمكن أن يسبب قلقًا غير ضروري إذا خضعت لفحوصات واختبارات تصوير إضافية، مثل أخذ خزعة، لتقييم المنطقة المشتبه فيها.
- لا يمكن للاختبار الكشف عن جميع أنواع السرطان
كما هو الحال مع جميع الاختبارات، قد لا يكشف التصوير الجزيئي للثدي عن بعض أنواع السرطان. وقد تكون بعض أنواع السرطان صغيرة جدًا بحيث يتعذر اكتشافها عن طريق كاميرا أشعة الجاما. وقد توجد الأنواع الأخرى في مناطق يصعب رؤيتها باستخدام التصوير الجزيئي للثدي، مثل تلك القريبة من جدار الصدر.
* كيفية إجراء التصوير الجزيئي للثدي
- أخبري طبيبك إذا كنت حاملاً، حيث لا يوصى بتصوير الثدي الجزيئي للحوامل، كذلك أخبريه إذا كنتِ ترضعين، فربما يوصي طبيبك بالتوقف عن الرضاعة لمدة 12 ساعة بعد إجراء اختبار تصوير الثدي الجزيئي، الأمر الذي يمنح جسمك الوقت للتخلص من المقتفي الإشعاعي. ويمكنكِ اختيار استخدام مضخة الثدي قبل الاختبار لتخزين الحليب لرضاعة طفلكِ بعد الاختبار.- حددي موعدًا للاختبار في بداية دورة الطمث، وفي حالة عدم انقطاع الطمث، قد يكون من الأفضل تحديد موعد الفحص بتصوير الثدي الجزيئي بعد اليوم الأول من الحيض بفترة تتراوح من 7 إلى 14 يومًا تقريبًا.
- لا تتناولي أي شيء لمدة تتراوح من 3 إلى 4 ساعات قبل الفحص، فالصيام قبل الاختبار يزيد من كمية المقتفي التي تنتقل إلى أنسجة الثدي وإنشاء صور بجودة أفضل. لا بأس بتناول السوائل، بما في ذلك المياه، والمشروبات الغازية المخصصة للنظام الغذائي، والقهوة أو الشاي بدون حليب أو سكر.
وعند الخضوع لفحص تصوير الثدي الجزيئي، يُطلب من المريضة خلع الملابس من فوق منطقة الخصر. وتحصل على رداء لتغطية الجسم إلى أن يبدأ الفحص. ويمكن أن تحصل على بطانية للحفاظ على تدفئة الصدر، حيث إن الدفء والاسترخاء يمكن أن يحسِّنا امتصاص مادة جهاز التتبع بأنسجة الثدي.
ولبدء فحص تصوير الثدي الجزيئي، تحصل المريضة على محقنة في وريد الذراع من المقتفي الإشعاعي. ويحتوي جهاز التتبع على مادة تمتصها الخلايا النامية، مثل الخلايا السرطانية، بسرعة بالغة. ويصدر جهاز التتبع الإشعاعي أشعة جاما والتي تكشفها كاميرتان صغيرتان تشكلان جزءًا من جهاز تصوير الثدي الجزيئي.
وتجلس المرأة على مقعد مقابل لجهاز تصوير الثدي الجزيئي، وهو ما يشبه آلة التصوير الإشعاعي للثدي. ويُطلب من المرأة فتح الرداء وتحريكه ووضع أحد الثديين على السطح المستوي لكاميرا أشعة جاما أمامها. وقد تحتاج إلى الانحناء إلى الأمام قليلاً ويمكن وضع الوسادات خلف الظهر لجعل الوضع أكثر راحةً.
ويجري خفض السطح المستوي لكاميرا أشعة جاما الثانية على قمة الثدي، ويكون الضغط خفيفًا، بدرجة تكفي لتثبيت الثدي في مكانه في أثناء الفحص، وليس مؤلمًا ولا غير مريح. وتظل المرأة جالسة في وضع ثابت لمدة 10 دقائق في أثناء تسجيل كاميرا أشعة جاما نشاط جهاز التتبع. وتجري إعادة وضع الثدي للصورة الثانية ويُطلب من المرأة الجلوس بثبات لمدة 10 دقائق في أثناء إنشاء الصورة.
وفي حالة تصوير الثدي صورتين، يتم وضع الثدي الآخر في آلة التصوير وتكرار العملية. ويتم إنشاء صورتين لكل ثدي وكل صورة تستغرق 10 دقائق. وبصورة إجمالية، يُطلب من المرأة الجلوس في وضع ثابت لمدة 40 دقيقة، ولكن يمكن النهوض وتمديد الجسم بين كل صورتين، كل 10 دقائق. وقد تحتاج النساء ذوات الثدي الأكبر حجمًا إلى صور إضافية.
وستبدو المناطق التي تمتص كمية أكبر من المقتفي كبقع لامعة على الصور. إذا وجد تركيزا مشتبها به من المتتبع، فقد يوصي الطبيب بإجراء المزيد من الاختبارات وربما خزعة الثدي لتحديد ما إذا كانت المنطقة سرطانًا أم لا.