الوقاية من سرطان الثدي من أولى الطرق التي يجب العمل عليها للحد من الإصابة بسرطان الثدي، وحماية النساء من الوقوع فريسة لهذا النوع من السرطانات، ولتطبيق هذه الطرق والنصائح يجب أن نكون على علم أولاً بالعوامل المساعدة في تشكل سرطان الثدي لكي نصل إلى كيفية تفاديها، ويجب العلم أن هناك عوامل يمكن التحكم بها وعوامل أخرى لا يمكن تفاديها. سنوضح في هذا المقال بعض الطرق والنصائح التي يمكن للمرأة أن تلتزم بها من أجل الوقاية من سرطان الثدي.
طرق الوقاية من سرطان الثدي
إذا وضعنا جانباً العاملَين الوحيدين اللذين لا يمكن للمرأة تبديلهما، وهما العامل الوراثي (فقد ثبت أن ما يقرب من 10% من سرطانات الثدي وراثية المنشأ، وقد تم تحديد بعض الجينات المسؤولة عن انتقال القابلية لحدوث السرطان في العائلات)، وعامل السن (إذ إن حوالي ثلثي الحالات تحدث عند النساء فوق عمر الخامسة والخمسين).
تبقى هناك كل العوامل الأخرى التي يمكن أن تقع تحت سيطرة المرأة، بما فيها نوع وكمية الغذاء، والنشاط الحركي، وبعض العادات والسلوكيات المضرة، إذا ما هي تحلت بشيء من التصميم وقوة الإرادة. وفيما يلي لائحة بأهم طرق الوقاية الممكنة عند للنساء:
تجنبي البدانة
ليس هناك أدنى شك في علاقة هرمون المرأة الجنسي (الإستروجين) بتشكل سرطان الثدي، وبينما يفرز المبيضان معظم هذا الهرمون في سن الشباب، فإن إفرازه بعد سن اليأس يتم أكثره من قبل الخلايا الدهنية، لذلك سيزيد لديك الإستروجين كلما ازداد وزنك، ونصيحتنا لكِ أن تتبعي كل الطرق السليمة ليبقى وزنك في الحدود المقبولة، لأن الحفاظ على الوزن المناسب من أهم طرق الوقاية من سرطان الثدي التي ينصح بها الأطباء دائماً.
اختاري طعاماً صحياً
بالنسبة لسرطان الثدي، هناك دلائل تشير إلى فوائد مادة الجزريات carotenoids (الموجودة في كثير من الفواكه خاصة التوت بأنواعه، والخضار خاصة اللفت والبروكولي والفطر والفول والفاصوليا والعدس، والمكسرات) في الوقاية من أنواع السرطان غير المعتمد تطوره على الهرمونات النسائية، خاصة للنساء الأصغر عمراً، كما أن هناك دلائل تشير إلى علاقة مطردة بين تشكل سرطان الثدي المعتمِد على الإستروجين واستهلاك الشحوم المشبعة، لذلك تجنبي تناول هذه الشحوم ما استطعتِ.
ثابري على تمارينك الرياضية
جاء في تقرير مؤسسة البحوث السرطانية عام 2011، أن حوالي 50 ألف حالة سرطان ثدي في الولايات المتحدة ذلك العام كان لها ارتباط وثيق بنمط الحياة الكسول الخالي من الفعاليات الرياضية، لذا وللوقاية من سرطان الثدي ننصحك بممارسة التمارين الرياضية بانتظام ما لا يقل عن ثلاث مرات أسبوعياً.
توقفي عن التدخين
علاقة التدخين بتشكل كثير من أنواع السرطان، بما فيها سرطان الثدي، أصبحت من نافلة القول (راجعي مقالنا عن أخطار هذه العادة المميتة وطرق الامتناع عنها)، وإذا كنت ممن يتناولن الكحوليات، فتوقفي عنه كذلك، لأن دراسة حديثة أثبتت أن استهلاك كأسين إلى ثلاث كؤوس من الكحوليات فقط يومياً يزيد من خطورة الإصابة بسرطان الثدي بنسبة 20 بالمائة.
اختاري، إن استطعت، طريقة لمنع الحمل غير الحبوب
وخاصة إن كنتِ ممن لديهن خطورة عالية للإصابة بسرطان الثدي بحكم وجود تاريخ عائلي يتضمن إصابة أمهاتهن أو إحدى أخواتهن بالمرض، ولو أن الشواهد على هذه العلاقة السببية ما زالت ضعيفة، وتحتاج إلى مزيد من الدراسات والأبحاث لتأكيد العلاقة بين تناول حبوب منع الحمل والإصابة بالسرطان.
تابعي التطورات العلمية في حقل الوقاية من السرطان
اكتشفت جمعية السرطان الأميركية أن استخدام دواء كان معدًا لعلاج المصابات بسرطان الثدي، اسمه أكسي ميستان exemestane، حين تم استخدامه بشكل وقائي مع النساء اللاتي لديهن خطورة عالية للإصابة بسبب تاريخهن العائلي، أدى إلى تخفيض خطورة الإصابة بالمرض لديهن بنسبة 73 بالمائة.
التزمي بتعاليم طبيبك بالنسبة لفحص تصوير الثدي
ورغم وجود احتمال -ما يزال قيد الدراسة- أن هناك خطراً من الإفراط في تصوير الثدي إذا تم إجراؤه بشكل أكثر تواتراً مما يلزم، فإن الكشف المبكّر بالتصوير الشعاعي يظل حجر الزاوية لمكافحة هذا المرض، ذلك أن أغلب الحالات التي يتم اكتشاف إصابتها بسرطان الثدي تكون في مرحلة متأخرة، ما يجعل نتائج العلاج ضعيفة للغاية، في حين أثبتت الدراسات أن اكتشاف المرض مبكراً يرفع نسبة الشفاء منه بشكل كبير، ويخفض نسبة الوفيات.
الأعراض ومتى يجب زيارة الطبيب
يعتبر الوعي بأعراض سرطان الثدي من الطرق المهمة الأخرى التي يمكن من خلالها التحكم في خطر الإصابة بسرطان الثدي، فمن خلال معرفة الأعراض يمكن مراقبة نفسك في المنزل وإبلاغ الطبيب عند حدوث أي تغييرات أو أعراض غير طبيعية، وهذا يمكن أن يساعد في اكتشاف السرطان في مراحله المبكرة، وتشمل أعراض سرطان الثدي ما يلي:
- كتلة غريبة يمكن الشعور بها في أنسجة الثدي.
- تورم في أنسجة الثدي.
- ألم الثدي.
- ألم الحلمة.
- سماكة موضعية في جلد الثدي وظهور مساماته فيصبح مثل قشرة البرتقالة.
- حلمات غائرة نحو الداخل بشكل غير معتاد عليه.
- إفرازات من الحلمة.
- جلد الثدي أو الحلمات أحمر أو جاف أو متقشر.
- تورم العقد الليمفاوية بالقرب من الترقوة أو تحت الإبط.
وفي كثير من الأحيان يمكن أن تكون هذه الأعراض ناجمة عن حالات ليست سرطانية، ومع ذلك من المهم استشارة الطبيب إذا واجهتِ أياً من هذه الأعراض، إذ إن تشخيص سرطان الثدي المبكر سيمنحك أعلى فرصة للحصول على نتائج علاجية إيجابية.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
ما هي الأغذية التي تساعد في القضاء على سرطان الثدي؟
يجب أن يكون النظام الغذائي متنوعاً ويشمل جميع العناصر الغذائية مع تضمين الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة والدهون الصحية، مثل الأسماك الزيتية والخضراوات والفواكه وزيت الزيتون والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات، والابتعاد عن السكريات خاصة السكر المكرر.
هل حمالات الثدي تسبب السرطان؟
هناك بعض الادعاءات والأبحاث المحدودة التي تُظهر وجود صلة بين ارتداء حمالات الصدر ذات الأسلاك الداخلية وحدوث الإصابة بسرطان الثدي عن طريق عرقلة تدفق السائل الليمفاوي، ولكن لا يوجد أدلة علمية بعد لدعم هذه النظرية.
ما هي المراحل المبكرة لسرطان الثدي؟
سرطان الثدي في مرحلة مبكرة يعني أن حجم الورم يبلغ 20 ملم أو أصغر، ولم ينتشر السرطان إلى أكثر من 3 عقد ليمفاوية، أو يتراوح حجم الورم من 20 إلى 50 ملم ولم ينتشر إلى أي عقد ليمفاوية.
نصيحة من موقع صحتك
يجب العلم أنه لا توجد طريقة للتنبؤ أو الوقاية من سرطان الثدي بشكل كامل، ومع ذلك هناك خطوات يمكن اتخاذها لتقليل المخاطر، ويشمل ذلك إجراء تغييرات على نمط الحياة مثل زيادة النشاط البدني وفقدان الوزن والإقلاع عن التدخين وتناول نظام غذائي صحي، كذلك قد يساعد إجراء الفحوصات السنوية في الاكتشاف المبكر للإصابة، ويمنحك فرصاً عالية للتعافي.
فإذا كان لديك احتمال كبير للإصابة بسرطان الثدي ننصحك باستشارة طبيبك حول الخيارات المتاحة لتقليل هذه المخاطر، وبالنسبة لبعض السيدات تعد العلاجات مثل الأدوية أو الجراحة الوقائية خيارات ممكنة، ويمكن للطبيب مساعدتك في تحديد الأفضل بالنسبة لك.