بحثت دراسة بريطانية حديثة في أثر النشاط البدني البسيط على مضاعفات السكري من النوع الأول، فالجلوس لفترات طويلة يسبب العديد من المشكلات الصحية، خصوصاً عند المصابين بالسكري من النوع الأول، وهذا يؤدي إلى عدم انتظام مستويات الأنسولين في الجسم، وفي الوقت نفسه، فإن ممارسة النشاط البدني بشكل مفرط بالنسبة لمرضى السكري من النوع الأول قد يسبب انخفاضَ مستويات السكر في الدم، ولهذا ركزت الدراسة على النشاط البدني البسيط، وتأثيره على المصابين بالسكري من النوع الأول.
كيف أجريت الدراسة؟
شارك في الدراسة التي أجرتها جامعة سندرلاند البريطانية 32 بالغًا، كلهم مصابون بالسكري من النوع الأول، انقسمت الدراسة إلى جلستَين على مدى أسبوعين، إذ بقي المشاركون في الجلسة الأولى جالسين لمدة 7 ساعات، وفي الجلسة الثانية، طلب منهم ممارسة المشي الخفيف لمدة 3 دقائق كل نصف ساعة.
استخدم كل مشارك بعد كل جلسة جهازًا يراقب مستوى الجلوكوز بشكل مستمر لمدة 48 ساعة، وطُلب من المشاركين أن يتابعوا في هذه الفترة تناول الأدوية الموصوفة لهم من أطبائهم بشكل طبيعي، وممارسة النشاط البدني الاعتيادي بالنسبة لكل منهم، علماً أن جميعهم قد تناولوا وجبة إفطار وغداء موحدة.
ما نتائج الدراسة؟
وجد الباحثون أن المشي لفترة قصيرة قد ساعد المشاركين على تحقيق مستوى السكر في الدم بمعدل 6.9 ميلي مول لكل لتر، بينما كانت مستويات السكر لديهم أعلى بعد الجلوس لفترة طويلة، إذ بلغت 8.2 ميلي مول لكل لتر.
بعد المراقبة لمدة 48 ساعة، تبين أن مستوى السكر في الدم أثناء فترة الفحص وبعدها قد بقي ضمن المعدل الطبيعي بنسبة 14% عند المشاركين الذين مارسوا المشي الخفيف لفترة قصيرة، مقارنة بمن لم يقوموا بذلك.
النشاط البدني ومرض السكري من النوع الأول
يتباين تأثير النشاط البدني والرياضة كثيراً على المصابين بالسكري من النوع الأول، ويعتمد هذا التأثير على عدة عوامل، من أبرزها: نوع الرياضة وشدتها ووقتها، ومدة النشاط البدني، وتقتضي ممارسة النشاط البدني زيادةً في كمية الكربوهيدرات التي يتناولها الشخص، أو تعديلًا في جرعة الأنسولين، ولهذا لا بد من استشارة الطبيب قبل البدء بأي نشاط بدني أو رياضة جديدة.
ينصح الخبراءُ أيضاً المصابين بالسكري من النوع الأول باستخدام حساسات مراقبة مستوى السكر بالدم بشكل مستمر عند ممارسة الرياضة إن أمكن، وذلك لضمان مراقبة السكر بشكل مستمر، وتفادي حدوث انخفاض حاد في السكر.
المصدر: