قد تكون واحدًا من بين الكثير من الأشخاص الذين على دراية بالدور الكبير والمهم الذي يلعبه واقي الشمس في الحفاظ على البشرة. فهو يساعد على حمايتك من التعرض المفرط لأشعة الشمس الضارة، والتي يمكن أن تساهم في ظهور الخطوط الدقيقة والتجاعيد وعلامات الشيخوخة المبكرة وسرطان الجلد.
كما أن الاستخدام المنتظم لواقي أشعة الشمس واسع الطيف الذي يغطي الأشعة فوق البنفسجية بنوعيها UVA و UVB يقلل من خطر الإصابة بسرطان الجلد غير الميلانيني وسرطان الجلد، وهو أكثر أشكال سرطان الجلد عدوانية. وعند اختيار واقي الشمس ستجد أنواع كثيرة تحتوي الكثير من العناصر والمكونات، وستجد بعضها مكتوبًا عليه واقي الشمس الفيزيائي والآخر مكتوبًا عليه واقي الشمس الكيميائي. فما الفرق بينهما؟ وما أفضل نوع لبشرتك؟
ما الفرق بين واقي الشمس الكيميائي والفيزيائي؟
يكمن الاختلاف الرئيسي بين هذه الأنواع من واقيات الشمس في كيفية حجب الأشعة. حيث توضع واقيات الشمس الفيزيائية (المعدنية) على سطح بشرتك وتعمل كدرع، بينما تتغلغل واقيات الشمس الكيميائية في بشرتك وتتصرف مثل الإسفنج. وهناك إيجابيات وسلبيات لكليهما:
أولا: واقي الشمس الفيزيائي
تعمل واقيات الشمس الفيزيائية، المعروفة أكثر باسم واقيات الشمس المعدنية، عن طريق إنشاء حاجز مادي على الجلد يحميه من أشعة الشمس. وتوفر واقيات الشمس حماية واسعة النطاق من خلال عكس الأشعة فوق البنفسجية بعيدًا عن بشرتك، كما أنها تساعد في درء تلف الجلد المرتبط بأشعة UVA، بما في ذلك فرط التصبغ والتجاعيد.
يمكن أن تساعد واقيات الشمس المعدنية أيضًا في منع الأشعة فوق البنفسجية التي تأتي من خلال النوافذ، والتي يمكن أن تسبب تصبغ الكولاجين وتحطيمه. لهذا السبب من المهم وضع كريم واق من الشمس كل يوم، حتى لو لم تكن تخطط للخروج.
تُصنع معظم واقيات الشمس المعدنية بأكسيد الزنك وأكسيد التيتانيوم، وهما مكونان معترف بهما على أنهما آمنان وفعالان من قبل إدارة الغذاء والدواء (FDA).
وغالبًا ما يوصى باستخدام واقيات الشمس المصنوعة من أكسيد الزنك للأشخاص الذين يعانون من حساسية الجلد، بما في ذلك حب الشباب، وهي لطيفة بما يكفي لاستخدامها على الأطفال. كما أنها توفر حماية واسعة الطيف (ضد كل من الأشعة فوق البنفسجية الطويلة والمتوسطة) ويوصى بها على نطاق واسع لأولئك الذين يضعون واقيًا من الشمس على الوجه والرقبة يوميًا، حيث تعمل على منع تلف الأشعة فوق البنفسجية على مدار العام بما في ذلك التجاعيد والبقع البنية.
وعلى الرغم من كل تلك الفوائد، لكن الواقيات الشمسية المعدنية لها جانب سلبي مثل:
- يمكن أن تكون طباشيرية، ويصعب نشرها على الجلد، والأهم من ذلك أنها تميل إلى ترك طبقة بيضاء ملحوظة على الجلد. وإذا كانت بشرتك غامقة اللون يمكن أن تكون هذه الطبقة البيضاء واضحة بشكل خاص.
- كما أن واقيات الشمس المعدنية ليست دائمًا مقاومة للماء مثل الخيارات الكيميائية، لذلك قد تحتاج إلى أن تكون أكثر حرصًا بشأن إعادة التطبيق.
ثانيا: واقي الشمس الكيميائي
تتميز بمكونات نشطة تمتص الأشعة فوق البنفسجية قبل أن تمتصها بشرتك. وتشمل مكوناتها ما يلي:
- أوكسي بنزون.
- أفوبينزون.
- ثماني.
- أوكتوكريلين.
- homosalate.
- أوكتينوكسات.
وفي معظم الحالات لا تترك واقيات الشمس الكيميائية طبقة غشاء مرئية على الجلد، مما يسهل تطبيقها على نطاق أوسع من درجات ألوان البشرة. لهذا، يفضلها أغلب الأشخاص لأنها ببساطة أسهل في الاستخدام والتطبيق. ونظرًا لأنها سهلة للامتصاص تكون غير لزجة أو دهنية على البشرة، ولا تترك طبقة بيضاء على البشرة.
هل واقيات الشمس الكيميائية آمنة؟
يتعلق الكثير من الجدل حول واقيات الشمس الكيميائية بالمكونات نفسها. نفس المكونات التي تمتص جيدًا قد تسبب مخاوف صحية. وفي عام 2019، اقترحت إدارة الأغذية والعقاقير (FDA) القواعد واللوائح التي تهدف إلى تحديث متطلبات الحماية من أشعة الشمس.
لم تجد الوكالة بعد دليلًا على أن غالبية المواد الكيميائية الواقية من الشمس يمكن أن تسبب آثارًا جانبية ضارة. ومع ذلك، فقد حظرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) اثنين من مكونات واقية من الشمس:
- حمض أمينوبنزويك (PABA).
- ساليسيلات الترولامين.
تواصل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) العمل مع الباحثين لتقييم سلامة مكونات واقية من الشمس النشطة بخلاف أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم.
وقد وجدت دراسة أجريت عام 2020 أن 6 من 12 مكونًا نشطًا قيد الدراسة حاليًا من قبل إدارة الغذاء والدواء تدخل مجرى الدم بعد تطبيقها، وتظل هذه المكونات في الدم والجلد لمدة تصل إلى 3 أسابيع بعد ذلك، بتركيزات مختلفة. لكن، يؤكد مؤلفو الدراسة على الحاجة إلى مزيد من البحث، وأن النتائج التي توصلوا لها غير كافية للتخلي عن الدور المهم الذي يلعبه واقي الشمس، فالفوائد تتجاوز المحاذير حتى الآن.
عيب آخر محتمل لواقيات الشمس الكيميائية: قد يعاني الأشخاص ذوو البشرة الحساسة من تفاعل غير مرغوب فيه، مثل الاحمرار أو الالتهاب، قد تؤدي بعض المكونات إلى تفاقم الأمراض الجلدية مثل الوردية أو الكلف.
إذن، أيهما أفضل الواقي الفيزيائي أم الكيميائي؟
لا توجد إجابة واضحة لهذا السؤال، فالأفضل يعتمد على تجربتك ونوع بشرتك. على سبيل المثال، من المرجح أن يكون الواقي الفيزيائي أفضل مع الأشخاص ذوي البشرة الحساسة. لأنه يشكل خطرًا أقل لتهييج بشرتك.
هل الواقي وحده كاف لحمايتك من أضرار أشعة الشمس؟
باختصار، الحماية من أشعة الشمس ضرورية يوميًا، حتى في الشتاء وفي الأيام الملبدة بالغيوم، أو الأيام التي لا تخرج فيها. ومع ذلك، فإن واقي الشمس ليس هو الطريقة الوحيدة لحماية بشرتك من أشعة الشمس:
- غطِ بشرتك بقمصان وسراويل بأكمام طويلة، ولا تنس قبعة واسعة الحواف لحماية وجهك ورقبتك. ويمكنك شراء ملابس مقاومة للأشعة فوق البنفسجية أو واقية من الأشعة فوق البنفسجية، ولكن أي شيء يحتوي على نسيج محكم سيوفر لك الحماية.
- تتراوح ساعات ذروة سطوع الشمس بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً. حاول قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق قبل هذه الفترة أو بعدها كلما أمكن ذلك، وتأكد من البقاء في الظل متى أمكنك ذلك.
- تجنب الأشعة فوق البنفسجية. نعم، بما في ذلك أسرة التسمير والمصابيح الشمسية.