تنتشر خرافات عن واقي الشمس على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة في فصل الصيف، فهو الفصل الذي تشتد فيه أشعة الشمس مما يعرّض بشرتك بشكل متزايد لمخاطر الشمس. وعلى الرغم من أن استخدام واقي الشمس مهم لحماية بشرتك، فإن بعض مشاهير التيك توك يقدمون فيديوهات مضلِّلة عن واقي الشمس ربما تشجع الناس على عدم استخدامه، وقد حصلت هذه الفيديوهات والمنشورات على ملايين المشاهدات، ومن ضمن هذه الإشاعات المضلِّلة الارتباط بين استخدام واقي الشمس والإصابة بالسرطان. في هذا المقال سنوضح أشهر الخرافات المنتشرة فيما يخص واقي الشمس وما حقيقتها.
خرافات عن واقي الشمس
خرافات عن واقي الشمس يبثها المؤثرون على منصات التواصل الاجتماعي يدعون فيها إلى تجنب استخدام واقي الشمس بحجة أنه مليء بالمواد الكيميائية ويمكن أن يسبب السرطان، بالإضافة أنه قد يؤدي إلى نقص الفيتامين دال حسب ما يدّعون، كما بدؤوا يروّجون إلى طرق لصنع واقي الشمس من مواد طبيعية. وفيما يلي بعض الخرافات التي تم الترويج لها فيما يخص استخدام واقي الشمس :
-
لا يوجد دليل على أن الشمس تسبب السرطان
هناك خرافات عن واقي الشمس وإشاعات عن استخدامه من ضمنها أن أشعة الشمس لا تسبب السرطان، وفي نفي لهذه الإشاعة قال أطباء الجلدية إن العلاقة بين أشعة الشمس والإصابة بالسرطان راسخة من خلال عقود من الدراسات، إذ تُظهر الأبحاث ارتفاع معدلات الإصابة بسرطان الجلد لدى الأشخاص الذين يتعرضون لأشعة الشمس بشكل أكبر، ويرجع ذلك إلى أن الأشعة فوق البنفسجية المنبعثة من أشعة الشمس تدمر الحمض النووي في خلايا الجلد مما يؤدي إلى حدوث طفرات يمكن أن تؤدي إلى سرطان الجلد.
والأشعة فوق البنفسجية تضر الجلد، ويمكن أن تسبب السرطان من خلال توليد الجذور الحرة التي تسبب الالتهاب وتدمر وظائف الخلايا والحمض النووي في البشرة، وبالتالي حدوث موت للخلايا. يحدث رد الفعل الالتهابي خلال 4 إلى 6 ساعات، وهذه هي المدة التي يمكن أن تصاب بها بحروق الشمس حين تبدأ تشعر بالتورم والألم، ويتحول الجلد إلى اللون الأحمر، وتبدأ تشعر بحرارة في الجلد بسبب توسع الأوعية الدموية.
تموت هذه الخلايا المتضررة وتنسلخ بشكل غير قابل للإصلاح، لذلك يتقشر الجلد بعد عدة أيام من حروق الشمس البسيطة، ولتقليل خطر الإصابة بسرطان الجلد يجب عليك تجنب حروق الشمس وتجنب التعرض المستمر والمتراكم والمزمن لأشعة الشمس. وفقاً لمؤسسة سرطان الجلد؛ فإن حوالي 90% من سرطانات الجلد غير الميلانينية و86% من الأورام الميلانينية ترتبط بالتعرض للأشعة فوق البنفسجية.
-
الأشخاص الذين يستخدمون واقي الشمس يصابون دائماً بسرطان الجلد
هذه الإشاعة تشبه قول إن ارتداء حزام الأمان يزيد من خطر حوادث السيارات، ولكن في الواقع أظهرت الدراسات أن استخدام واقي الشمس مع المحافظة على احتياطات الوقاية من أشعة الشمس الأخرى مثل ارتداء قبعة وملابس واقية من الشمس والجلوس في مناطق الظل يقلل من خطر حدوث حروق الشمس وتلف الجلد الناتج عن الأشعة فوق البنفسجية، كما أظهرت العديد من الدراسات أن مجرد وضع واقي الشمس يقلل من الإصابة بعدد من الأمراض الجلدية السابقة للإصابة بسرطان الجلد، وذلك لأنه يعمل كحاجز يمنع أو يمتص الأشعة الضارة فوق البنفسجية.
-
في أواخر السبعينات زاد سرطان الجلد لأن الناس بدؤوا باستخدام واقي الشمس
هناك زيادة في تشخيص سرطان الجلد على مر السنين، ولكن هذه الزيادة ليست بسبب واقي الشمس بل بسبب زيادة متوسط عمر السكان وزيادة التعرض لأشعة الشمس وزيادة الوعي بسرطان الجلد والقدرة على تشخيصه، بالإضافة إلى تغيرات المناخ وارتفاع درجات الحرارة، وهذا ينفي خرافات عن واقي الشمس منتشرة مؤخراً تحث الناس على الامتناع عن استخدامه.
وجدت دراسات أن التعرض خمس مرات أو أكثر لحروق الشمس الشديدة بين سن 15 و 20 سنة يزيد من خطر الإصابة بسرطان الجلد بنسبة 80%، وخطر الإصابة بسرطان الجلد غير الميلاني بنسبة 68%، كما يزيد استخدام أسرّة التسمير من احتمالية الإصابة بسرطان الجلد.
ويجب التنويه إلى أن الأشخاص الذين يصابون بحروق الشمس بسهولة أو أصحاب الشعر الأحمر أو الأشقر أو الذين لديهم تاريخ من التعرض المفرط لأشعة الشمس بما في ذلك حروق الشمس أو الذين يستخدمون أشعة التسمير أو لديهم ضعف في جهاز المناعة أو لديهم تاريخ سابق من الإصابة بسرطان الجلد هم أكثر عرضة لتكرار الإصابة بجميع أنواع سرطان الجلد، كما أن الأشخاص الذين لديهم أكثر من 50 شامة أو شامات غير نمطية أو شامات كبيرة معرّضون للخطر.
-
واقي الشمس ذو الأساس المعدني أكثر أماناً من واقي الشمس ذو الأساس الكيميائي
تعتبر واقيات الشمس ذات الأساس المعدني والكيميائي آمنة وليست سامة أو ذات مخاطر، ويجب التنويه أن واقيات الشمس ذات الأساس المعدني تتكون من مكونات معدنية طبيعية من ثاني أكسيد التيتانيوم أو أكسيد الزنك، في حين أن واقيات الشمس الكيميائية تعتمد على مواد كيميائية لكن هذا لا يعني أنها ضارة أو غير آمنة.
كما أن واقيات الشمس المعدنية تضع حواجز فيزيائية تعكس أشعة الشمس فوق البنفسجية عن الجلد، بينما واقيات الشمس الكيميائية تعمل على امتصاص أشعة الشمس ثم تشتيتها، والواقيات المعدنية ليست أكثر أماناً، لكنها تقلل التعرض للطفح الجلدي أو تهيج الجلد، خاصة لدى الأشخاص من أصحاب البشرة الحساسة، لهذا السبب يمكن أن ننصحهم باستخدام واقيات الشمس المعدنية بدلاً من الكيميائية، لأن بعض الناس قد يتعرضون لتهيج الجلد والطفح الجلدي بسبب بعض المكونات الكيميائية.
كما أوصى أطباء الجلد بتجنب واقيات الشمس ذات الرائحة العطرية التي يمكن أن تسبب تهيجًا في الجلد، كما أنه لم يعد استخدام مادة PABA آمناً وفعالاً في واقيات الشمس حسب مصدر موثوق في إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، وقد تم سحب واقيات الشمس التي تحتوي على البنزين الذي يمكن امتصاصه عن طريق الجلد أو استنشاقه، لأن التعرض على المدى القصير لمستويات عالية من البنزين يمكن أن يسبب الصداع والدوخة، وربما يكون قاتلاً إذا كانت كمية التعرض للبنزين كبيرة.
نصائح لشراء واقي الشمس
عندما تفكر في شراء واقي الشمس؛ يجب عليك اختيار المنتَج المناسب والأكثر فعالية، والذي يمكن الاستفادة منه قدر الإمكان، ويجب أن تأخذ بعين الاعتبار الأمور الآتية:
- عندما تكون نسبة أكسيد الزنك وثاني أكسيد التيتانيوم فيه هي النسبة الأعلى، فهذا يعني أن واقي الشمس أكثر فعالية في حجب الأشعة فوق البنفسجية.
- هناك حاجة إلى حماية واسعة النطاق من الأشعة فوق البنفسجية فئة A و B للحصول على الحماية الكاملة.
- اختر واقي الشمس المقاوم للماء لمدة 80 دقيقة على الأقل، ويمتلك عامل حماية لا يقل عن SPF+50.
- السعر الأعلى لا يعني حماية أفضل بالضرورة.
- تأكد من تاريخ انتهاء الصلاحية.
- اختر المنتجات المناسبة لنوع بشرتك مثل المنتجات الخالية من الزيوت للبشرة الدهنية، واختر التركيبات التي تحتوي على مواد مرطّبة للبشرة الجافة.
طرق أخرى للحماية من أشعة الشمس
رغم انتشار خرافات عن واقي الشمس فإن استخدامه يعتبر ضرورياً لحماية البشرة من أضرار أشعة الشمس، خاصة لحمايتها من الأشعة فوق البنفسجية، وهناك بعض التدابير الأخرى التي يمكنها أن تساعدك على الحماية من أشعة الشمس الضارة، والتي تشمل ما يلي:
- حجب أشعة الشمس باستخدام المظلات.
- استخدام الملابس الواقية من الأشعة فوق البنفسجية (UPF) مثل القمصان وملابس السباحة والسراويل والتنانير.
- ارتداء قبعة واسعة الحواف تغطي الأذنين والرقبة وفروة الرأس.
- ارتداء نظارات شمسية عالية الجودة توفر حماية 100% من كافة أنواع الأشعة فوق البنفسجية.
- تجنب الأنشطة الخارجية خلال ساعات الذروة للشمس من الساعة 10 صباحاً حتى الساعة 3 مساءً.
ويجب الأخذ بعين الاعتبار إجراء الفحص الذاتي للجلد بشكل متكرر، بالإضافة إلى الخضوع للفحوصات الدورية عند طبيب الجلدية، وزيادة استخدام مضادات الأكسدة مثل الفيتامينات التي تشمل الفيتامينات A، E، C، بالإضافة إلى الزنك والسلينيوم والبيتا كاروتين وأحماض أوميغا 3 الدهنية والليكوبين والبوليفينول، ويجب العلم أن التعرض التدريجي لأشعة الشمس ضروري للاستفادة من الفيتامين (د) والذي يعتبر فيتامينًا ضروريًا ومهمًا للجسم.
الأسئلة الأكثر شيوعاً
هل يمكن الاستغناء عن واقي الشمس؟
يمكنك قضاء بعض الوقت تحت ضوء الشمس الطبيعي دون استخدام واقي الشمس لفترة قد تصل إلى 15 أو 20 دقيقة للاستفادة من الفيتامين (د)، ويجب اختيار الأوقات التي تكون فيها أشعة الشمس مفيدة بحيث لا تكون في ذروتها ولا تكون الأشعة الفوق بنفسجية في أعلى مستوياتها، ولكن في حال التعرض لأشعة الشمس لفترة طويلة أو عندما تكون شديدة، أو إذا كانت لديك بشرة حساسة لأشعة الشمس، فيجب استخدام واقي الشمس والالتزام به لأنه في هذه الحالة ضرورة لا يمكن تفاديها.
ما هي سلبيات واقي الشمس؟
على الرغم من فوائد وأهمية واقي الشمس هناك العديد من السلبيات، مثل أن تطبيق كمية من واقي الشمس على الجلد سوف يسبب اللزوجة وعدم الراحة، ويمكن أن يتسبب في زيادة إنتاج الزيوت أو تهيج الجلد للبشرة الدهنية المعرّضة لتشكل الحبوب أو الحساسية، وعند استخدام واقي الشمس لمدة 2-3 ساعات يحتاج المستخدِمون إلى إعادة وضع واقي الشمس، وهذا يسبب إزعاجاً للمستخدِمين، كما أنه غالباً ما يتم إزالة واقي الشمس بسهولة جزئياً أو كلياً بعد التعرض للماء أو التعرق كثيراً، ويمكن لمنتجات الوقاية من الشمس التي تحتوي على حمض أمينوبنزويك أو حمض شبه أمينوبنزويك أن تلطخ الملابس.
ماذا يحدث إذا لم أضع واقي شمس؟
عدم استخدام واقي الشمس يسمح للأشعة فوق البنفسجية بإلحاق الضرر بالكولاجين والنسيج الضام في البشرة، وهذا بدوره يؤدي مع الزمن إلى فقدان مرونة البشرة ويتسبب بظهور التجاعيد وترهل الجلد حتى في سن صغيرة، هذا بالإضافة إلى حدوث حروق الشمس والتصبغات الجلدية، وأخطر الآثار الجانبية لعدم استخدام واقي الشمس والتعرض المستمر لأشعة الشمس هو الإصابة بسرطان الجلد، ويمكن أن تصاب بعدة أنواع من سرطان الجلد مثل سرطان الخلايا القاعدية أو سرطان الورم الميلانيني، وهناك خرافات عن واقي الشمس تشجع الناس على عدم استخدامه، لذا ننصح بضرورة استخدام واقي الشمس واستشارة طبيب الجلدية والخبراء دائماً قبل الانصياع لأي إشاعات أو خرافات منتشرة.
نصيحة من موقع صحتك
تنتشر خرافات وإشاعات فيما يخص الصحة بشكل واسع على التيك توك ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى، وفي الآونة الأخيرة انتشرت خرافات عن واقي الشمس وأنه غير مفيد في حماية الجلد أو في منع الإصابة بالسرطان، بل إنه قد يكون أيضاً مسببًا للسرطان بسبب محتوياته من المواد الكيمائية، لكن العلم أثبت أهمية استخدام واقي الشمس وأنه آمن وفعال، ولا يسبب آثارًا جانبية خطيرة على الجلد كما يشاع عنه. لذا ننصح بالرجوع دائماً إلى العلم والأبحاث الموثوقة، واستشارة الطبيب، وعدم تلقي المعلومات من الإنترنت وتنفيذها كما هي دون مرجع علمي مثبت بالأبحاث والدراسات المنشورة في مجلات علمية موثوقة، وليس على وسائل التواصل الاجتماعي.