نسمع كثيراً عن الزنك وفوائده للحفاظ على صحة ونضارة البشرة والجلد، ولكن هل لهذا المعدن علاقة بالخصوبة والإنجاب؟
يلعب الزنك دوراً مهماً في صحة الجلد، لأنه ضروري لإعادة ترميم الأنسجة، وبسبب هذه الوظيفة المهمة فإن له العديد من الفوائد المهمة للخصوبة والحمل والإنجاب، وهذا بالطبع إضافة إلى العديد من الوظائف المهمة الأخرى للجسم، لنتعرف على فوائد الزنك للخصوبة والإنجاب ونبين أبرز مصادره.
ما الزنك؟
الزنك هو أحد المعادن الزهيدة أو الشحيحة، وهي تلك المعادن التي يحتاجها الجسم بكميات قليلة جداً، ولكن مع ذلك فهي ضرورية للعديد من وظائف الجسم. يلعب الزنك دوراً في العديد من الوظائف في الجسم من أبرزها المناعة والتعلم والخصوبة وتطور الدماغ والعضلات والعظام وتطور الجنين، وغيرها الكثير، حيث وجدت إحدى الدراسات أن الزنك ضروري لنشاط أكثر من 300 إنزيم في الجسم.
الزنك والخصوبة عند الرجال
يلعب الزنك دوراً مهماً في الخصوبة عند الرجال والنساء، ولكن لا يعني هذا بالطبع أن نقص الزنك يؤدي إلى العقم، وإنما يسبب نقص الزنك مشكلات في الوظائف التناسلية. تظهر الدراسات أن الزنك يلعب دوراً مهماً في الخصوبة عند الرجال، وهو ضروري لوظائف تناسلية منها إنتاج هرمون الذكورة المعروف بالتستوستيرون، والحفاظ على صحة البروستاتا والوظائف الجنسية بشكل عام، كما ويساعد في تعزيز القدرة التلقيحية للحيوانات المنوية، وتفاعل الجسيم الطرفي، ويعني هذا تعزيز قدرة الحيوانات المنوية على تخصيب البويضة.
يلعب الزنك أيضاً دوراً في نمو الخصيتين ونضج الحيوانات المنوية، بالإضافة إلى دوره كمضاد للأكسدة يحمي الحيوانات المنوية من الأضرار، وخصوصاً عند المدخنين. بسبب كل ما سبق، فإن نقص الزنك عند الرجال يرتبط بانخفاض مستويات التستوستيرون، وانخفاض عدد الحيوانات المنوية.
الزنك والخصوبة عند النساء
لا تقل أهمية الزنك أيضًا عند النساء، بل قد تكون أكثر أهمية، فهو مهم للخصوبة وأثناء الحمل. يلعب الزنك دوراً في التطور الجنسي، والإباضة، والدورة الشهرية، ويُعد الزنك ضروريا أيضاً لإنتاج بويضات سليمة، وذلك بسبب دوره في عمليات مثل انقسام الخلية، والتخصيب، وتطور الجنين. أظهرت دراسة حديثة أن نقص الزنك لدى النساء قد يسبب:
- بويضات أصغر حجماً.
- تعطل نمو البويضة.
- مشكلات في نمو وتطور الخلايا.
- ضعفًا في قدرة البويضة على الانقسام بشكل صحيح، وهو عامل مهم بعد تخصيبها.
يمتد تدني قدرة البويضة على الانقسام بسبب نقص الزنك حتى بعد زيادة تناول أطعمة أو مكملات محتوية على الزنك، ولهذا لا بد من الحرص على الحصول على كميات كافية من الزنك قبل الحمل وأثنائه. يزيد نقص الزنك أثناء الحمل من فرص إسقاط الجنين، وفرص حدوث مشكلات في نمو وتطور الجنين.
بسبب دوره في حماية خلايا الجلد وتعزيز قدرته على ترميم ذاته، فإن الزنك يلعب دوراً أيضاً في الحد من فرص ظهور علامات التمدد في الجلد بسبب الحمل، وحدوث تمزقات عجانية (حول المهبل) أثناء الولادة، كما ويحد من تشققات الحلمتين أثناء الرضاعة.
بالرغم من أهمية الزنك للنساء، فقد وجدت دراسة أن 82% من الحوامل حول العالم يعانين من نقص في مستويات الزنك، وهذا يعرض الأم والجنين لمشكلات منها مضاعفات الولادة، وانخفاض وزن الطفل عند الولادة، والولادة المبكرة.
ما علامات نقص الزنك؟
نظراً للعديد من الوظائف التي يؤديها الزنك في الجسم، فإن الأعراض التي تظهر بسبب نقص الزنك تكون متباينة، وقد يصعب تحديد سببها، ولهذا فإن أفضل وسيلة للتحقق من نقص الزنك أو عدمه هي مراجعة الطبيب لإجراء الفحص المناسب. تشمل بعض العلامات التي قد تشير إلى نقص الزنك ما يلي:
- تساقط الشعر.
- ظهور بقع أو أشرطة بيضاء على الأظافر.
- فقدان الشهية.
- الإصابة بالعدوات بشكل متكرر.
- بطء تعافي الجروح.
- ضعف في حاستي الشم والذوق.
من أين نحصل على الزنك؟
يحتاج الرجال إلى حوالي 11 ملغم من الزنك يومياً، بينما تحتاج النساء إلى 8 ملغم، ولكن ترتفع حاجة النساء أثناء الحمل إلى 11 ملغم، وترتفع أثناء الرضاعة إلى 12 ملغم. من أفضل الطرق لضمان الحصول على القدر الكافي من الزنك هي تضمين أطعمة صحية غنية بالزنك في النظام الغذائي اليومي، وذلك لأن الجسم غير قادر على تخزين الزنك، ومن أهم الأطعمة المحتوية على الزنك:
- اللحوم قليلة الدهون.
- المحار.
- صفار البيض.
- المكسرات وبذور اليقطين.
- الحبوب الكاملة.
يمكن أيضاً الحصول على الزنك من المكملات الغذائية، وخصوصاً أثناء الحمل، ولكن لا بد من مراجعة الطبيب أولاً قبل تناول المكملات للتحقق من الحاجة إليها، فالإفراط في تناول مكملات الزنك يؤدي إلى مشكلات صحية أيضاً، ولهذا لا بد من الموازنة.
المصادر:
