تحدث الحساسية عندما يكتشف جسمك نوعًا من المواد الغريبة، مثل حبوب اللقاح أو وبر الحيوانات الأليفة، وينشط استجابة زائدة للجهاز المناعي من أجل مكافحتها. في هذا المقال سنحاول طرح كيفية ولماذا يمكن أن تصاب بحساسية في وقت لاحق من الحياة، وكيف يمكنك علاج الحساسية الجديدة، وما إذا كان يمكنك توقع وجود حساسية جديدة أو موجودة لتختفي مع مرور الوقت.
كيف تتطور الحساسية
تتطور الحساسية على مرحلتين.
المرحلة الأولى
يستجيب جهازك المناعي لدخول أو لوجود تماس مع بعض المواد الغريبة عن الجسم عن طريق تكوين أجسام مضادة تسمى الغلوبولين المناعي من نوع E (IgE). هذا الجزء يسمى التحسس. اعتمادًا على نوع الحساسية التي تعاني منها، مثل حبوب اللقاح أو الطعام، تتواجد هذه الأجسام المضادة في الممرات الهوائية، بما في ذلك الأنف والفم والحلق والقصبة الهوائية والرئتين، أو في الجهاز الهضمي (GI)، أو في الجلد.
المرحلة الثانية
إذا تعرضت لهذه المادة المسببة للحساسية مرة أخرى، فإن جسمك يطلق موادَّ التهابية، بما في ذلك مادة الهيستامين الكيميائية. ويؤدي هذا إلى:
- توسع الأوعية الدموية.
- تشكيل زيادة من المخاط.
- الحكة الجلدية.
- توذم أنسجة في مجرى الهواء.
يهدف رد الفعل التحسسي هذا في الأصل إلى منع دخول المواد المسببة للحساسية، ولمقاومة أي تهيج أو عدوى قد تسببها المواد المسببة للحساسية. بشكل أساسي يمكنك التفكير في الحساسية على أنها رد فعل مبالغ فيه تجاه تلك المواد المسببة للحساسية. ومنذ ذلك الحين فصاعدًا، يستجيب جسمك بالمثل عندما يتعرض لمسببات الحساسية ذاتها في المستقبل. بالنسبة للحساسية الخفيفة المحمولة جواً، قد تواجه أعراضًا مثل:
- انتفاخ في العين.
- انسداد الأنف.
- حكة في الحلق.
بالنسبة للحساسية الشديدة، قد تكون مصابًا:
- بالشرى.
- الإسهال.
- صعوبة التنفس.
متى تتطور الحساسية عادة؟
يتذكر معظم الناس ظهور أعراض الحساسية لأول مرة في سن مبكرة، يعاني طفل واحد من كل خمسة أطفال من نوع من الحساسية أو الربو. يتخلص الكثير من الأشخاص من الحساسية عند بلوغهم العشرينات والثلاثينيات من العمر، حين يصبح بإمكانهم معرفة مسببات الحساسية، وخاصة المواد المسببة للحساسية الغذائية مثل الحليب والبيض والحبوب.
لكن من الممكن أن تصاب بالحساسية في أي وقت من حياتك. قد تصاب بالحساسية تجاه شيء لم يكن لديك أي حساسية تجاهه من قبل. وليس من الواضح سبب تطور بعض أنواع الحساسية بعد مرحلة البلوغ، خاصة في سن العشرينات أو الثلاثينيات.
الحساسية الشائعة لدى البالغين:
1. الحساسية الموسمية
أكثر أنواع الحساسية التي تظهر عند البالغين شيوعًا هي الحساسية الموسمية. تكثر حبوب اللقاح ومسببات الحساسية النباتية الأخرى في أوقات معينة من السنة، عادةً في الربيع أو الخريف.
2. حساسية الحيوانات الأليفة
التعرض المستمر للوبر، أو قشور الجلد التي تتسرب وتتطاير في الهواء، والمواد الكيميائية من بول ولعاب الحيوانات الأليفة التي تتسرب إلى وبرها يمكن أن تسبب لك الإصابة بالحساسية.
3. حساسية الطعام
المواد المسببة للحساسية الغذائية الشائعة لدى البالغين هي الفول السوداني والمكسرات وحبوب لقاح الفاكهة والخضراوات. يصاب عديد من الأطفال بحساسية تجاه الطعام، وغالبًا ما تظهر عليهم أعراض أقل تكراراً، وأقل حدة مع تقدمهم في السن.
ليس من الواضح تمامًا سبب تطور الحساسية في مرحلة البلوغ. يعتقد الباحثون أن رد الفعل التحسسي الشديد أثناء الطفولة، حتى لو كانت نوبة واحدة من الأعراض، يمكن أن تزيد من احتمالية إصابتك بالحساسية كشخص بالغ عندما تتعرض مرة أخرى لمسببات الحساسية هذه.
في بعض الحالات، من السهل رؤية هذه العلاقات وتمثيل ما يعرف بالمسيرة التحسسية. قد يصاب الأطفال الذين يعانون من الحساسية الغذائية أو الأمراض الجلدية مثل الإكزيما بأعراض الحساسية الموسمية مع تقدمهم في السن، مثل:
- العطس.
- الحكة.
- التهاب الحلق.
ثم تتلاشى الأعراض لبعض الوقت. وقد تعود الأعراض في العشرينات والثلاثينيات والأربعينيات من العمر عندما يتعرضون لمسببات الحساسية.
يمكن أن تشمل أسباب حدوث الحساسية لدى البالغين ما يلي:
- التعرض لمسببات الحساسية عندما تقل وظيفة الجهاز المناعي. يحدث هذا مع المريض، أو الحامل، أو من يعاني من حالة تضعف الجهاز المناعي.
- التعرض القليل لمسببات الحساسية عندما كان الشخص طفلاً. ربما لم يتعرض لمستويات عالية بما يكفي لإثارة رد فعل حتى وصل إلى سن البلوغ.
- الانتقال إلى منزل جديد، أو مكان عمل جديد به مسببات الحساسية الجديدة. يمكن أن يشمل ذلك النباتات والأشجار التي لم تتعرض لها من قبل.
- الحصول على حيوان أليف لأول مرة. تشير الأبحاث إلى أن هذا يمكن أن يحدث أيضًا بعد فترة طويلة من عدم وجود حيوانات أليفة.
هل يمكن أن تزول الحساسية مع مرور الوقت؟
الإجابة القصيرة هي نعم. حتى إذا كنت تعاني من الحساسية كشخص بالغ، فقد تلاحظ أنها تبدأ في التلاشي مرة أخرى عندما تصل إلى الخمسينيات من العمر وما بعدها. ويرجع هذا إلى انخفاض وظائف المناعة لديك مع تقدمك في السن، وبالتالي تصبح الاستجابة المناعية لمسببات الحساسية أقل حدة أيضًا. قد تختفي أيضًا بعض أنواع الحساسية التي كنت تعاني منها في مرحلة الطفولة عندما تكون مراهقًا وفي مرحلة البلوغ، وربما تظهر فقط بضع مرات طوال حياتك، ثم قد تختفي نهائيًا.
العلاجات
فيما يلي بعض العلاجات الممكنة للحساسية، سواء كنت تعاني من حساسية موسمية خفيفة أو حساسية طعام شديد أو حساسية تماس:
- تناول مضادات الهيستامين. يمكن لمضادات الهيستامين، مثل السيتريزين (زيرتيك) أو ديفينهيدرامين (بينادريل)، أن تقلل الأعراض أو تبقيها تحت السيطرة. تناول هذه الأدوية قبل أن تتعرض لمسببات الحساسية.
- اخضع لاختبار وخز الجلد. يمكن أن يساعدك هذا الاختبار في معرفة مسببات الحساسية المحددة التي تثير ردود أفعالك التحسسية. بمجرد أن تعرف سبب الحساسية لديك، يمكنك محاولة تجنب هذه المواد المسببة للحساسية، أو تقليل تعرضك لها قدر الإمكان.
- ضع في اعتبارك الحصول على حقن الحساسية (العلاج المناعي). يمكن للحقن أن تبني تدريجيًا مناعتك ضد مسببات الحساسية لديك في غضون بضع سنوات من الحقن المنتظمة.
- احتفظ بحقن الإبينفرين التلقائي (EpiPen) في مكان قريب. يعدّ الحصول على قلم حقن الأدرينالين أمرًا مهمًا في حالة تعرضك عَرَضًا لمسببات الحساسية، والتي يمكن أن تؤدي إلى حساسية شديدة تترافق بانخفاض ضغط الدم وتورم الحلق أو انقباض مجرى الهواء مما يجعل التنفس صعبًا أو مستحيلًا (الحساسية المفرطة).
- أخبر الناس من حولك عن حساسيتك. إذا كانت أعراضك شديدة أو مهددة للحياة، فسيعرفون كيفية علاجك بحقنة الإبينفرين إذا كان لديك رد فعل تحسسي شديد.
متى ننصحك باستشارة الطبيب؟
بعض أعراض الحساسية خفيفة، ويمكن علاجها بمجرد تقليل التعرض لمسببات الحساسية أو عن طريق تناول الأدوية البسيطة المضادة للتحسس. لكن، قد تكون بعض الأعراض شديدة بما يكفي لتعطيل حياتك، أو حتى مهددة للحياة. اطلب المساعدة الطبية الطارئة، أو اطلب المساعدة من شخص حولك إذا لاحظت أيًا من الأعراض الآتية:
- الشعور بدوار غير طبيعي.
- حدوث انتفاخ غير طبيعي في اللسان أو الحلق.
- ظهور طفح جلدي في جميع أنحاء الجسم.
- المغص.
- التقيؤ.
- الإسهال.
- الشعور بالارتباك.
- الحمى.
- الحساسية المفرطة (تورم الحلق، وحدوث صوت صفير عند التنفس، وانخفاض ضغط الدم).
- فقدان الوعي.
يمكن أن تصاب بالحساسية في أي وقت خلال حياتك، قد يكون بعضها خفيفًا. يعتمد ذلك على الاختلافات الموسمية في كمية مسببات الحساسية في الهواء. وقد يكون البعض الآخر شديدًا أو يهدد الحياة. راجع طبيبك إذا بدأت في ملاحظة أعراض حساسية جديدة لكي تتمكن من معرفة خيارات العلاج أو الأدوية أو تغييرات نمط الحياة التي قد تساعدك في تقليل الأعراض وإبقائها تحت السيطرة.
*المصدر: