أعلنت شركة ARS Pharmaceuticals عن دوائها الجديد نيفي بخاخ الإبينفرين لعلاج تفاعلات الحساسية (النوع الأول)، بما في ذلك الحساسية المُفْرِطة (الصدمة التأقية)، وتهدف الشركة المُنتِجة إلى تغيير وسائل العلاج بالإبينفرين (الأدرينالين) الذي يُلقّب بقبلة الحياة في علاج الحساسية المُفْرِطة.
يأتي الدواء الجديد بشكل رذاذ أنفي، ليصبح بذلك أول علاج غير قابل للحقن يستطيع المصاب بالحساسية أن يحمله معه وأن يستخدمه بنفسه في حالات الحساسية الشديدة الطارئة، وسيكون متاحًا للأشخاص المصابين بالحساسية من النوع الأول. في هذا المقال، سنتحدث عن كل ما يخص دواء نيفي، من آلية العمل وطريقة الاستخدام، ومقارنته بالأشكال الدوائية الأخرى للإبينفرين، والآثار الجانبية المتوقعة.
ما هو دواء نيفي؟
نيفّي (neffy®) هو بخاخ أنفي يحتوي على مادة الإبينفرين، يُؤخذ عن طريق الأنف للعلاج الفوري والطارئ لتفاعلات الحساسية (النوع الأول)، بما في ذلك الحساسية المُفْرِطة والصدمة التحسسية التأقية لدى البالغين والأطفال الذين لا يقل وزنهم عن 30 كجم. سيكون نيفي بخاخ الإبينفرين أولَ علاج غير قابل للحقن متاح للأشخاص المصابين بالحساسية من النوع الأول، في حالة الموافقة عليه.
تشمل أنواع الحساسية من النوع الأول حالات مثل الحساسية المُفْرِطة، التي قد تحدث بسبب لسعات الحشرات أو لدغاتها، وتناول الأدوية والأطعمة، بالإضافة إلى الأرتكاريا (الشري)، والوذمة الوعائية، والأمراض التأتبية مثل الربو والتهاب الجلد.
طريقة عمل دواء نيفي بخاخ الإبينفرين
يعمل بخاخ نيفي بنفس طريقة حقن الإبينفرين، فعندما يُؤخذ عن طريق الأنف تُمتصّ المادة الفعالة في الدواء -الأدرينالين- بواسطة الغشاء المخاطي للأنف، وتتوزع عبر الجسم، ثم يرتبط الأدرينالين بمستقبلات مختلفة في الجسم لتقليل شدة تفاعل الحساسية، إذْ يعمل على تنشيط مستقبلات ألفا وبيتا لتضييق الأوعية الدموية للحفاظ على ضغط الدم ووظيفة القلب، بالإضافة إلى إرخاء العضلات الملساء في الرئتين لتسهيل التنفس، والمساعدة في تخفيف ضيق التنفس والصفير عند التنفس. كما يرتبط الأدرينالين أيضًا بمستقبِلات موجودة في خلايا الجهاز المناعي، لإيقاف إفراز الهيستامين، وهي مادة في الجسم تسبب أعراض الحساسية.
هل يختلف بخاخ نيفي عن حقن الإبينفرين؟
دواء نيفي هو بخاخ أنفي خالٍ من الإبر، يتم رشّه في الأنف، بينما حُقَن الإبينفرين تُعطَى في عضلة كبيرة، مثل الفخذ. يحتوي نيفي بخاخ الإبينفرين على 2 مجم من الإبينفرين لكل جرعة، ويُقدِّم جرعةً أعلى من حقن الإبينفرين، لأنه يُؤخذ عن طريق الأنف، وليس عن طريق الحقن، لذلك هناك حاجة لجرعة أعلى للحصول على نفس الفعالية، لأن الحَقْنَ يوصِل الدواء إلى مجرى الدم بشكل أكثر فعالية.
أظهرت تجارب الشركة المنتِجة أن نتائج نيفي لم تكن أفضل أو أقل بكثير من حُقَن الإبينفرين فيما يتعلق بزيادة ضغط الدم ومعدل ضربات القلب (هذه علامات تشير إلى الاستجابة للعلاج). كما أظهرت الأبحاث التي أجرتها الشركة أيضًا أنه من المرجح أن يَستخدم الأشخاص بخاخ الأنف قبل 18 دقيقة من استخدام حُقَن الإبينفرين، وأن ما يصل إلى 35% من الأشخاص سيحملون واحدًا معهم.
ما هي الآثار الجانبية المتوقّعة لبخاخ نيفي؟
أظهرت التجارب السريرية نتائج جيدة وأخبار سارة فيما يخص الآثار الجانبية المتوقعة لبخاخ نيفي، فقد كان الدواء جيدَ التحمّل، وآثاره الجانبية خفيفة، مثل حدوث تهيّجٍ بسيط في الأنف، أو ألم لاذع في الأنف.
نيفي بخاخ الإبينفرين يحصل على موافقة إدارة الغذاء والدواء
أعلنت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) موافقتها على بخاخ نيفي يوم الجمعة الماضية، ليكون بذلك أول بخاخ للأنف لعلاج الحساسية المفرطة (الصدمة التأقية). وقالت شركة ARS Pharma، الشركة المصنعة لدواء نيفي، إنها تتوقع أن يكون الدواء متاحًا في غضون 8 أسابيع. كما أشارت الشركة أن هناك حوالي 40 مليون شخص في الولايات المتحدة لديهم تفاعلات حساسية من النوع الأول، لكن في العام الماضي لم يحصل إلا 3.2 مليون منهم فقط على وصفة طبية للحصول على قلم حقن الإبينفرين.
اعتمدت الموافقة على دواء نيفي بخاخ الإبينفرين على أربع دراسات أجريت على 175 من البالغين الأصحاء، ولم يتعرضوا للحساسية المفرطة، وتم قياس تركيزات الإيبينفرين في الدم بعد أخذ بخاخ نيفي أو منتجات حقن الإبينفرين المعتمدة. أظهرت نتائج هذه الدراسات تركيزات متقاربة عند استخدام بخاخ نيفي في الدم أو حقن الإيبينفرين، كما أظهر دواء نيفي زيادات مماثلة في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب مثل منتجات حقن الإبينفرين، وهما تأثيران حاسمان للإبينفرين في علاج الحساسية المفرطة. كانت نتائج دراسات نيفي بخاخ الإبينفرين عند الأطفال مماثلة للبالغين.
ماذا يفعل هرمون الإبينفرين؟
الإبينفرين، المعروف أيضًا بالأدرينالين، هو هرمون تنتجه الغدد الكظرية وتطلقه في الدم في أوقات التوتر أو الخطر. يستخدم الإبينفرين كعلاج لتفاعلات الحساسية المفرطة أو نوبات الربو المفاجئة، كما يمكن استخدامه أيضًا لعلاج انخفاض ضغط الدم وبطء معدل ضربات القلب.
ما هي أعراض الحساسية المفرطة؟
تبدأ أعراض الحساسية المفرطة (التأق) عادةً في غضون خمس إلى 30 دقيقة من ملامسة مسببات الحساسية، أو تناول طعام أو دواء لدى الشخص حساسية منه. يبدأ التأق عادةً بأعراض جلدية مثل الشرى أو الحكة، وبعد دقائق قليلة قد يبدأ الشخص المصاب بالشعور بأعراض أكثر خطورة. يمكن أن تبدأ الأعراض أحيانًا في بعض الحالات بعد أكثر من ساعة. تشمل أعراض الحساسية المفرطة ما يلي:
- ضيق في التنفس.
- تورم في الحلق واللسان والشفتين.
- صعوبة في البلع.
- طفح جلدي.
- الصفير وضيق الصدر.
- ألم في البطن.
- تشنج عضلي.
- إسهال.
- قيء.
- رهبة.
- ضعف مفاجئ.
- زيادة معدل ضربات القلب.
خيارات العلاج الحالية
استُخدم الإبينفرين لحالات عديدة لأكثر من 100 عام، وظهر استخدامه لعلاج الحساسية المُفْرِطة لأول مرة في الستِّينات. الإبينفرين الآن هو خط العلاج الأول الوحيد للحساسية المُفْرِطة، ولا توجد أي موانع لاستخدامه، بل قد يكون المنقذ لحياة المصاب بالصدمة التأقية. هناك عدة طرق لإعطاء الإبينفرين لعلاج الحساسية المُفْرِطة ورد الفعل التحسسي الشديد، تشمل خيارات العلاج الحالية:
- التسريب الوريدي.
- الحقن الوريدي الفوري.
- الحقن العضلي.
- الحقن تحت الجلد.
