هناك العديد من الأساطير حول الحساسية الغذائية، من الاعتقاد بأن الآباء يبالغون في رد فعلهم تجاه الحساسية الغذائية وأنها غير موجودة إلى فكرة أن الأطفال لديهم حساسية تجاه كل شيء. والحقيقة أن الحساسية الغذائية شائعة، ولكنها ليست شائعة للدرجة التي يعتقدها بعض الآباء.
10 خرافات حول الحساسية الغذائية
أولا: أي عرض لدى الطفل بعد تناول الطعام هو حساسية تجاه الطعام
تحدث الحساسية تجاه الطعام بنسبة 8% تقريبًا من الأطفال، ولكن يعتقد الكثير من الآباء أن أطفالهم لديهم ردود فعل تجاه الأطعمة التي لا تسببها بالفعل ردود الفعل التحسسية. بدلاً من ذلك، قد يعاني هؤلاء الأطفال من عدم تحمل اللاكتوز أو النفور من الطعام أو أعراض أخرى لا علاقة لها بالحساسية، مثل الغازات وفرط النشاط.
وعلى عكس عدم تحمل الطعام، تحدث الحساسية الغذائية الحقيقية عندما يتسبب الطعام في تفاعل الجهاز المناعي. ويتضمن هذا التفاعل الجسم المضاد IgE (الغلوبولين المناعي E)، الذي يتسبب في إفراز بعض خلايا الجهاز المناعي للهستامين، ما يؤدي إلى معظم أعراض حساسية الطعام.
ثانيا: بعض الأطعمة فقط يمكن أن تسبب الحساسية
صحيح أن بعض الأطعمة فقط هي التي من المرجح أن تسبب الحساسية الغذائية، ولكن يمكن أن يعاني الأطفال من حساسية تجاه أي طعام تقريبًا، بما في ذلك العديد من الفواكه والخضراوات (متلازمة حساسية الفم). والأطعمة التي من المرجح أن تسبب الحساسية الغذائية تشمل البيض والحليب والفول السوداني والمكسرات وفول الصويا والقمح والأسماك والمحار.
ثالثا: لن يتغلب الأطفال على حساسية الطعام
يعتمد ذلك على ما لديهم حساسية تجاهه، ولكن يمكن للأطفال في الواقع التغلب على العديد من أنواع الحساسية الغذائية إذا تجنبوها تمامًا (نظام الإقصاء الغذائي) لمدة عامين أو ثلاثة أعوام. على سبيل المثال، يتغلب حوالي 80% من الأطفال على الحساسية تجاه الحليب، ولكن يتفوق عدد أقل من الأطفال على الحساسية تجاه الفول السوداني أو المكسرات أو المأكولات البحرية. ومع ذلك، فإن حوالي 20% من الأطفال قد يتخلصون من حساسيتهم للفول السوداني.
رابعا: الفول السوداني هو أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعًا عند الأطفال
قد تكون حساسية الفول السوداني هي الأكثر احتمالًا للتسبب في تفاعلات الحساسية التي تهدد الحياة (الحساسية المفرطة)، ولكن حساسية حليب البقر هي أكثر أنواع الحساسية الغذائية شيوعًا لدى الأطفال الصغار.
خامسا: مستوى الأجسام المضادة تعني أن الطفل مصاب بالحساسية تجاه نوع واحد أو أكثر من الأطعمة
بعض اختبارات الحساسية الأحدث التي أصبحت شائعة، بما في ذلك RAST وImmunocap RAST، لا تعطي إجابة بسيطة بـ "نعم أو لا" حول حساسية طفلك. بدلاً من ذلك، يعطي الفحص مستوى من الأجسام المضادة، الذي يمكن أن يتراوح من سلبي أو منخفض إلى مرتفع جدًا. والأطفال الذين لديهم مستويات سلبية أو منخفضة من الأجسام المضادة وحتى المستويات المعتدلة قد لا تكون لديهم في الواقع حساسية من تلك الأطعمة، لذلك يجب تفسير نتائج الاختبار هذه بناءً على الأعراض التي يعاني منها الطفل عندما يأكل تلك الأطعمة.
على سبيل المثال، إذا كان اختبار RAST يشير إلى وجود مستوى منخفض من الأجسام المضادة لبياض البيض، ولكن طفلك يأكل البيض كل يوم ولا تظهر عليه أعراض حساسية الطعام، فمن المحتمل أنه لا يعاني من حساسية تجاه البيض. ويعد تفسير اختبارات الحساسية هذه بشكل غير صحيح أحد الأسباب التي تجعل بعض الأطفال يُشخًصون بحساسية غذائية متعددة أو يتم إخبارهم بأن "لديهم حساسية تجاه كل شيء".
سادسا: طهي الطعام يجعله أقل حساسية
البروتينات هي جزء من الطعام الذي يسبب رد فعل تحسسياً ويعتقد بعض الناس أن طهو الطعام يغير البروتين بدرجة كافية حتى لا يشعر طفلك بالحساسية تجاهه بعد الآن. لهذا السبب، يعتقد البعض أن بعض الأطفال يمكن أن تكون لديهم حساسية من البيض، لكنهم لا يزالون يأكلون كعكة محتوية على البيض. لكن، وفقًا للأكاديمية الأميركية للحساسية والربو والمناعة، يمكن أن تسبب معظم الأطعمة ردود فعل تحسسية حتى بعد طهوها، على الرغم من أن بعض المواد المسببة للحساسية (غالبًا من الفاكهة والخضراوات) تسبب الحساسية فقط إذا جرى تناولها قبل طهوها.
سابعا: إذا كنت تعاني من حساسية تجاه أحد الأطعمة، فلا بأس من تناول كميات صغيرة في بعض الأحيان
يمكن أن تكون هذه الخرافة خطيرة. فقط لأن طفلك لم يكن لديه رد فعل بعد تناول كمية صغيرة من الطعام، فهذا لا يعني أنه لن يكون لديه رد فعل أكثر خطورة في المرة القادمة.
ثامنا: الحساسية الغذائية ليست حقيقية
الحساسية الغذائية حقيقية. ويعاني بعض الأشخاص من حساسية شديدة تجاه الأطعمة بحيث تكون لديهم ردود أفعال إذا كانت الأطعمة التي يتناولوها مصنوعة باستخدام نفس الأواني التي جرى فيها طهو الطعام الذين يتحسسون منه، أو إذا لمسوا الطعام ولم يأكلوه بالفعل. ونظرًا لخطورة الحساسية تجاه الطعام، تأكد من احترام كون طفلك مشخصا بها وخذها على محمل الجد قبل حدوث رد فعل تحسسي خطير يهدد سلامة طفلك..
تاسعا: من السهل تجنب الأطعمة التي يعاني طفلك من الحساسية تجاهها
في حين أنه قد يكون من السهل تجنب الأطعمة الكاملة التي يعاني طفلك من حساسية تجاهها، مثل الحليب والبيض، فإن المشكلة الحقيقية هي أن العديد من هذه الأنواع من الأطعمة هي مكونات في أطعمة أخرى. لذا فإن الجزء الصعب في تجنب الأطعمة المسببة للحساسية هو محاولة معرفة ما هو موجود بالفعل في الأطعمة التي تفكر في إطعامها لطفلك المصاب بالحساسية.
وقراءة الملصقات الغذائية للأطعمة المصنعة، والسؤال عن مكونات الأطعمة عندما تذهب إلى مطعم، أو يأكل طفلك في الخارج في المدرسة أو يأكل في منزل صديق أو أحد أفراد الأسرة، يمكن أن يساعدا في اكتشاف المكونات المخفية التي قد تكون لدى طفلك حساسية تجاهها.
عاشرا: الحساسية الغذائية ليست خطيرة
يمكن أن تكون الحساسية الغذائية قاتلة. وكل عام، هناك حوالي 150 حالة وفاة سنويًا بسبب تفاعلات الحساسية الشديدة من الأطعمة. وفي كثير من الحالات، قد يأكل الطفل الصغير أو المراهق، المصاب بحساسية طعام معروفة، الطعام الذي يعاني من حساسية تجاهه وقد لا ينجو من رد الفعل التحسسي الذي يهدد الحياة, ومن الأمثلة على وفيات حصلت للأطفال:
- ولد يبلغ 16 عامًا عندما أكل الجوز في الطعام الصيني في المدرسة في استراحة الطعام .
- طفل يبلغ من العمر 9 سنوات يعاني من حساسية تجاه الفول السوداني وتناول بسكويتاً في نزهة مدرسية.
- فتاة تبلغ 16 عامًا تعاني من حساسية تجاه الحليب وتناولت الخبز المحتوي على الحليب في المنزل.
- ولد يبلغ 12 سنة من العمر لديه حساسية من البيض وتناول لفائف مخبوزة بالبيض.
- ولد عمره17 عامًا يعاني من حساسية من البندق وتناول الحلوى المحتوية على البندق في منزل أحد الأصدقاء.
- ولد عمره 17 عامًا يعاني من حساسية من الفول السوداني وتناول زبدة الفول السوداني في المخيم.
- طفل عمره 5 سنوات من العمر يعاني من حساسية من الفول السوداني وتناوله في المنزل.
- طفل يبلغ من العمر 9 سنوات يعاني من حساسية تجاه الحليب وشربه في المخيم.
- ولد عمره 17 عامًا يعاني من حساسية تجاه الحليب وشرب مخفوق البروتين في المنزل.
- طفل عمره 7 سنوات ولديه حساسية من الحليب وشرب مشروب الشوكولاتة في المنزل.
- ولد عمره 16 عاما يعاني من حساسية الفول السوداني وتناول بسكويتاً محتوياً عليه في منزل أحد الأصدقاء.
وهذه من بين بعض الحالات المبلغ عنها في السجل الذي تحتفظ به الأكاديمية الأميركية للحساسية والربو والمناعة وشبكة الحساسية الغذائية، وهي مجرد حالات قليلة من الوفيات الناجمة عن الحساسية الغذائية التي حدثت على مر السنين. فإذا كان طفلك يعاني من حساسية تجاه الطعام ، فتأكد من تعليمه كيفية التعرف على الأطعمة التي يجب أن يتجنبها، وتأكد من توفر حقنة EpiPen دائمًا في حالة إصابته برد فعل تحسسي خطير.
* المصدر: