تستمر التوصيات الغذائية أثناء الحمل في التطور، حيث يكتسب الباحثون رؤى جديدة حول أفضل تغذية للحامل والجنين الذي ينمو بداخلها، ومع ظهور المزيد من البيانات، يواصل الخبراء التوصية بما هو آمن لتناوله، وما هو غير آمن أثناء الحمل. فمثلاً، وجدت دراسة حديثة أن اتباع حمية البحر المتوسط في فترة حدوث الحمل أو في بداية الحمل قد يقلل من بعض أخطار نتائج الحمل السلبية.
ما حمية البحر المتوسط؟
سُمّي هذا النظام الغذائي بـ"أفضل حمية بشكل عام" لمدة 6 سنوات متتالية، وهو أحد أنماط الطعام التي تقدم العديد من الفوائد الغذائية الصحية، فقد يؤدي الالتزام بنمط تناول الطعام هذا إلى تحسين مستويات الجلوكوز في الدم، ويساعد في تقليل أخطار الإصابة ببعض الأمراض المزمنة، بما في ذلك المشكلات القلبية الوعائية.
وتشتمل حمية البحر المتوسط على مستويات عالية من تناول الفواكه والخضراوات، كما أن الأشخاص الذين يتبعون هذا النوع من النظام الغذائي يستهلكون كمية لا بأس بها من الأسماك، وكذلك بعض منتجات الألبان والدواجن، ويركز هذا النظام الغذائي أيضًا على زيت الزيتون مصدرًا رئيسيًا للدهون.
حمية البحر المتوسط وتناول السمك أثناء الحمل
لا يزال الباحثون يعملون لفهم كيف يمكن لحمية البحر المتوسط أن تفيد أثناء الحمل، لكن كان أحد مصادر القلق هو تناول الأسماك أثناء الحمل بسبب أخطار زيادة تناول الزئبق فيها.
وللمساعدة في منع تعرض الحامل للزئبق أثناء الحمل والنفاس، تقدم إدارة الغذاء والدواء توصيات بشأن تناول الأسماك بشكل آمن للحوامل أو المرضعات، وتمثلت هذه التوصيات بتناول 8 إلى 12 أونصة من المأكولات البحرية كل أسبوع أثناء الحمل، لكن يجب أن يأتي هذا الاستهلاك من بين المأكولات البحرية التي تحتوي على نسبة منخفضة من الزئبق. تشمل الأمثلة على خيارات الأسماك المنخفضة الزئبق: سمك السلور والمحار والسلطعون والحدوق والمحار الصدفي وغيرها.
مع أخذ هذه المحاذير بعين الاعتبار، هناك عديد من الفوائد المحتملة لنظام البحر الأبيض المتوسط الغذائي، التي لا يزال من الممكن استكشافها.
فوائد اتباع حمية البحر المتوسط أثناء الحمل
يستند البحث الجديد إلى دراسة جماعية شملت ما يقرب من 8000 حامل، أراد فيها الباحثون معرفة ما إذا كان اتباع حمية البحر المتوسط في فترة حدوث الحمل يقلل من أخطار نتائج الحمل السلبية.
ولتقييم التأثيرات المحتملة لحمية البحر المتوسط في بداية الحمل، قاس الباحثون الالتزام بنمط تناول الطعام باستخدام نظام تسجيل خاص، حيث قاموا بتقييم تناول مكونات النظام الغذائي مثل الخضار والأسماك والحبوب الكاملة. ثم قام الباحثون بفحص العلاقة بين الالتزام بهذا النظام الغذائي وحدوث عدد من نتائج الحمل السلبية.
وأظهرت النتائج أن التقيد بحمية البحر المتوسط أثناء الحمل المبكر كان مرتبطًا بانخفاض خطر حدوث بعض النتائج السلبية للحمل، ووجد الباحثون أيضًا أن فوائد تناول حمية البحر المتوسط قد تكون أعلى بالنسبة للحوامل اللواتي هنّ في سن متقدمة من العمر (35 وما فوق)، واللواتي ترتفع لديهن أخطار تعرضهن لنتائج سلبية أثناء الحمل. وعلى الرغم من النتائج الإيجابية لهذا البحث إلا أنه بحاجة إلى المزيد من الدراسة للخروج بنتائج أكثر دقة.
المصادر: