برغم أن للسفر سبع فوائد أو حتى أكثر، إلا أنه قد يمثل خطراً صحياً إضافياً خاصة بالنسبة للمصابين ببعض الأمراض النفسية الخطيرة، حيث تشير بعض الأبحاث إلى أن السفر قد يتسبب في حدوث مضاعفات تؤثر بشكل سلبي على مرضى الذهان أو الفصام أو الاضطراب ثنائي القطب أو الاكتئاب الكبير، وفي حين أن تجنب السفر كلياً لا يعد حلاً مثالياً، تتناول هذه المقالة عدداً من النصائح للمصابين بالأمراض النفسية الخطيرة من أجل سفر آمن.
* عوامل الخطورة
هناك العديد من عوامل الخطورة التي قد تتسبب في اضطراب الحالة النفسية أو تفاقم الأمراض النفسية الخطيرة أثناء السفر:
- نسيان تناول الأدوية بشكل منتظم.
- الشعور بالضغط والقلق نتيجة لسبب السفر مثل حضور حدث عائلي، أو اجتماع عمل مهم، أو غيرها.
- الابتعاد عن العائلة والأصدقاء.
- فروق التوقيت وما يستتبعها من اضطرابات النوم الناجمة عن الرحلات الجوية الطويلة.
- اضطراب الروتين اليومي المعتاد للغاية.
- الوجود في مكان غير مألوف أو مع أشخاص غرباء.
- الصدمة الثقافية والشعور بالانعزال.
- الحواجز اللغوية وعدم القدرة على التواصل.
- الإصابة بالأمراض العضوية أثناء السفر.
* نصائح لسفر آمن لمصابي الأمراض النفسية
1- التأكد من القدرة على السفر
في حين أن العديد من المرضى النفسيين يمكنهم السفر دون مجابهة صعوبات، إلا أنه بالنسبة للمصابين بأمراض نفسية خطيرة يجدر التأكد من قدرتهم على السفر دون عواقب وخيمة.
لذا ينصح بزيارة الطبيب أو المعالج النفسي قبل السفر للتأكد من أن المريض مهيأ للسفر، بالإضافة لاتخاذ كل ما يلزم من تدابير لمنع حدوث أي مشاكل خلال السفر، حيث يجب التشاور مع الطبيب أو المعالج بشأن خطط السفر، إذ قد يلجأ إلى وصف أدوية إضافية أو تعديل العلاج الحالي لضمان استقرار الحالة النفسية أثناء الرحلة حتى العودة.
2- اصطحاب الأدوية اللازمة والوثائق الضرورية
بالطبع يجب الحرص على اصطحاب الأدوية التي يتناولها المريض خلال السفر، حيث يوصى بإحضار أدوية تزيد بقليل عن المطلوبة لعدد أيام السفر على سبيل الاحتياط - إذ إنه سيصعب الحصول عليها في بلد آخر، كما يجب الاحتفاظ بالأدوية الموصوفة في عبواتها الأصلية، وأهم ما ينبغي الانتباه إليه هو أن أدوية عديدة مستخدمة في علاج الأمراض النفسية قد تكون محظورة في بعض الدول أو تتطلب حيازتها وجود عدد من الوثائق الخاصة، لذا يجب معرفة الوثائق والمستندات المطلوب توافرها مع المريض النفسي خلال السفر لاصطحاب أدويته.
عادة ما تكون تلك الوثائق وصفات طبية ممهورة بتوقيع الطبيب المعالج، وتحوي بيانات الاتصال به، بجانب خطاب حالة يوضح حالة المريض والأدوية التي يتناولها، ويفضل أن تكون تلك الوثائق بلغة بلد المقصد إن أمكن أو باللغة الإنكليزية.
3- الابتعاد عن عوامل الخطورة خلال السفر
كما أوضحنا هناك العديد من عوامل الخطورة التي قد تفاقم من الاضطراب النفسي، وبالتالي يجب تجنبها بقدر الإمكان، حيث يجب الابتعاد عن كل ما يشكل مصدراً للضغوطات أو القلق، والتخطيط الجيد للسفر والتحضير قبله بوقت كاف، وعدم القيام بالكثير من الأنشطة خلال يوم واحد، والحرص على عدم خرق الروتين اليومي بشكل كبير، مع تناول الأدوية في مواعيدها والانتباه لفروق التوقيت، والحرص على إبقاء جسور التواصل مع الأهل والأصدقاء، وأخيراً الحفاظ على الصحة عبر تناول طعام صحي وشرب كميات كافية من الماء، وممارسة التمارين الرياضية، والحصول على قسط كاف من النوم.
4- الحصول على تأمين طبي يتضمن الأمراض النفسية
في حين أن الحصول على تأمين طبي خاص بالسفر لا غنى عنه، إلا أن غالبية تلك التأمينات لا تتضمن الأمراض النفسية، لذا يجب التأكد من الحصول على تأمين طبي يقوم بتغطية نفقات الحالات المتعلقة بالأمراض النفسية، مثل إلغاء السفر نتيجة لعدم استقرار الحالة النفسية، أو توفير العلاج اللازم حال تفاقم المرض النفسي خارج بلد الإقامة، أو حتى الإخلاء الطبي بالرجوع إلى أرض الوطن في حالات الطوارئ المرتبطة بالمرض النفسي.
5- طلب الرعاية النفسية بعد العودة من السفر
في بعض الأحيان قد لا تظهر التأثيرات السلبية للسفر على الصحة النفسية إلا بعد العودة إلى أرض الوطن، الأمر الذي ينبغي الانتباه إليه بشكل خاص، ففي حال ظهور ما يشير إلى تفاقم المرض النفسي بعد العودة، يجب الذهاب فوراً إلى الطبيب أو المعالج النفسي المتابع والحديث معه بشأن الرحلة، وما تم القيام به خلالها من نشاطات والأدوية التي تم تناولها خلال تلك الفترة.. الأمر الذي سيساعد في مجابهة عواقب السفر بالنسبة للمصابين بالأمراض النفسية الخطيرة.
المصادر:
Tips for Traveling Safely When You Have a Serious Mental Illness
Mental Health and Travel
8 Steps to Prepare for Travel Abroad with a Mental Illness