صحــــتك

ماذا تعرف عن الفيروس الجديد المتفشي في الصين؟

قالت لجنة الصحة الوطنية في الصين إن إجمالي عدد الوفيات من فيروس كورونا الجديد في البلاد زاد إلى 259 حالة وفاة حتى وقت متأخر الأربعاء، وإن عدد الإصابات المؤكدة ارتفع إلى 11791 مصابا، بالإضافة إلى آلاف الحالات التي تعاني من أعراض مشابهة، ولكن مازالت قيد الاختبار، كما أعلنت المملكة المتحدة عن ظهور أول حالتين في مدينة نيوكاسيل، كانت ومعظم حالات الوفاة في إقليم هوبي بوسط البلاد والذي يقطنه حوالي 60 مليون نسمة والخاضع حاليا للعزل فعليا. 

وظهر الفيروس في ديسمبر 2019 في سوق للحيوانات البرية الحية في ووهان عاصمة الإقليم، وتم الإبلاغ عن حالات عدوى في 15 بلدا آخر على الأقل مع وجود 104 حالات مؤكدة، لكن لم تحدث أي حالات وفاة خارج الصين.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في مؤتمر عقدته لجنة الطوارئ الصحية بالمنظمة الأسبوع الماضي، أن من السابق لأوانه إعلان الفيروس حالة طوارئ عالمية، مع تأكيدها أنها تتابع الأمر دقيقة بدقيقة. 

وكانت اليابان اليابان قد سجلت أول حالة إصابة لسائق لم يسافر إلى الصين مؤخرا، وعلى ما يبدو أن الإصابة قد حصلت بعدما عمل كسائق لسياح قدموا من مدينة ووهان الصينية التي انطلق منها الوباء، وهي أول حالة تسجل انتقال الفيروس من إنسان لإنسان.
وتتخذ السلطات الصحية حول العالم الإجراءات المشددة لمنع المزيد من انتشار المرض.


* ما هو هذا الفيروس؟ هو نوع جديد من عائلة فيروس كورونا التي تضم عددا كبيرا من الفيروسات. وقد تسبب هذه الفيروسات أمراضا غير مؤذية لدى الإنسان مثل الزكام، لكنها أيضا مصدر لأمراض أكثر خطورة مثل السارس (متلازمة الضائقة التنفسية الحادة).

ويعتقد أن الفيروس، الذي لم يكن معروفا من قبل، ظهر أواخر العام الماضي نتيجة تجارة غير مشروعة في الحيوانات البرية في سوق للحيوانات بمدينة ووهان الصينية. وهذا الفيروس قريب من الوباء الذي تسبب بالسارس عامي 2002 و2003، وأسفر عن 744 حالة وفاة في العالم (بينها 349 في الصين القارية و299 في هونغ كونغ) من أصل 8096 إصابة.

من الناحية الوراثية.. "هناك 80% من أوجه الشبه بين الفيروسين" كما قال البروفيسور أرنو فونتانيه المسؤول عن وحدة علم الأوبئة للأمراض الجديدة في معهد باستور بباريس؛ وكلا الفيروسين يتسببان بالتهابات حادة في الجهاز التنفسي.



* كيف ينتقل الفيروس؟
أطلعت الصين الأوساط العلمية الدولية على التسلسل الجيني للفيروس الجديد، فهو ينتقل بين البشر. وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن حيوانا هو "المصدر الأولي الأكثر ترجيحا" للفيروس، "مع تنقله بشكل محدود بين البشر من خلال الاتصال الوثيق".

ومما يعزز ذلك أن الفيروس اكتشف لأول مرة في ووهان (وسط الصين) لدى مرضى يعملون في سوق لبيع الأسماك وثمار البحر. وأكدت الصين على لسان العالم زهونغ نانشان، العضو الذي يحظى بنفوذ في لجنة الصحة الوطنية، أن الفيروس يتفشى بين البشر.

ودق الفيروس ناقوس الخطر بسبب كم الألغاز المحيط به، ومن السابق لأوانه معرفة مدى خطره ومدى سهولة انتقاله بين البشر بدقة. وليس هناك علاج معروف لهذا الفيروس الذي ينتقل عن طريق التنفس، وتشمل أعراضه ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة التنفس والسعال وتشبه أعراض أمراض الجهاز التنفسي وقد يسبب الالتهاب الرئوي.

وتقول الطبيبة ناتالي ماكديرموت، من جامعة كينغز كوليدج في لندن، إن الفيروس يتفشى عبر قطرات صغيرة جدا تنتشر في الهواء عند العطس أو السعال.


ولتقليل احتمالات العدوى، ينصح بشكل عام بالابتعاد قدر المستطاع عن الأماكن المزدحمة المغلقة، والحرص على التهوية، وتغطية الأنف والفم عند العطس والسعال، وغسل الأيدي جيدا، وعدم مخالطة المرضى الذين يعانون من أعراض تشبه أعراض أدوار البرد والإنفلونزا.

* أيهما أخطر.. كورونا الجديد أم السارس؟
رغم إعلان بعض العلماء أن الفيروس أعراضه أقل خطورة من السارس، خاصة في تأثيره على الرئتين، حيث أعلن العالم زهونغ، الذي ساعد في تقييم حجم تفشي وباء السارس في عام 2003، أنه "يصعب مقارنة هذا الوباء مع السارس"، وأضاف "أنه خفيف ولا تتأثر الرئتان كما يحدث مع السارس".

إلا أن البروفيسور أنطوان فلاهو، مدير معهد الصحة العالمية في جامعة جنيف، صرح بأن "هذا الأمر يثير قلقا أكبر" لأن الأفراد سيتمكنون من السفر قبل كشف العوارض".



* هل يشكل حالة طوارئ صحية عالمية؟
أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس الخميس، أنه من السابق لأوانه "إلى حد ما" إعلان فيروس كورونا الجديد حالة طوارئ عالمية، وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم، أن لجنة الطوارئ في المنظمة والمؤلفة من 16 خبيرا مستقلا كانت منقسمة فيما توصلت إليه، مضيفا في مؤتمر صحافي في مقر المنظمة في جنيف: "من دون أدنى شك، هناك حالة طوارئ في الصين... لكن الأمر لم يشكل بعد حالة طوارئ صحية عالمية. قد يصبح كذلك".

وذكر أدهانوم أن الصين اتخذت إجراءات تعتقد المنظمة أنها مناسبة، وأردف قائلا "نأمل أن تكون فعالة وقصيرة المدة.. المنظمة لا توصي بفرض أي قيود على الحدود أو على السفر والتجارة في الوقت الراهن".

وقال بيتر بيوت، أستاذ الصحة العالمية ومدير كلية لندن للصحة الشخصية والطب الاستوائي، إن التفشي وصل إلى مرحلة حرجة، وقال "بصرف النظر عن القرار بعدم إعلان هذا (المرض) حالة طوارئ صحية عمومية تثير قلقا دوليا، سيكون التعاون الدولي المكثف والمزيد من الموارد أمرا ضروريا لوقف هذا التفشي؛ ستحتاج السلطات الوطنية ومنظمة الصحة العالمية إلى متابعة التطورات عن كثب".


ولم تستخدم منظمة الصحة العالمية إعلان حالة الطوارئ الصحية العالمية إلا في حالات نادرة لتفشي أوبئة تستلزم تحركا قويا عالميا، كإنفلونزا الخنازير (H1N1) في العام 2009 وفيروس زيكا العام 2016 وحمى إيبولا التي ضربت غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016 وجمهورية الكونغو الديمقراطية منذ 2018.

من جهتها، أعلنت بكين أنها تصنف الوباء الجديد في ذات الفئة مع السارس. والعزلة تصبح ضرورية للأشخاص الذين شخصت إصابتهم بالفيروس، كما يمكن تطبيق الحجر الصحي.
آخر تعديل بتاريخ
08 فبراير 2020
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.