إن تحفيز العصب الحائر (Vagus nerve stimulation) هو إجراء يعمل على تحفيز هذا العصب بالنبضات الكهربائية. ويمكن استخدام الإجراء لعلاج الصرع بعد عدم نجاح طرق العلاج الأخرى. كما أنه يستخدم علاجاً للاكتئاب، وقد تمت دراسته لعلاج حالات مرضية مثل التصلب المتعدد والصداع النصفي ومرض ألزهايمر.
اقــرأ أيضاً
ويوجد عصب واحد مبهم على كل جانب من جانبي الجسم، يمتد من جذع الدماغ مرورًا بالرقبة وانتهاءً بالصدر والبطن. وفي إجراء تحفيز العصب الحائر، يتم زرع جهاز جراحيًا تحت الجلد على الصدر. ثم يتم توصيل الجهاز بالعصب الحائر الأيسر عن طريق سلك يتم تمريره تحت الجلد. عند تشغيل الجهاز، يرسل إشارات كهربائية على طول العصب الحائر إلى جذع الدماغ، الذي يرسل بعد ذلك إشارات إلى مناطق معينة في الدماغ.
ويوجد عصب واحد مبهم على كل جانب من جانبي الجسم، يمتد من جذع الدماغ مرورًا بالرقبة وانتهاءً بالصدر والبطن. وفي إجراء تحفيز العصب الحائر، يتم زرع جهاز جراحيًا تحت الجلد على الصدر. ثم يتم توصيل الجهاز بالعصب الحائر الأيسر عن طريق سلك يتم تمريره تحت الجلد. عند تشغيل الجهاز، يرسل إشارات كهربائية على طول العصب الحائر إلى جذع الدماغ، الذي يرسل بعد ذلك إشارات إلى مناطق معينة في الدماغ.
دواعي تحفيز العصب الحائر
لا يستجيب معظم الأشخاص المصابين بالصرع للأدوية المضادة له. وقد يكون تحفيز العصب الحائر أحد الخيارات لتقليل تكرار نوبات الصرع لدى الأشخاص الذين لم تُسعفهم الأدوية. كما يمكن أن يفيد تحفيز العصب الحائر أيضًا في علاج الأشخاص الذين لم يستجيبوا للطرق المعتادة لعلاج الاكتئاب، مثل مضادات الاكتئاب والاستشارات النفسية (العلاج النفسي).متى يكون تحفيز العصب الحائر خياراً جيداً؟
اعتمدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية تحفيز العصب الحائر علاجاً للأشخاص:
- البالغين من العمر 12 عامًا أو أكثر.
- المصابين بصرع بؤري (جزئي).
- الذين يعانون من نوبات صرع لا تتم السيطرة عليها بصورة جيدة بتناول الأدوية.
- الذين يعانون من اكتئاب مزمن يصعب علاجه (الاكتئاب المقاوم للعلاج).
- الذين لم يشعروا بتحسن بعد محاولة تناول أربعة أدوية أو أكثر، أو العلاج بالصدمات الكهربائية (ECT)، أو الجمع بين الطريقتين.
- الذين يجمعون بين مواصلة استخدام طرق العلاج المعتادة للاكتئاب وبين تحفيز العصب الحائر.
مخاطر تحفيز العصب الحائر
يعد تحفيز العصب الحائر إجراءً آمنًا لمعظم الأشخاص. لكن تصاحبه بعض المخاطر، بسبب الجراحة وزرع الجهاز وبسبب تحفيز الدماغ.وتعد المضاعفات المصاحبة لتحفيز العصب الحائر نادرة شأنها شأن المضاعفات المصاحبة لأنواع الجراحات الأخرى. وتتضمن ما يلي:
- الشعور بالألم في موضع القطع (الشق) الذي يجرى لزرع الجهاز.
- العدوى.
- تندب الشق الناجم عن الجراحة.
- صعوبة البلع.
- شلل الأحبال الصوتية الذي عادة ما يكون مؤقتًا، لكن قد يدوم.
وتتضمن بعض الآثار الجانبية والمشكلات الصحية المصاحبة لتحفيز العصب الحائر ما يلي:
- تغيرات في الصوت.
- بحة الصوت.
- ألمًا في الحلق.
- السعال.
- الصداع.
- آلام الصدر.
- مشكلات التنفس، لا سيما أثناء ممارسة الرياضة.
- صعوبة البلع.
- ألمًا في البطن أو غثياناً.
- الشعور بتنميل أو وخز في الجلد.
كيفية التحضير لتحفيز العصب الحائر؟
من المهم جدًا وضع ميزات وعيوب إجراء تحفيز العصب الحائر في الاعتبار قبل اتخاذ قرار العلاج باستخدامه. فتأكد من أنك على دراية بجميع خيارات العلاج الأخرى، وأنك مقتنع أنت وطبيبك كذلك أن العلاج بتحفيز العصب الحائر هو الخيار الأفضل لك. واسأل الطبيب عما يمكنك توقعه أثناء الجراحة وبعد وضع مولد النبضات في مكانه.وقبل الجراحة، سيقوم الطبيب بإجراء فحص جسدي لك. وقد تحتاج إلى إجراء اختبارات الدم أو اختبارات أخرى للتأكد من أنك لا تعاني من مشكلات صحية قد تمنع من الإجراء. وسيبدأ معك الطبيب بوصف مضادات حيوية لتتناولها قبل الجراحة للوقاية من العدوى. وقد يلزمك التوقف عن تناول بعض الأدوية قبل الجراحة، وقد يطلب منك الطبيب الامتناع عن تناول الطعام في الليلة التي تسبق الإجراء. وعند تحديد موعد الجراحة، تأكد من أنك على علم تام بالخطوات التي تحتاج إلى اتخاذها.
أثناء جراحة تحفيز العصب الحائر
يمكن إجراء جراحة زرع جهاز تحفيز العصب الحائر إما في عيادة خارجية، ما يتيح لك العودة إلى المنزل في اليوم نفسه، أو في أحد المستشفيات، وهو ما يتطلب البقاء في المستشفى طوال الليل. وتستغرق الجراحة عادة ساعة إلى ساعتين. وعلى الرغم من أنك قد تظل مستيقظًا أثناء الإجراء، فإنك ستتناول دواءً لتخدير موضع الجراحة (تخدير موضعي) أو قد تكون فاقدًا للوعي أثناء الجراحة (تخدير كلي).إن جراحة زرع الجهاز نفسها لا علاقة لها بالدماغ، فيتم عمل شقين، أحدهما بالصدر والآخر بالجانب الأيسر من الرقبة. ويتم زرع مولد النبضات في الجانب العلوي الأيسر من الصدر. والمقصود من الجهاز أن يكون غرسة دائمة، ولكن قد تتم إزالته عند الحاجة.
ويبلغ حجم مولد النبضات حجم ساعة الإيقاف تقريبًا ويعمل ببطارية. ويتم وصل "سلك توصيل" بمولد النبضات. ثم يتم توجيه سلك التوصيل تحت الجلد بدءًا من الصدر حتى يصل إلى الرقبة، حيث يتصل في هذه النقطة بالعصب الحائر الأيسر عبر شق ثانٍ.
بعد تحفيز العصب الحائر
يتم تشغيل مولد النبضات أثناء إحدى الزيارات في مكتب الطبيب بعد الجراحة ببضعة أسابيع. ثم تمكن برمجته لإرسال النبضات الكهربائية إلى العصب الحائر في فترات مختلفة وبترددات وتيارات مختلفة.وعادة ما يبدأ تحفيز العصب الحائر بمستوى منخفض ثم يزداد تدريجيًا، وذلك حسب الأعراض والآثار الجانبية التي تعاني منها. وتتم برمجة التحفيز على التشغيل وإيقاف التشغيل في دورات محددة. وقد تشعر بتنميل أو ألم طفيف في منطقة الرقبة عند تشغيل تحفيز العصب.
وبعد تشغيل الجهاز، سيعمل ويتوقف عن العمل على فواصل زمنية يحددها الطبيب. وستحصل على جهاز مغناطيسي محمول باليد بحيث تستطيع التحكم في التحفيز بنفسك. ويتيح لك هذا إيقاف تشغيل تحفيز العصب الحائر مؤقتًا، الأمر الذي قد يكون ضروريًا عندما تمارس بعض الأنشطة، مثل التحدث العام أو ممارسة الرياضة، أو عند تناول الطعام حين تعاني من مشكلات بالبلع. كما يمكنك تشغيله حين تشعر بعلامات تحذير من حدوث نوبة صرع.
وتجب زيارة الطبيب دوريًا بانتظام للتأكد من أن مولد النبضات يعمل بشكل صحيح وأنه مستقر في مكانه. ولأغراض السلامة، عادة ما يكون الفحص بالتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) محدودًا، إذا كان قد زرع لك جهاز تحفيز العصب الحائر. وبوجه عام، يمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي على الرأس إذا ما تم استخدام النوع الصحيح من أجهزة التصوير بالرنين المغناطيسي. لكن لا يمكن إجراء التصوير بالرنين المغناطيسي على العمود الفقري وعلى الجسم إلا بعد إزالة جهاز تحفيز العصب الحائر من مكانه.
نتائج تحفيز العصب الحائر
لم يثبت إمكان الشفاء التام من الصرع بالعلاج بتحفيز العصب الحائر. فلم تتوقف نوبات الصرع لدى معظم المصابين به أثناء العلاج بإجراء التحفيز. ولكن الكثيرين قلت لديهم نوبات الصرع بنسبة تراوح بين 30 و50 بالمائة، وقد تخف شدة نوبة الصرع.وقد يستغرق الأمر حوالي سنتين بعد العلاج بتحفيز العصب الحائر حتى يلاحظ المريض قلة عدد نوبات الصرع بدرجة كبيرة. كما قد يساعد تحفيز العصب الحائر أيضًا على تعجيل الإفاقة من نوبة الصرع. وعادة ما يشعر الأشخاص الذين يخضعون لعلاج الصرع بإجراء تحفيز العصب الحائر بتحسن في جودة حياتهم.
ولا تزال نتائج الدراسات متضاربة حول مدى فعالية تحفيز العصب الحائر في علاج الاكتئاب، فقد يستغرق الأمر عدة أشهر من العلاج حتى يشعر المريض بتحسن في أعراض الاكتئاب. بالإضافة إلى ما سبق، لا يلائم تحفيز العصب الحائر كل المرضى، وليس الهدف منه أن يكون بديلاً عن طرق العلاج التقليدية. علاوة على ذلك، لا تدفع شركات التأمين الصحي مقابل هذا الإجراء المُكلف.
كما أن جميع الدراسات التي أجريت على الحالات المرضية الأخرى باستخدام تحفيز العصب الحائر، مثل مرض ألزهايمر والصداع النصفي والتصلب المتعدد، محدودة للغاية، لدرجة يصعب معها الحصول على نتائج قاطعة حول مدى فعالية هذا الإجراء كعلاج لهذه المشكلات. فهناك حاجة لمزيد من الأبحاث بشأن هذا الموضوع.
المصادر:
Vagus Nerve Stimulation (VNS) | Epilepsy Society
Vagus Nerve Stimulation (VNS) - Epilepsy Foundation
Vagus Nerve Stimulation - NCBI