الغدد اللعابية عبارة عن سلسلة من الغدد والقنوات أو الأنابيب التي تحمل اللعاب إلى الفم والرقبة والجيوب الأنفية. واللعاب عبارة عن سائل صافٍ مليء بالإنزيمات التي تكسر الطعام، كما أنه يحتوي على الأجسام المضادة والمواد الأخرى التي تحمي الفم والحلق من العدوى.
ويتكون نظام الغدد اللعابية من نوعين رئيسيين: الغدد اللعابية الرئيسية والغدد اللعابية الثانوية.
وسرطان الغدة اللعابية (Salivary gland tumors)، هو شكل نادر من أشكال السرطان، وقد يبدأ ظهوره في أي غدد لعابية من التي في فمك أو رقبتك أو حلقك. لكن، يحدث غالبًا في الغدة النكافية، التي توجد أمام الأذن مباشرة. ومن علاماته وأعراضه ما يلي:
- نتوء أو تورم على الفك أو بالقرب منه أو في الرقبة أو الفم.
- تنميل في جزء من الوجه.
- ضعف العضلات على أحد جانبي الوجه.
- ألم مستمر في منطقة الغدة اللعابية.
- صعوبة البلع.
- مشكلة عند فتح الفم بشكل واسع.
* أسباب سرطان الغدة اللعابية
غير واضح ما الذي يتسبب في حدوث سرطان الغدة اللعابية، لكن الأطباء يعلمون أن سرطان الغدة اللعابية يحدث عندما تظهر طفرات في بعض الخلايا في الغدة اللعابية في الحمض النووي (DNA)، فتحث الطفرات الخلايا على النمو والانقسام سريعًا. وتواصل الخلايا المتحورة العيش بينما تموت خلايا أخرى. وتشكل الخلايا المتراكمة ورمًا يمكن أن يغزو الأنسجة المجاورة، كما يمكن أن تنفصل الخلايا السرطانية وتنتشر (تنتقل بالتكاثر) إلى مناطق بعيدة داخل الجسم.
ومن العوامل التي قد تزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة اللعابية ما يلي:
- تقدم السن، حيث يكثر انتشاره في كبار السن.
- التعرّض للإشعاع، مثل الإشعاع المستخدم لعلاج سرطانات الرأس والرقبة.
- التعرض إلى مواد معينة في أماكن العمل. ومن المهن التي قد تسبب سرطان الغدة اللعابية تلك المتعلقة بتصنيع المطاط وأعمال السباكة وتعدين الأسبستوس.
* أنواع سرطان الغدة اللعابية
توجد عدة أنواع مختلفة من سرطان الغدة اللعابية، ويصنف الأطباء سرطان الغدة اللعابية وفقًا لنوع الخلايا التي ينطوي عليها الورم. ويستطيع الطبيب من خلال معرفة نوع سرطان الغدة اللعابية الذي تعاني منه أن يحدد أفضل الخيارات العلاجية المناسبة لك.
وفيما يلي أمثلة من أنواع سرطان الغدة اللعابية:
- سرطانة الخلايا العنبية.
- السرطان الغدي.
- السرطانة الغدية الكيسية.
- سرطانة الخلايا الصافية.
- ورم مختلط خبيث.
- سرطانة مخاطية بشروية.
- سرطانة الخلايا المُنتبجة.
- السرطان الغدي مُنْخَفِض الدَّرَجَة مُتَعَدِّدة الأَشْكال.
- سرطانة القناة اللعابية.
- سرطانة الخلايا الحرشفية.
* تشخيص وعلاج سرطان الغدد اللعابية
عند الشك بالإصابة بسرطان الغدد اللعابية سيقوم الطبيب بالتحري عن المرض عن طريق الفحص البدني للفك والرقبة والحلق بحثًا عن نتوءات أو تورم، ثم يتم اللجوء إلى التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) والتصوير المقطعي المحوسب (CT) والتصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET).
وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بجمع عينة نسيج (خزعة) للاختبارات المعملية. وفور الانتهاء من تشخيص السرطان، سيعمل الطبيب على تحديد درجة شدة (مرحلة) السرطان، حيث يمكن من خلال معرفة مرحلة السرطان تحديد الخيارات العلاجية. كما يُتاح للطبيب أخذ فكرة عن توقعات سير المرض لديك. ويتم تحديد مراحل السرطان بحيث تشير المرحلة الأولى إلى ورم موضعي صغير الحجم، بينما تشير المرحلة الرابعة إلى تقدم السرطان وأنه قد انتشر إلى العقد الليمفاوية في الرقبة أو إلى مساحات شاسعة من الجسم.
وبالنسبة للعلاج..
يتوقف علاج سرطان الغدة اللعابية على معرفة نوع السرطان وحجمه ومرحلته، وكذلك على مستوى صحتك العامة وتفضيلاتك فيما يتعلق بالعلاج. وعادة ما يتضمن علاج سرطان الغدة اللعابية إجراء جراحة، مع علاج إشعاعي أو بدونه.1- الجراحة
قد تتضمن جراحة سرطان الغدة اللعابية ما يلي:- استئصال جزء من الغدة اللعابية المصابة، إذا كان السرطان لديك صغير الحجم ويوجد في منطقة يسهل الوصول إليها.
- استئصال الغدة اللعابية بالكامل، إذا كان الورم لديك كبير الحجم، وكذلك إذا امتد السرطان لديك إلى بُنى قريبة مثل الأعصاب الوجهية.
- استئصال الغدد الليمفاوية في الرقبة، إذا ظهر دليل على انتشار السرطان إلى الغدد الليمفاوية في رقبتك.
- الجراحة الترميمية، في حالة استئصال عظم أو جلد أو أعصاب أثناء الجراحة. وأثناء الجراحة الترميمية، يقوم جراح التجميل بعمل إصلاحات تحسّن من قدرتك على المضغ أو البلع أو التحدث أو التنفس بعد الجراحة. وقد تحتاج إلى ترقيع الجلد أو الأنسجة أو الأعصاب من أجزاء أخرى من الجسم لإعادة بناء الأجزاء المفقودة في الفم أو الحلق أو الفك.
وقد تكون جراحة الغدة اللعابية صعبة، نظرًا لوجود العديد من الأعصاب المهمة داخل الغدد اللعابية وحولها. على سبيل المثال، هناك عصب في الوجه يتحكم في حركة الوجه ويمتد عبر الغدة النكافية. وقد يتطلب استئصال الأورام التي تحتوي على أعصاب مهمة إتلاف بعض الأعصاب، مما يتسبب في الإصابة بشلل جزئي بالوجه. ويحرص الجراحون على الحفاظ على هذه الأعصاب حيثما أمكن. وفي بعض الحالات، يمكن إصلاح الأعصاب المقطوعة بأعصاب يتم أخذها من أجزاء أخرى من الجسم.
2- العلاج الإشعاعي
يستخدم العلاج الإشعاعي أشعة طاقة عالية القدرة، مثل الأشعة السينية، للقضاء على الخلايا السرطانية. وهناك نوع جديد من العلاج الإشعاعي يستخدم جسيمات تسمى نيوترونات قد يكون أكثر فعالية في علاج بعض سرطانات الغدة اللعابية. وغالبًا ما يُستخدم العلاج الإشعاعي بعد الجراحة لقتل أي خلايا سرطانية باقية، أما إذا تعذر إجراء الجراحة بسبب كِبر حجم الورم جدًا أو لوجوده في مكان يجعل استئصاله في غاية الخطورة، فقد يُستخدم العلاج الإشعاعي فقط لعلاج سرطان الغدة اللعابية.
3- العلاج الكيميائي
قد يكون العلاج الكيميائي خيارًا لعلاج الأشخاص المصابين بسرطان الغدة اللعابية الذي انتشر إلى مساحات بعيدة في أجسامهم. والعلاج الكيميائي غير مستخدم حاليًا كعلاج قياسي لسرطان الغدة اللعابية، لكن الباحثين يعكفون الآن على دراسة استخدامه.
* المصدر
Salivary Gland Cancer