ووفقًا لمؤسسة الوهن العضلي الوبيل الأميركية، فإن الوهن العضلي الوبيل هو الاضطراب الأساسي الأكثر شيوعًا للانتقال العصبي العضلي. وإنه حالة نادرة نسبيًا تؤثر على ما بين 14 و20 شخصًا من بين كل 100000 شخص في الولايات المتحدة.
* أعراض الوهن العضلي الوبيل
يتمثل العرض الرئيسي لمرض الوهن العضلي الوبيل في ضعف عضلات الهيكل العظمي الإرادية، وهي عضلات تحت سيطرتك. ويحدث فشل انقباض العضلات عادة بسبب عدم قدرتها على الاستجابة للإيعازات العصبية. وبدون النقل الصحيح للإيعازات العصبية، يتم حظر الاتصال بين العصب والعضلات ما يؤدي إلى ضعف في حركة العضلة.
وعادةً ما يزداد الضعف سوءًا مع زيادة النشاط ويتحسن مع الراحة. يمكن أن تشمل أعراض الوهن العضلي الوبيل:
- مشكلة في الكلام.
- مشاكل في صعود الدرج أو رفع الأشياء.
- شلل في الوجه.
- صعوبة التنفس نتيجة ضعف العضلات.
- صعوبة في البلع أو المضغ.
- الإعياء.
- صوت أجش.
- تدلى الجفون.
- رؤية مزدوجة.
لكن، لن تظهر كل الأعراض على الجميع، ويمكن أن تتغير درجة ضعف العضلات من يوم لآخر. وتزداد شدة الأعراض عادةً بمرور الوقت إذا تركت من دون علاج.
* أسباب الوهن العضلي الوبيل
الوهن العضلي الوبيل.. هو اضطراب عصبي عضلي ينتج عادة عن مشكلة في المناعة الذاتية. تحدث اضطرابات المناعة الذاتية عندما يهاجم جهازك المناعي عن طريق الخطأ الأنسجة السليمة. في هذه الحالة، تهاجم الأجسام المضادة، وهي بروتينات تهاجم عادةً المواد الغريبة الضارة في الجسم، الموصل العصبي العضلي. وعندما يتلف الغشاء العصبي العضلي فإن التلف يقلل من تأثير مادة الناقل العصبي أستيل كولين، وهي مادة مهمة للتواصل بين الخلايا العصبية والعضلات. هذا يؤدي إلى ضعف العضلات.
لكن السبب الدقيق لرد فعل المناعة الذاتية هذا غير واضح للعلماء. وفقًا لجمعية الحثل العضلي، فإن إحدى النظريات هي أن بعض البروتينات الفيروسية أو البكتيرية قد تدفع الجسم إلى مهاجمة أستيل كولين. ووفقًا للمعاهد الوطنية للصحة، يحدث الوهن العضلي الوبيل عادةً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 40 عامًا. لكنه يصيب النساء في مرحلة البلوغ، ويكون الرجال أكثر عرضة للتشخيص في سن الستين أو أكبر.
* مضاعفات الوهن العضلي الوبيل
تعد أزمة الوهن العضلي واحدة من أخطر المضاعفات المحتملة للوهن العضلي الوبيل. يتكون هذا من ضعف عضلي مهدد للحياة يمكن أن يشمل مشاكل في التنفس. ويجب طلب الرعاية الطبية الطارئة إذا بدأت تواجه صعوبة في التنفس أو البلع. كما أن الأفراد المصابين بالوهن العضلي الوبيل أكثر عرضة للإصابة بأمراض المناعة الذاتية الأخرى مثل الذئبة والتهاب المفاصل الروماتويدي.
* تشخيص الوهن العضلي الوبيل
سيُجري طبيبك فحصًا بدنيًا كاملًا، بالإضافة إلى أخذ تاريخ مفصل لأعراضك. سيجري أيضًا فحصًا عصبيًا. قد يتكون هذا من:
- التحقق من ردود الأفعال العصبية.
- اختبار قوة العضلات.
- فحص حركات العين بالتناسق مع عضلاتها.
- اختبار الإحساس في مناطق مختلفة من الجسم.
- اختبار الوظائف الحركية، مثل لمس أنفك بإصبعك.
وتشمل الاختبارات الأخرى التي يمكن أن تساعد طبيبك في تشخيص الحالة ما يلي:
- اختبار التحفيز العصبي المتكرر.
- فحص الدم للأجسام المضادة المرتبطة بالوهن العضلي الوبيل.
- اختبار (edrophonium Tensilon): يتم إعطاء عقار يسمى Tensilon عن طريق الوريد، ويُطلب منك إجراء حركات العضلات تحت إشراف الطبيب.
- تصوير الصدر باستخدام الأشعة المقطعية أو التصوير بالرنين المغناطيسي لاستبعاد وجود ورم.
* علاج الوهن العضلي الوبيل
أولا- الأدوية
- مثبطات الكولينستيراز. تعزز أدوية مثل بيريدوستيجمين (ميستينون) الاتصال بين الأعصاب والعضلات. لكن، لا تعالج هذه الأدوية الحالة المرضية الأساسية، وإنما قد تحسّن انقباض العضلات وقوتها. وقد تتضمن الآثار الجانبية المحتملة الاضطراب المعدي المعوي والغثيان وفرط إفراز اللعاب والعرق.- الستيرويدات القشرية. تثبط الستيرويدات القشرية مثل البريدنيزون الجهاز المناعي؛ ما يؤدي إلى تقييد إفراز الأجسام المضادة. وبالرغم من ذلك، قد يؤدي استخدام الستيرويدات القشرية إلى آثار جانبية خطيرة، مثل ترقق العظام وزيادة الوزن والسكري وارتفاع خطورة الإصابة ببعض أنواع العدوى.
- مثبطات المناعة. قد يصف الطبيب أيضًا أدوية أخرى تغيّر وظيفة الجهاز المناعي، مثل الأزاثيوبرين (إميوران) أو مايكوفنوليت الموفيتيل (سِلسِبت) أو السيكلوسبورين (نيورال، وسانديميوني) أو التاكروليموس (بروجراف). ويمكن أن تكون الآثار الجانبية لمثبطات المناعة خطيرة، حيث تتضمن الغثيان والقيء والاضطراب المعوي المعدي وارتفاع خطورة العدوى وتلف الكبد والكلى.
ثانيا- فصادة البلازما
يَستخدم هذا الإجراء عملية ترشيح مماثلة لعملية الغسيل الكلوي. فيُنقل الدم من خلال جهاز يزيل الأجسام المضادة التي تعوق نقل الإشارات من النهايات العصبية إلى مواقع المستقبلات في العضلات. وبالرغم من ذلك، لا تستمر الآثار النافعة أكثر من أسابيع قليلة. وبعد العلاجات المتكررة، قد يصعب على الطبيب الوصول إلى الأوردة. وقد يحتاج الأطباء إلى زراعة أنبوب طويل مرن (قسطرة) داخل الصدر لإجراء العملية.وتتضمن المخاطر الأخرى، التي تصاحب فصادة البلازما، انخفاض ضغط الدم أو النزيف أو مشكلات النظم القلبي أو التشنج العضلي. وقد يُصاب بعض المرضى بتفاعلات حساسية تجاه المحاليل التي يستخدمها الأطباء بديلاً عن البلازما.
ثالثا- الجلوبلين المناعي الوريدي (IVIg)
يزود هذا العلاج جسم المريض بالأجسام المضادة الطبيعية؛ ما يُغيّر استجابة الجهاز المناعي. ويتميز الجلوبلين المناعي الوريدي بانخفاض خطورة الآثار الجانبية المصاحبة له مقارنة بفصادة البلازما وعلاج تثبيط المناعة. وبالرغم من ذلك، فقد يبدأ التأثير بعد نحو أسبوع، ولا تستمر الفائدة عادةً أكثر من ثلاثة إلى ستة أسابيع. وقد تتضمن الآثار الجانبية، التي عادةً ما تكون خفيفة، الرعشة والدوخة والصداع واحتباس السوائل.رابعا- الجراحة
يعاني 15 في المائة تقريبًا من المصابين بالوهن العضلي الوبيل من ورم بالغدة التوتية. وإذا كان المريض مصابًا بورم يسمى الورم التوتي، فسوف يجري الأطباء جراحة لإزالة الغدة التوتية.وإذا لم يكن مصابًا بورم الغدة التوتية، فقد تحسن العملية الجراحية لاستئصالها أعراض الوهن العضلي الوبيل.
* توصيات صحية
- تناول الطعام عندما تكون لدى المريض قوة عضلية جيدة، مع استغراق الوقت الكافي لمضغ الطعام والحصول على فترات فاصلة بين كل قضمة طعام وأخرى. تناول وجبات صغيرة عدة مرات يوميًا يمكن أن يكون إجراءً سهل التطبيق. كذلك، محاولة تناول الأطعمة الطرية في المقام الأول وتجنب الأطعمة التي تتطلب مزيدًا من المضغ، مثل الفواكه أو الخضراوات النيئة.- استخدام احتياطات السلامة في المنزل، مثل تركيب قضبان أو درابزين للإمساك بها في الأماكن التي قد يحتاج المريض فيها للدعم، مثل الأماكن بجوار حوض الاستحمام أو بجوار درجات السلالم. الحفاظ على نظافة الأرضيات وإبعاد أي سجاد غير ثابت عن المنطقة التي يمشي فيها المريض. وأما خارج المنزل، فينبغي الحفاظ على نظافة المسارات والأرصفة والدروب الخاصة نظيفة من أوراق الشجر والجليد وغيرها من الفضلات المحتملة، التي يمكن أن تتسبب في تعثر المريض.
- استخدام الأجهزة والأدوات الكهربائية، وقد يفقد المريض طاقته سريعًا عند مباشرة المهام، فتنبغي محاولة استخدام فرشاة الأسنان الكهربائية وفتَّاحة العلب الكهربائية وغيرها من الأدوات الكهربائية لتنفيذ المهام عندما يمكن ذلك.
- يمكن للمريض التفكير في ارتداء عدسات العين عند إصابته بالرؤية المزدوجة، حيث يمكن أن يساعد ذلك في التخفيف من حدة المشكلة.
- إذا كان لدى المريض عمل روتيني أو تسوق أو مهام ينبغي إجراؤها، ينبغي عليه التخطيط لتنفيذ النشاط ليتزامن مع وقت تمتعه بأقصى قدر من الطاقة. وكذلك، ينبغي التقليل من المشي الإضافي في المنزل عند العمل على إنهاء المشروعات، حيث إن هذا قد يقلل من الطاقة.
- ينبغي على المريض بهذا المرض أن يبحث عن طرق للاسترخاء. وهذا لأن الإجهاد قد يزيد من خطورة الحالة المرضية، وأن يطلب دعم العائلة والأصدقاء عند الحاجة له.
* المصدر
Myasthenia Gravis