البكتيريا المقاومة للمضاد الحيوي.. كابوس الأوبئة

في أربعينيات القرن الماضي ضرب وباء الكوليرا مصر، وتسبب بوفاة 20 ألف حالة، وسبقه وباءان آخران أشد فتكاً، ومنظمة الصحة العالمية تخشى وقوع أوبئة قاتلة، وتعود التخوفات لظهور البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، فما هي المضادات الحيوية؟ وكيف تقاومها البكتيريا؟

ما هو المضاد الحيوي؟

كان البنسلين الذي اكتشفه ألكسندر فلمنغ في بدايات القرن الماضي، أول مضاد حيوي يتم اكتشافه، ثم توالى اكتشاف المضادات الحيوية وتطويرها، حتى بات لدينا العديد من الأنواع، لكن جميعها تشترك في مقدرتها على قتل خلايا البكتريا داخل جسم الإنسان، وفي ذات الوقت لا تسبب أضراراً خطيرة أو مميتة للإنسان عائل المرض. فالأمر صعب لأن المطلوب ليس قتل البكتريا فقط، ولكن المحافظة على العائل كذلك.

لماذا أصبحت البكتيريا مقاومة للمضادات الحيوية؟

يرجع الأمر إلى التطور والتكيف، وهو أمر بيولوجي لا مفر منه، فأي مضاد حيوي يستخدم ضد البكتيريا، ستكوّن البكتيريا ضده مع الوقت ممانعة، وستكتسب مع تطورها البيولوجي مقاومة له، هو أمر حتمي.

لذا فنحن بحاجة لاكتشاف مضادات جديدة بشكل دائم، وتطوير كفاءتنا القتالية ضد البكتيريا.

أين المشكلة إذا؟

المشكلة أن البكتريا تقاوم مضاداتنا ربما بمعدلات أكبر من قدرتنا على مجاراتها وتطوير وسائلنا ضدها.

نحن بحاجة أن نجعل المضادات الحيوية التي نعرفها حتى الآن قادرة على الوقوف في وجه البكتيريا لفترات أطول، بحاجة إلى ترشيد استخدامنا حتى نسمح بإنتاج مضادات حيوية جديدة تعيد لنا تفوقنا في المعركة ضد البكتريا.
خاصة أن لدى البكتريا القدرة على نقل مقاومتها للمضادات الحيوية فيما بينها بشكل قد يعجّل بحسم المعركة لمصلحتها ما لم ننتبه.