تعد صحة الحيوانات المنوية من أهم الأمور التي يجب على كل رجل الاعتناء بها، إذ إن امتلاك حيوانات منوية في حالة صحية جيدة أمر ضروري لإنجاب الأطفال. بالإضافة إلى ذلك، فإن جودة الحيوانات المنوية تلعب دورا في التأثير في صحة المولود المنتظر، فما هي مواصفات الحيوانات المنوية الصحية؟ وكيف يمكن تحسين صحتها؟ هذا ما سنجيب عنه بتلك المقالة.
* مواصفات الحيوانات المنوية الصحية
إن تحديد حالة الحيوانات المنوية وتقييم صحتها يتمان وفقا لثلاثة معايير هي الكم والحركة والشكل.
- العدد
حيث يجب ألا يقل عدد الحيوانات المنوية عن 15 مليونا لكل ملليلتر من السائل المنوي، وبالطبع كلما ارتفع هذا العدد ازدادت فرصة تلقيح البويضة لدى الأنثى.
- الحركة
لا تتحرك كل الحيوانات المنوية بطريقة فعالة، وأحيانا لا يتحرك بعضها على الإطلاق، ويعد هذا أمرا طبيعيا؛ إلا أنه يجب أن تكون 40 % - على الأقل - من الحيوانات المنوية يمكنها الحركة بشكل صحيح، وذلك لتتمكن من أداء وظيفتها في تخصيب البويضة.
- الشكل
إن الحيوان المنوي المثالي يمتلك رأسا دائريا وذيلا طويلا وقويا؛ وكلما ازداد عدد الحيوانات المنوية ذات الشكل المثالي تزداد فرص حدوث الإخصاب.
* نصائح لتحسين صحة الحيوانات المنوية
وفقا لهذا، فإنه يمكن الحصول على حيوانات منوية أكثر صحة عبر زيادة عددها أو تحسين حركتها وشكلها، لذا نورد النصائح الخمس التالية من أجل صحة أفضل للحيوانات المنوية:
1- تناول طعام صحي
إن ما يتم تناوله من طعام يؤثر بشكل كبير في صحة الحيوانات المنوية، حيث إن تناول أطعمة معينة يمكنه التحسين من حالتها الصحية، بينما تؤثر أطعمة أخرى في صحتها بالسلب.
تشير الدراسات إلى أن الاعتماد على تناول اللحوم المصنعة ومنتجات الألبان والحلويات والوجبات الخفيفة والمقرمشات تؤثر سلبا في حركة الحيوانات المنوية، لذا ينصح بالاعتماد على نظام غذائي يعتمد على تناول اللحوم الغير مصنعة والخالية من الدهون مثل الدواجن والأسماك، بالإضافة إلى الخضروات والفاكهة والحبوب الكاملة والمكسرات من أجل حيوانات منوية أكثر صحة.
2- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
يمكن لممارسة بعض التمارين الرياضية البسيطة بشكل منتظم أن يحسن من كمية الحيوانات المنوية وحركتها وشكلها؛ إذ إن المشي قرابة 20 دقيقة يوميا مع ممارسة بعض التمارين الرياضية الخفيفة أمر كاف لتحسين صحة الحيوانات المنوية، بجانب أنه يساعد على تحسين الدافع الجنسي بفعل زيادة تدفق الدم.
على الجانب الآخر، تشير الدراسات إلى أن عدم ممارسة التمارين الرياضية، مع وجود وزن زائد أو الإصابة بالسمنة، يؤثر بشكل سلبي للغاية في صحة الحيوانات المنوية.
3- التقليل من تناول الكافيين
تشير العديد من الدراسات والأبحاث إلى أن الكافيين الموجود بالعديد من المشروبات التي يتم تناولها بشكل يومي قد يسبب ضررا بالحمض النووي للحيوانات المنوية بجانب التقليل من عددها، وبالإضافة إلى هذا فإن تناول ثلاثة أكواب في اليوم من المشروبات التي تحتوي على الكافيين كالقهوة والمشروبات الغازية ومشروبات الطاقة يزيد من خطر حدوث إجهاض، لذا ينصح بالتقليل من تناول تلك المشروبات إلى كوبين كل يوم، والذي يعد مأمونا وفقا لذات الدراسات.
4- استعمال المكملات الغذائية
كما أسلفنا فإن العناصر الغذائية المختلفة يمكنها التأثير في صحة الحيوانات المنوية، خاصة بعض الفيتامينات والمعادن، حيث يقوم فيتامين "ب 12" بحماية الحيوانات المنوية من الالتهاب والإجهاد التأكسدي، كما يزيد فيتامين "ج" من عدد الحيوانات المنوية ويحسن من حركتها، بينما يمكن لفيتامين "د" رفع مستويات هرمون التستوستيرون، كما يحسن "الإنزيم المساعد كيو 10" من جودة السائل المنوي، وفي حال عدم الحصول على تلك الفيتامينات والمعادن بشكل كاف من الطعام، يمكن اللجوء للمكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب بالطبع.
5- تجنب مواد كيميائية معينة
يمكن للعديد من المواد الكيميائية أن تؤثر في صحة الحيوانات المنوية بشكل سلبي؛ حيث قد توجد بعض الكيماويات بالبيئة المحيطة بنا بالهواء أو بمنتجات العناية الشخصية أو بالمنزل أو بيئة العمل، والتي يمكن حال التعرض لها تدهور عدد وحركة وشكل الحيوانات المنوية.
من أمثلة تلك المواد الكيماوية: الرصاص الموجود بالأنابيب وبالطلاء وبالغبار، والستيرين والأسيتون الموجودان بالأطباق البلاستيكية وبلاستيك التغليف، وبخار الزئبق الموجود بالغبار المعدني بالمنشآت الصناعية؛ لذا يجب الحرص على عدم التعرض لتلك الكيماويات من أجل حيوانات منوية صحية.
وأخيرا، يجب دوما استشارة الطبيب قبل إجراء أية تغييرات متعلقة بالنظام الغذائي أو نمط الحياة للتأكد من الوسيلة المثلى للقيام بذلك، كما يجب إجراء التحاليل الطبية المختلفة للوقوف على صحة الحيوانات المنوية وذلك قبل وبعد تلك التغييرات.