20 يناير 2018
جانب مظلم خفي.. وجانب مضيء براق
السلام عليكم، من حوالي سنتين مريت بمشكلة مع صديقة حاولت أن أجعلها تتراجع.. لم تفعل فحاولت فعلياً الانتحار، لطف الله معي من أنقذني، هكذا أنا كلما أتعرض لموقف فيه إهانة أو تجاهل وأعتقد أن وجودي مزعج لمن حولي أقوم بإيذاء نفسي، وأغلب الأحيان أغضب على أتفه الأمور، ولقد تعرضت لتحرش وأنا طفلة من شخص يثق فيه الأهل، أنا متفوقة علميا وأعمل في وظيفة مرموقة، وظاهريا متدينة، وهذا الجانب المظلم من شخصيتي لا أحد يعلم به، حاولت مساعدة نفسي، لكن لا أستطيع، أنا أشعر بالراحة عند تناول الأدوية أو أي شيء أؤذي به نفسي، كنت قد زرت طبيباً من حوالي سنتين وأخبرني أنه لدي نوع من اضطرابات الشخصية، لكن لم أكمل الجلسات أو العلاج كيف أقدر أن أساعد نفسي
هل تريدين فعلاً أن تساعدي نفسك؟ أم سوف تلقين لنا برسالتك؛ لتقيمي ما سنقول كما فعلت مع طبيبك الذي أخبرك بحقيقة ما تعانينه ثم أهملت كلامه؟
على أية حال أنا أثق في عقلك، واراهن عليه؛ فهو الذي جعلك مميزة متفوقة؛ وهو نفسه الذي سيجعلك تستبصرين بما أسميتِه بالجانب المظلم فيك - رغم عدم موافقتي على هذه التسمية، وحتى تتضح الصورة لك أكثر، أود أن أقول لك إنه في المجال النفسي هناك مساحات كبيرة عامة يندرج من تحتها تفاصيل متنوعة منها مثلا:
- مساحة المرض النفسي أو العصاب (Neurosis)؛ والذي يسبب معاناة للشخص بسبب الظروف الحياتية التي تعرض لها، أو الخبرات التي مر بها، أو الصدمات الضخمة التي مرت عليه، ويكون الأساس هو الحساسية النفسية للشخص وقابليته للتأثر بهذه الأحداث، والمهم أن هذه الاضطرابات تتحسن بالعلاج النفسي بالأساس، ويمكن أن تضاف بعض الأدوية للتعامل مع بعض الأعراض كالاكتئاب أو التقلبات المزاجية.
- وهناك مساحة المرض العقلي أو الذهان؛ وتكون فيه معاناة الشخص؛ بسبب عضوي ولد به سبب له خللا في توصيلات عصبية أو تشوه ما، أو بسبب خبطة شديدة مثلا في الرأس، وهكذا، وهنا يتحسن الشخص، أو يتوقف على الأقل تدهوره بالعلاج الدوائي بالأساس، ويمكن أن تساعد الجلسات النفسية.
- وهناك ما حدثك عنه طبيبك، وهو ما يعرف باضطرابات الشخصية، وتتسم بأنماط سلوكية وانفعالية ومعرفية مختلة، وهذه الأنماط تتمازج جدا بشخصية الشخص منذ كان صغيرا في طفولته المبكرة؛ ولأن من حوله لا يملكون عينا متخصصة؛ ففي الغالب لا يقفون كثيرا أمام ما يبدو منه من تصرفات، أو انفعالات غير مبررة، ويظل هذا التعشيق بين الشخصية، وتلك السلوكيات في الشخص متلاحما، وكلما كبر في العمر؛ كلما ظهر بوضوح أكثر الاضطراب؛ فتزداد معاناة من حوله معه، وفي بعض الاضطرابات تزداد معاناته الشخصية، ووجد أن هناك جزءا وراثيا في غالب تلك الاضطرابات حتى ممن هم أبعد من الأم والأب.
وهنا حتى يتغير ويتحسن الشخص يحتاج:
- أولا وقبل أي شيء، أن يرى، ويعترف بأن لديه مشكلة تحتاج لتدخل متخصص، وأرى أن تلك الخطوة هي أهم وأصعب خطوة؛ لأن الشخص هنا لا يقتنع بوجود شيء غير طبيعي؛ فهو هكذا طوال عمره أصلا؛ كبر وعرف نفسه هكذا؛ فكل من حوله إذن مجرد أغبياء، أو متآمرون عليه أو يكرهونه؛ مما يجعله يرفض أصلا فكرة العلاج.
- ثم تأتي الخطوة الثانية، وهي العلاج نفسه، وهنا العلاج لن يكون بالأساس بالدواء، ولا علاجا نفسيا تماما؛ بقدر ما هو علاج "معرفي سلوكي"، والحقيقة أنه سيحتاج وقتا وجهدا، وكلما بدأ الشخص في رحلة تغييره مبكرا؛ كلما كان العلاج أسرع وأسهل وأقل جهدا ووقتا، وما تحدثت عنه في سطورك القليلة مع ما قاله لك الطبيب يؤكد وجود اضطراب في شخصيتك، ولكنك مازلت صغيره، ولديك فرص تحسن أعلى؛ فلا تهدريها، وهذا الاضطراب يتم تحقيق علاج فيه بقدر كبير جدا أنت تستحقينه يا ابنتي؛ فأنت تعانين في علاقاتك خصوصا القريبة، ولا تجدين راحة نفسية إلا في أوقات قليلة، وتعرضين نفسك للخطر في أوقات كثيرة، والحقيقة أنك تستحقين أن تنالي راحة نفسية حقيقية بطرق طبيعية بعيدا عن الإبر والأمواس ورؤية الدم، تستحقين علاقات تنعم بقدر من الاستقرار تشعرين فيها بالأمان؛ لذا انصحك بالتواصل مع طبيب متخصص في"العلاج الجدلي السلوكي"؛ حيث ثبت أنه أفضل علاج حتى اللحظة للمصابين بالاضطرابات المزاجية ومن يعانون من سلوكيات ايذاء النفس والسلوكيات الانتحارية، وهذا العلاج يحقق نتائج جيدة جدا، ويتم في صورة جلسات فردية، وجلسات علاج جماعي.
ابنتي احترمي عقلك، واحترمي العلم، وخذي تلك الخطوة الفارقة في حياتك لأنك تستحقينها.. ودمت بخير.
اقرئي أيضاً:
شهر التوعية باضطراب الشخصية الحدية.. لماذا؟ (ملف)
اضطراب الشخصية الحدية .. نظرة من الواقع العربي
العلاج الجدلي السلوكي.. لملم أجزاء نفسك
"س" الابنة الغريبة المتفوقة.. هل هي متمردة؟
اضطرابات الشخصية.. أشكال وألوان (ملف)
- مساحة المرض النفسي أو العصاب (Neurosis)؛ والذي يسبب معاناة للشخص بسبب الظروف الحياتية التي تعرض لها، أو الخبرات التي مر بها، أو الصدمات الضخمة التي مرت عليه، ويكون الأساس هو الحساسية النفسية للشخص وقابليته للتأثر بهذه الأحداث، والمهم أن هذه الاضطرابات تتحسن بالعلاج النفسي بالأساس، ويمكن أن تضاف بعض الأدوية للتعامل مع بعض الأعراض كالاكتئاب أو التقلبات المزاجية.
- وهناك مساحة المرض العقلي أو الذهان؛ وتكون فيه معاناة الشخص؛ بسبب عضوي ولد به سبب له خللا في توصيلات عصبية أو تشوه ما، أو بسبب خبطة شديدة مثلا في الرأس، وهكذا، وهنا يتحسن الشخص، أو يتوقف على الأقل تدهوره بالعلاج الدوائي بالأساس، ويمكن أن تساعد الجلسات النفسية.
- وهناك ما حدثك عنه طبيبك، وهو ما يعرف باضطرابات الشخصية، وتتسم بأنماط سلوكية وانفعالية ومعرفية مختلة، وهذه الأنماط تتمازج جدا بشخصية الشخص منذ كان صغيرا في طفولته المبكرة؛ ولأن من حوله لا يملكون عينا متخصصة؛ ففي الغالب لا يقفون كثيرا أمام ما يبدو منه من تصرفات، أو انفعالات غير مبررة، ويظل هذا التعشيق بين الشخصية، وتلك السلوكيات في الشخص متلاحما، وكلما كبر في العمر؛ كلما ظهر بوضوح أكثر الاضطراب؛ فتزداد معاناة من حوله معه، وفي بعض الاضطرابات تزداد معاناته الشخصية، ووجد أن هناك جزءا وراثيا في غالب تلك الاضطرابات حتى ممن هم أبعد من الأم والأب.
وهنا حتى يتغير ويتحسن الشخص يحتاج:
- أولا وقبل أي شيء، أن يرى، ويعترف بأن لديه مشكلة تحتاج لتدخل متخصص، وأرى أن تلك الخطوة هي أهم وأصعب خطوة؛ لأن الشخص هنا لا يقتنع بوجود شيء غير طبيعي؛ فهو هكذا طوال عمره أصلا؛ كبر وعرف نفسه هكذا؛ فكل من حوله إذن مجرد أغبياء، أو متآمرون عليه أو يكرهونه؛ مما يجعله يرفض أصلا فكرة العلاج.
- ثم تأتي الخطوة الثانية، وهي العلاج نفسه، وهنا العلاج لن يكون بالأساس بالدواء، ولا علاجا نفسيا تماما؛ بقدر ما هو علاج "معرفي سلوكي"، والحقيقة أنه سيحتاج وقتا وجهدا، وكلما بدأ الشخص في رحلة تغييره مبكرا؛ كلما كان العلاج أسرع وأسهل وأقل جهدا ووقتا، وما تحدثت عنه في سطورك القليلة مع ما قاله لك الطبيب يؤكد وجود اضطراب في شخصيتك، ولكنك مازلت صغيره، ولديك فرص تحسن أعلى؛ فلا تهدريها، وهذا الاضطراب يتم تحقيق علاج فيه بقدر كبير جدا أنت تستحقينه يا ابنتي؛ فأنت تعانين في علاقاتك خصوصا القريبة، ولا تجدين راحة نفسية إلا في أوقات قليلة، وتعرضين نفسك للخطر في أوقات كثيرة، والحقيقة أنك تستحقين أن تنالي راحة نفسية حقيقية بطرق طبيعية بعيدا عن الإبر والأمواس ورؤية الدم، تستحقين علاقات تنعم بقدر من الاستقرار تشعرين فيها بالأمان؛ لذا انصحك بالتواصل مع طبيب متخصص في"العلاج الجدلي السلوكي"؛ حيث ثبت أنه أفضل علاج حتى اللحظة للمصابين بالاضطرابات المزاجية ومن يعانون من سلوكيات ايذاء النفس والسلوكيات الانتحارية، وهذا العلاج يحقق نتائج جيدة جدا، ويتم في صورة جلسات فردية، وجلسات علاج جماعي.
ابنتي احترمي عقلك، واحترمي العلم، وخذي تلك الخطوة الفارقة في حياتك لأنك تستحقينها.. ودمت بخير.
اقرئي أيضاً:
شهر التوعية باضطراب الشخصية الحدية.. لماذا؟ (ملف)
اضطراب الشخصية الحدية .. نظرة من الواقع العربي
العلاج الجدلي السلوكي.. لملم أجزاء نفسك
"س" الابنة الغريبة المتفوقة.. هل هي متمردة؟
اضطرابات الشخصية.. أشكال وألوان (ملف)