صحــــتك
21 سبتمبر 2018

اضطراب الشخصية الحدية.. نصائح للتعامل

من فضلكم صديقتي عانت كثيرا من علاقتها بأمها خلال حياتها، عمرها الآن 28 عام، وتعاني من خوف الهجر في علاقاتها الانسانية عموما والعاطفية خصوصا، وتحاول أن تتعالج نفسيا وتم تشخيص حالتها باضطراب الشخصية الحدية، ولكن علاجها سيتأخر بحسب نظام الدور للعلاج النفسي في ألمانيا، ونحن نتواصل بشكل مستمر، وأريد مساعدتها فهل من نصائح وإرشادات يمكن أن تساعد؟ وهل علي أن أكون صادق وصريح فيم أقوله أم عليَ أن أسايرها ريثما تبدأ علاجها؟
اضطراب الشخصية الحدية.. نصائح للتعامل
الأخ الكريم زياد؛
ألف سلامة على صديقتك.. نتمنى أن تبدأ علاجها قريبا، وأن تجد فيه شفاء وسلاما داخليا.
دورك يتلخص في أن تكون موجودا معها قدر استطاعتك، وبدون أن تضغط على نفسك، وأن تقدم لها أهم ما تحتاجه، وهو الأمان في العلاقة والقبول غير المشروط، وأعني بالقبول غير المشروط هو أن تقبلها هي كما هي.. بكل ما فيها من مشكلات.. أن تستمع لها عندما تكون قادرا على الاستمتاع. جزء مهم جدا من قبول الشخص المصاب باضطراب الشخصية الحدية هو أن تقبل اضطراب مشاعرها التي تبدو في كثير من الأحيان غير مبررة وألا تنكر عليها مشاعرها.. فإذا تعرضت مثلا لحادث أو موقف بسيط ورغم بساطة الحادث إلا أنها شعرت بتعاسة وحزن شديد أو غضب أو توتر.. من المهم في هذه الأحوال ألا تنظر بمنظورك وأن تنظر بمنظورها هي وألا تنكر عليها مشاعرها.. حتى إذا كنت لا تشعر بنفس مشاعرها.


أما بالنسبة للأفكار فقد يكون مفيدا في لحظات الانفعال أن تناقشها بالعقل والمنطق، فالنقاش العقلي المنطقي لا يجدي في ظل داخلها النفسي الذي يموج بالمشاعر المختلفة.. وقد يفيدك أن تنظر للاحتياج الذي وراءه، وألا تحاول أن تبرر أو تقنع أو تدافع عن نفسك مثلا أو عن الآخرين.



وسأضرب لك مثلا قد تتعرض له.. قد تكون أنت في عملك، وقد تطلبك فلا تستطيع الرد عليها.. في هذه اللحظات ستثور وتغضب وقد تبدأ في الهجوم عليك.. في هذا الموقف اتخاذك لموقف المدافع عن نفسه لن يجدي نفعا، ولو حاولت التبرير بأنك كنت في عملك فإن كلامك لن يجد صدى عندها لأن اضطراب المشاعر يعيق قدرتها على تفهم هذه المبررات في هذه اللحظات، والحقيقة أنها فعلا تتألم.. تتألم لأنها تحتاج الأمان.. ولا تستطيع تحمل غيابك أو فكرة فقدك.. ومن غير المنطقي أن تكون موجودا 24/7.. ولكن ما يمكنك فعله هو أن تتفهم احتياجها ولا تنكر عليها مشاعرها.. وفي المثال الذي ذكرته لك يمكنك أن تبدأ حديثك بأنك تقدر ألمها، ولا تنكر عليها هذا الألم.. ثم تطمئنها أنك لن تتركها.. وتتفقا على طريقة تجعلها مستعدة لغيابك.. كأن تخبرها مثلا قبل انشغالك في أمر يجعلك غير قادر أن ترد عليها.



هنا يا صديقي أنت تضح حدودا واضحة ومحددة للعلاقة فيما بينكم.. فأنت موجود صديق وداعم.. ولكنك إنسان له طاقة وله حدود.. وأنك لن تكون متوافرا لأجلها بكليتك طوال الوقت.

الأخ الكريم ندعو الله أن تبدأ صديقتك العلاج قريبا، وأن تتحسن حالتها.
آخر تعديل بتاريخ
21 سبتمبر 2018
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.