أعراض متعددة والتشخيص وسواس قهري
عزيزتي لما؛
أقدر تماما معاناتك مع مرض الوسواس القهري، فهو من الأمراض النفسية المرهقة نفسياً للمصاب والمحيطين به أيضاً، وغالباً ما يتغير شكل الأفكار والأفعال مع الأيام، والأعراض التي ذكرتها تندرج إما تحت بند الوسواس كتلك الأفكار الكثيرة حول إيذاء نفسك أو إيذاء الآخرين أو السلوك القهري مثل نتف الشعر أو تكرار الوضوء.
لم يتمكن العلماء من التوصل بشكل قاطع إلى سبب هذه الحالة، إلا أنه يعتقد أنها استعداد جيني تساهم العوامل المحيطة في ظهوره والاستمرار به، كما يرجع بعض العلماء هذا الاضطراب إلى اختلال في بعض المواد الكيميائية في الدماغ كمادة الدوبامين والسيروتونين.
* الأفكار الوسواسية
هى مجموعة من الأفكار والصور المتواصلة والمتسلطة والمستمرة التي تتطفل على عقل المريض وتراوده وتلازمه مع عجزه عن دفعها أو طردها أو التخلص منها، ويعانى المريض كثيراً منها لغرابتها وعدم فائدتها وتسببها في كثير من القلق والإزعاج.
* الأفعال القهرية
هي أعمال عقلية واعية وسلوكيات متكررة جبرية استجابة لأفكار وسواسية لتخفف أو تمنع القلق والإزعاج الناتج عن تلك الأفكار، ولا يستطيع المريض مقاومتها، وهي تستحوذ عليه لفترة طويلة، وهو غير راضٍ عنها ولا يحبها، خاصة وهو لا يشعر بثمرة وراء تكرارها، لكنه مقهور على استمرار عملها والقيام بها.
بعضهم يقوم بنتف الشعر وهو واعٍ لما يفعل تماماً، إلا أن البعض الآخر لا يكون واعياً أثناء ما يقوم به، وقد يختبر المصاب الحالتين معاً فيقوم بنتف الشعر واعياً حين يكون محبطاً أو مصاباً باكتئاب، ويقوم المريض بفعل ذلك غير واعٍ حين يكون مصاباً بالملل ولا يجد شيئاً لفعله.
يظهر من سؤالك وجود ضغوط بشكل ما في حياتك تسبب حالة الغضب التي ذكرتيها، والتي بعدها تزداد حدة هذه السلوكيات القهرية وتزداد الأفكار شراسة، وهنا يكمن الحل في المضي قدما في أكثر من طريق:
1. العلاج الجذري من خلال حل المشكلات المحيطة أو على الأقل إيجاد طريقة مناسبة للتعامل مع هذه الضغوط؛ لأن هذه المشكلات بمثابة الوقود الذي يغذي هذه الأفكار والسلوكيات.
2. العلاج المعرفي السلوكي أو غيره من طرق العلاج التي تمكنك من التعامل مع هذه الأفكار وهذه السلوكيات، والمعالج النفسي قد يعلمك عدة طرق تساعد، منها التعرض ومنع الاستجابة، ومن خلال التعرض للمثير مثل الوضوء وعدم الاستجابة بالتكرار، وكذلك يعلمك بعض مهارات الاسترخاء التي تساعدك في التحكم والسيطرة في القلق المصاحب لهذا المنع.
3. العلاج الدوائي باستخدام مجموعة مضادات الاكتئاب، التي أثبتت فاعلية في علاج الوسواس القهري، وهو قد يستخدم منفردا، أو مع العلاج المعرفي السلوكي، والجمع هو الأفضل في الحالات المزمنة ويقوم بكتابته الطبيب النفسي.