علاقات تستنزفنا وتطفئ روحنا.. احذروها
أشكرك على سؤالك الهام جداً..
كلمة (اتطفيت أوي) وحدها سبب كاف جداً بالنسبة لي لأن أقول لك بكل ثقة: لا يجب أن تستمر هذه العلاقة بهذا الشكل بأي حال من الأحوال. نحن نحب ونصادق ونتزوج وننجب يا صديقتي كي نشعر بالرضا والسعادة فى حياتنا.. كي نحب أنفسنا ونحب غيرنا بشكل صحي.. كي نقبل على الحياة ونستمتع بها.. كي ننعم بما حبانا الله من نعم، في وجود من نحب.. لا أن نتعذب ونعاني وننطفئ..
الشخص الذي تصفينه يا (آية) مريض نفسياً، فهو يؤذيك ويؤذي نفسه من خلال علاقتك به.. ويتلاعب بقلبك وبمشاعرك من خلال إشعارك بالذنب بشكل متكرر، بمعنى أن القرب منه يكون مؤذيا ومهلكا نفسياً ومعنوياً وعاطفياً بالنسبة إليك، وحينما تختارين وتقررين البعد عنه، يتعب وينهار ويتوسل حتى تتراجعي عن قرارك تحت ضغط شعورك بالذنب.. ويتكرر ذلك المرة وراء الأخرى حتى تُستهلك كل طاقتك، وينطفئ نورك كما وصفت.
هذا الشخص يا صديقتي يلعب معك دور (الضحية)، ويخرج من داخلك دور (المنقذ)، وهو دور صعب ومستنزف للطاقة، ولا نهاية له سوى أن يظل هو صغيراً اعتمادياً غير متحمل لأي مسؤولية.. وأن تتحولي أنت إلى (أم) تقوم بإرضاعه نفسياً طوال الوقت..
عزيزتي..
أنت منذ سنتين ونصف في هذا الوضع.. الذي لا أنصحك بأن يستمر يوماً واحداً آخر بهذا الشكل..
أمامك خياران يا (آية)..
الأول هو أن تنصحيه بأن يتوجه إلى طبيب أو معالج نفسي موثوق يقوم بتشخيصه وعلاجه، وتتحرري أنت من هذه العلاقة برمتها، وتبدأي حياتك من جديد، بعد فترة هدنة كافية لقلبك وعقلك.
والثاني هو أيضاً أن تنصحيه بأن يتوجه إلى طبيب أو معالج نفسي موثوق يقوم بتشخيصه وعلاجه، وتتابعيه حتى يتم علاجه ويشفى من هذا النمط العلاقاتي المريض، وأن تسمعي ذلك من معالجه شخصياً، ثم تكملي حياتك معه بشكل مختلف عما سبق، واضعة فى ذهنك مخاطر عودته إلى ما كان عليه في أي وقت من الأوقات..
استفتي الآن قلبك.. وتوكلي على الله..
دعواتي معك..
اقرأي أيضا:
العلاقات المسيئة .. والعنف ضد المرأة
العنف المنزلي والقولون العصبي.. قاتلان لنفس واحدة
استشارات ذات صلة:
هل ألعب دور المنقذ؟
الاحتياجات غير المشبعة وإدمان العلاقات المسيئة
يسيء إليّ وأعود إليه.. وتتكرر الإساءة