التغذية الملائمة لمريض القولون العصبي

لست وحدك من يعاني من القولون العصبي بل يجدر بنا أن نسأل من منا لا يعاني منه؟
لأبسط لك الأمر، فإن القولون مثل أي عضو من أعضاء الجسم يتأثر بالحالة النفسية فينبسط أحياناً ويتوتر أخرى، وتختلف الأعراض من قرقرة بالبطن وعدم ارتياح إلى إسهال أو إمساك بسيط إلى الألم الشديد والانتفاخ المستمر والإسهال أو الإمساك الشديدين.

فى حالة الأعراض البسيطة تكفي الطرق الطبيعية، ولتتعايش مع المرض وتحاول أن تتجاهله، أما إذا كانت الأعراض شديدة فقد يكون لبعض الأدوية أثر مهدئ للقولون ولكن تحت إشراف الطبيب.

أدوية القولون إما لمعالجة الأعراض، وإما لتخفيف الأمراض الجسدية التى مصدرها القلق النفسي (psychosomatic).
والقولون العصبي أو متلازمة الأمعاء المضطربة (Irritable bowel syndrome IBS) هو خلل وظيفي وليس مرضاً عضوياً، أي أن القولون مع أنه سليم عضوياً لكنه لا يؤدي وظيفته على الوجه الأمثل، فبدلاً من أن يقوم بهضم وامتصاص مختلف الأطعمة بلا مشاكل أصبح يصيبه بعض التغيرات مثل:
• التوتر وعدم التناغم بين أجزائه مع بعض الأطعمة فتشعر بالألم.
• وقد تقل قدرته على الامتصاص فتصاب بالإسهال.
• أو تضعف حركته فتصاب بالإمساك.
• أو تكثر به عملية تخمر بعض الأطعمة فتشعر بالغازات.

التغير الفسيولوجي الذي حدث هو:
• فرط التحسس لبعض الأطعمة.
• اضطراب حركة وامتصاص القولون.
• اضطراب المحور الدماغي المعوي (brain-gut axis) حيث أن العلاقة بين الأمعاء والدماغ دقيقة، واضطراب معدلات بعض النواقل العصبية مثل مادة سيروتونين (Serotonin) - تؤدي في كثير من مرضى القولون العصبي للاكتئاب والقلق الذي يزيد من تدهور في وظيفة القولون نفسه.

الأسباب الحقيقية ما زالت غير معروفة، إلا أن العوامل الآتية قد تكون السبب:
• للوراثة أثر كبير كوننا نجده يكثر في بعض العائلات عن غيرها.
• الإصابة بفيروس وحتى بعد اختفاء الفيروس يبقى أثره على الأمعاء.
• نمو بعض الميكروبات فى الأمعاء الدقيقة (Small Intestine Bacterial Overgrowth - SIBO)، والتي تؤثر لاحقاً على الأمعاء الغليظة.
• التوتر والضغط النفسي قد يزيد الأعراض.
• الحساسية لبعض الأطعمة.

ومع كون هذه الأعراض متعبة ومرهقة، إلا أن الخبر الجيد أنه مرض غير خطير، ولا يتحول إلى أمراض أخرى شديدة في الغالبية العظمى.

* ما المغذيات التي أهاجت القولون فجعلته عصبياً؟
بعض المغذيات قد تسبب الهياج للقولون أكثر من غيرها وما يسبب الهياج لشخص قد يكون طبيعياً لشخص آخر مثل:
• النّظام الغذائي غير المتوازن عامة.
• الفركتوز الموجود في العصائر والفاكهة.
• اللاكتوز الموجود في اللبن ومشتقاته.
• الجالاكتانز في الفول والحمص واللوبيا.
• القمح ومشتقاته.
• الأطعمة السريعة - والأطعمة الدهنية وقلي الطعام والتوابل.
• الثوم والبصل غير المطبوخ.
• المشروبات الغازية.
• القهوة والشاي.
• الشيكولاتة.
• بعض أنواع الخضار (الكرنب، الملفوف، الملوخية، الباذنجان).
• أكل الطماطم بقشرها (جربها بدون القشر).
• قد يسبّب الاستخدام الطّويل لأدوية الإسهال أو الإمساك، أو المضّادات الحيويّة، ومانعات الحموضة، والمُسكّنات إلى عدم كفاءة الأمعاء.

وفى النهاية أنصحك بالآتي:
1-عمل مفكرة بالأطعمة المختلفة تذكر فيها هل الطعام أتعبك أم لا، والكمية التي تتعبك مثال:
- الفول المدمس
3 ملاعق لم تتعبني- 5 ملاعق أتعبتني، إذاً يمكنك تناول 3 ملاعق بأمان.
الفول بالقشرة أتعبني وبدونها لم يتعبني،
الفول بالسمن أتعبني وبالزيت لم يتعبني....وهكذا.
2- تناول الغذاء الصحي في وجبات صغيرة وابتعد عن الأطعمة السريعة والدسمة والمشروبات الغازية.
3- العسل والزبادي قد يريح القولون والتفاح والألياف الغذائية في الخضروات الورقية تحسن حركة الأمعاء وتمنع الإمساك.
4- منقوع بعض المشروبات مثل الكراوية والينسون والبابونج والكمون والجنزبيل والشمر والنعناع مريحة للقولون مع العسل.
تناول منقوع كل عشبة منفردة لمدة يومين أو ثلاثة وسجل النتائج في مفكرة غذائية لتتعرف على أكثرها تهدئة لقولونك.
5- القرع مغذٍ ومليّن.
6- زيت السّمسم والزيتون.
7-الهيليون: يساعد على طرد الغازات.
8- الزّعتر: إمّا مشروباً أو يمضغ ورقه أو مطحوناً مع الزيت.
9- الحبهان يطحن مع العسل، وتؤخذ منه ملعقة بعد الأكل.
10-الاسترخاء اليومي والتعامل بهدوء مع مثيرات القلق.
11- الرياضة اليومية تهدىء الأعصاب وتسهل الإخراج وتساعد أجهزة الجسم على أداء وظائفها بكفاءة.
أرجو أن تطلعنا على النتائج وأتمنى لك كامل الصحة.