اضطراب الوسواس القهري (OCD - obsessive compulsive disorder) هو مرض يتسم بوجود أفكار ووساوس قهرية، والتي قد تدفع الشخص لتكرار سلوكيات قهرية، وفي العادة يقوم المصاب بمحاولة إيقاف هذه الأفكار، ولكنَّ ذلك لا يجلب سوى زيادة القلق والاضطراب، وسنتعرف في هذا المقال على ماهية هذا الاضطراب وأعراضه وأسبابه، وكيفية تشخيصه وعلاجه.
* أعراض الوسواس القهري
- إما وساوس (أفكار) وسلوكيات قهرية.
- الوساوس (الأفكار) القهرية فقط.
- السلوكيات القهرية فقط.
- ظهور حركات أو أصوات متقطعة وقصيرة وفجائية (لزمات لا إرادية - tics).
أولاً: الوساوس (الأفكار القهرية)
غالبًا ما تدور الوساوس (الأفكار القهرية) حول موضوعات معينة، مثل:- الخوف من التلوث أو القذارة.
- الاحتفاظ بالأشياء مرتبة ومنظمة.
- أفكار غير مرغوب فيها، سواء متعلقة بالعنف أو الموضوعات الجنسية أو الدينية.
- أفكار مرعبة أو عنيفة عن إيذاء النفس أو الآخرين.
وتتضمن الأمثلة على علامات وأعراض الوساوس ما يلي:
- الخوف من تلوث الأيدي من جراء المصافحة باليد أو لمس الأشياء التي لمسها الغير.
- الشك في ما إذا كنت قد أغلقت الباب أو أطفأت الموقد.
- صور ذهنية عن إيذاء نفسك أو شخص آخر.
- الشعور بضيق شديد من رؤية أشياء غير مرتبة.
- أفكار عن الصراخ بألفاظ بذيئة أو التصرف بطريقة غير لائقة.
- تجنب المواقف التي يمكنها تحفيز الوساوس، مثل المصافحة بالأيدي.
ثانياً: السلوكيات القهرية
السلوكيات القهرية المصاحبة لاضطراب الوسواس القهري هي تصرفات مكررة يشعر الشخص بأنه مضطر للقيام بها، لمنع القلق المرتبط بالوساوس، ومع ذلك، فالانخراط في السلوكيات القهرية لا يجلب أي سعادة، وربما لا يوفر سوى راحة مؤقتة.والمعتاد أن تدور السلوكيات القهرية حول موضوعات معينة مثل:
- الغسل والتنظيف.
- العدّ.
- الفحص.
- طلب التطمينات.
- اتباع روتين صارم.
- التنظيم والترتيب.
وتتضمن الأمثلة على علامات وأعراض السلوكيات القهرية ما يلي:
- غسل اليدين بصورة مكثفة.
- تكرار فحص الأبواب للتأكد من إغلاقها.
- تكرار فحص الموقد للتأكد من إطفائه.
- العدّ بأنماط معينة.
- تكرار كلمات معينة أو عبارات معينة.
- الحرص على ترتيب الأشياء بأنماط معينة بدون أي منطق.
* أسباب الوسواس القهري
لا يزال سبب الإصابة باضطراب الوسواس القهري غير واضح بالكامل، ومن النظريات الرئيسية التي تفسره ما يلي:- تغيرات في وظائف المخ أو الكيمياء الطبيعية للجسد.
- يعتقد أن العوامل البيئية لها دور في تحفيز ظهور اضطراب الوسواس القهري، لكن الأمر يحتاج لمزيد من الدراسة.
* عوامل تزيد من احتمالية حدوث الوسواس القهري
- التاريخ المرضي للعائلة.
- الأحداث الحياتية المليئة بالضغط النفسي.
* مضاعفات الوسواس القهري
قد تظهر مشاكل أخرى لدى المصابين باضطراب الوسواس القهري، ومنها:- العجز عن الذهاب إلى العمل أو المدرسة.
- مشاكل العلاقات.
- انخفاض جودة الحياة.
- اضطرابات القلق.
- الاكتئاب.
- اضطرابات الأكل.
- الأفكار والسلوكيات الانتحارية.
- الإدمانات المختلفة.
- التهاب الجلد بسبب كثرة غسل اليدين.
* متى تنبغي زيارة الطبيب؟
إذا أثرت الأفكار والسلوكيات القهرية على جودة حياتك.* فحوصات لتشخيص الوسواس القهري
- الفحص الجسدي: لاستبعاد أي مشكلات أخرى قد تسبب هذه الأعراض، وفحص أي مضاعفات مرتبطة بالحالة.
- الاختبارات المعملية: مثل اختبار العد الكلي لمكونات الدم (CBC) والفحوص الخاصة بتناول الكحول والمواد المخدرة وفحص وظيفة الغدة الدرقية.
- التقييم النفسي: من خلال فحص الأفكار والمشاعر والأعراض وأنماط السلوك.
* معايير تشخيص الإصابة باضطراب الوسواس القهري
هذه هي المعايير المذكورة في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM) الذي نشرته الجمعية الأميركية للطب النفسي لتشخيص الإصابة باضطراب الوسواس القهري ما يلي:- وساوس أو سلوكيات قهرية أو كلتاهما.
- هذه الوساوس والسلوكيات القهرية تستغرق وقتا كبيرا وتعرقل الروتين اليومي والقدرة على العمل أو الحياة الاجتماعية.
- أن تتسبب الأفكار والسلوكيات القهرية في الضيق وعرقلة الحياة.
- أن تحاول تجاهل هذه الأفكار وتحاول تثبيطها عن طريق السلوكيات القهرية.
ولا بد أن تتحقق المعايير التالية في ما يتعلق بالسلوكيات القهرية:
- سلوكيات تكرارية تشعر بأنك مضطر للقيام بها.
- محاولة تحييد هذه الوساوس بفكرة أخرى أو بفعل آخر.
- الغرض من هذه السلوكيات أو الأفعال الذهنية منع الضيق أو الحد منه، لكنها تكون زائدة عن الحد أو غير مرتبطة واقعيًا بالمشكلة التي يُبتغى حلها.
* كيف يمكن التفرقة بين الكمالية والوسواس القهري؟
بعض هذه الأعراض قد تظهر في الأشخاص الذين يتسمون بالكمالية (perfectionist)، فكيف يمكن أن نفرّق بين الحالتين؟ وهل هناك فرق بين أن يكون الفرد كماليًا وأن يكون مصابًا باضطراب الوسواس القهري؟ عند المصاب بالوسواس القهري إن وساوسه وسلوكياته القهرية تؤثر على جودة حياته، وتسيطر عليها، ووجود هذه الوساوس والسلوكيات القهرية يسبب له الضيق الشديد، ولكن كل محاولات المقاومة تبوء بالفشل، والاستسلام للأفعال القهرية لا يؤدي إلى الراحة.* علاج الوسواس القهري
تهدف العلاجات للسيطرة على الأعراض، كي لا تسيطر هي على حياتك اليومية، والعلاجان الرئيسيان هما العلاج النفسي والأدوية، والجمع بينهما فعال.- العلاج النفسي: من خلال "التعريض مع منع الاستجابة" (ERP exposure and response prevention)، وتتضمن هذه الطريقة العلاجية تعريض المريض تدريجيًا لشيء يخافه أو تدور حوله وساوسه، مثل القذارة، وتعليمه طرقًا صحية للتكيف مع قلقه، ويحتاج العلاج بالتعرض إلى الممارسة وبذل المجهود، لكنه قد يساعد على الاستمتاع بحياة أفضل.
- الأدوية: يبدأ الأطباء بتجربة مضادات الاكتئاب، ومن الأدوية المعتمدة في هذه الخصوص من إدارة الغذاء والدواء الأميركية (FDA) لعلاج اضطراب الوسواس القهري ما يلي:
- كلوميبرامين (أنافرانيل).
- فلوفوكسامين (لوفوكس سي آر).
- فلوكسيتين (بروزاك).
- باروكسيتين (باكسيل أو بيكسيفا).
- سيرترالين (زولوفت).
ومن المعتاد تجربة عدة أدوية قبل الوصول للدواء الذي يمكنه السيطرة على الأعراض، وقد يستغرق هذا عدة أسابيع أو شهور قليلة.
- الآثار الجانبية للأدوية والمخاطر
- الآثار الجانبية: جميع الأدوية النفسية لها آثار جانبية، ومنها تهيج المعدة واضطرابات النوم والتعرّق وضعف الرغبة الجنسية؛ لذا ننصحك بالتحدث مع الطبيب بشأن الآثار الجانبية المزعجة.
- خطر الانتحار: معظم مضادات الاكتئاب أدوية آمنة بوجه عام، لكن قد يعاني الأطفال أو المراهقون أو البالغون دون سن الخامسة والعشرين من زيادة الأفكار والتصرفات الانتحارية عند تناول مضادات الاكتئاب، فإذا راودتك أفكار انتحارية عند تناول أحد مضادات الاكتئاب، فاتصل بطبيبك على الفور أو احصل على مساعدة طارئة.
- التفاعلات مع المواد الأخرى: يمكن لبعض الأدوية أن تكون لها تفاعلات خطيرة مع أدوية أخرى أو أطعمة أو مع الكحول أو غيره من العقاقير والمواد المخدرة، ومن هنا، يتعين عليك التحدث إلى طبيبك بشأن جميع الأدوية والمنتجات المتاحة بدون وصفة طبية التي تتناولها، بما في ذلك الفيتامينات والمكملات الغذائية المعدنية والعشبية.
- طرق العلاج الأخرى: تستمر الأبحاث بشأن الفاعلية المحتملة لطريقة التنبيه الدماغي العميق (DBS deep brain stimulation) لعلاج اضطراب الوسواس القهري الذي لا يستجيب لطرق العلاج التقليدية، ولكنه لم يخضع لاختبارات دقيقة وشاملة.
المصادر:
OCD
What is OCD?
OCD-UK