صحــــتك

ما هي البواسير وما أعراضها وعلاجها؟

الصورة
الدكتورة سحر طلعت
البواسير مرض شائع وأعراضه مزعجة
البواسير (Piles or Hemorrhoids) من الأمراض الشائعة جدًّا، وتَظهر على شكل حكّة ونزف وعدم الراحة في منطقة الشَّرج، وهي عبارة عن انتفاخ وتورم أَوْرِدة فتحة الشرج والجزء السفلي من المستقيم.
تَحدُث البواسير نتيجة زيادة الضغط داخل تجويف البطن والحوض بسبب الإمساك، أو بسبب الضغط على الأوردة خلال فترة الحمل، وقد تكون البواسير داخلية (بداخل المستقيم)، أو تكون خارجية حيث تكون تحت الجلد حول فتحة الشرج من خارجها، وتتوافر العديد من خيارات العلاج الفعالة، ويمكن لمعظم المصابين تخفيف الأعراض باستخدام العلاجات المنزلية، وتغييرات نمط الحياة، ولكن بعد استبعاد الأسباب الأخرى للنزف الشرجي.

ما هي أعراض البواسير؟

من أهم أعراض البواسير:

  • نزف مؤلم أو غير مؤلم أثناء التغوّط، وقد يَظهَر على شكل كميات صغيرة من الدم الأحمر الفاتح على ورق التواليت أو في المرحاض.
  • حكة في منطقة الشرج.
  • ألم الشرج (آلام البواسير).
  • تورّم أو بروز نتوءات حول فتحة الشرج، وقد تكون مؤلمة.
  • سلس البراز (عدم التحكّم بإخراج البراز).

ما هي أنواع البواسير؟

تنقسم البواسير إلى نوعَين رئيسيَّين، البواسير الداخلية والبواسير الخارجية.

  • البواسير الداخلية

توجد هذه البواسير داخل المستقيم، ولا يمكنك أن تراها أو تشعر بها، وأعراضها غالباً ما تكون النزف بسبب أذيّة سطح الباسور أثناء التبرز، وعادة لا يكون هناك تورم ظاهر أو حكة أو ألم حول فتحة الشرج، إلا إذا زاد الضغط داخل الباسور، وأدى إلى بروزه من خلال فتحة الشرج.

  • البواسير الخارجية

توجد تحت الجلد حول فتحة الشرج من الخارج، وعندما تتهيج تسبب النزف أو الشعور بحكة، وأحياناً قد يحدث فيها تخثر، ما يؤدي إلى ألم شديد وتورّم والتهاب.

هل النزيف الشرجي يَحدث بسبب البواسير فقط؟

النزيف خلال التغوط هو العلامة الأكثر شيوعاً من علامات الإصابة بالبواسير، ولكن هذا العَرَض يمكن أن يَحدث مع أمراض أخرى أخطر، ومنها:

  • سرطان القولون والمستقيم وسرطان الشرج.
  • أورام القولون الحميدة، ومنها زوائد القولون (الناميات) التي تحتاج لتشخيص لاستبعاد احتمالية تحول خلاياها لخلايا خبيثة.
  • التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.

لذا، من المهم ألا تفترض أن النزف هو بسبب البواسير دون استشارة الطبيب الذي سيقوم بالفحص الجسدي، وإجراء اختبارات أخرى لتشخيص البواسير، واستبعاد الأمراض الأخرى الأكثر خطورة.

ما هي أسباب البواسير؟

تَحدث البواسير الخارجية عندما تتمدّد وتنتفخ وتتورّم الأوردة الموجودة حول فتحة الشرج عندما تتعرّض للضغط، وقد تسبب العوامل الآتية زيادة الضغط على الأوردة: 

  • الإمساك المزمن، ما يؤدي إلى زيادة الجُهد المبذول أثناء التبرز.
  • الجلوس لفترات طويلة على المرحاض.
  • الإسهال المزمن.
  • الحَمل.
  • السُّمنة.
  • النظام الغذائي المنخفض الألياف.
  • ممارسة الجنس الشرجي.
  • ضعف الأنسجة التي تدعَم الأوردة بسبب التقدّم في العمر.

ما هي مضاعفات البواسير؟

مضاعفات البواسير غير شائعة، وتشمل:

  • فقر الدم، بسبب فقدان الدم المزمن.
  • اختناق البواسير، إذا انقطَع تزويد البواسير الداخلية بالدم، فقد "تختَنق" البواسير، وهو ما يمكن أن يسبب الشعور بالألم الشديد، ويؤدي إلى موت أنسجتها (الغرغرينا).

إجراءات تفعلها لتخفيف أعراض البواسير حتى زيارة الطبيب

حتى يحين موعد زيارة الطبيب، يمكنك اتباع الخطوات الآتية لتخفيف أعراض البواسير:

تشخيص البواسير

يقوم الطبيب بالإجراءات الآتية لتشخيص البواسير واستبعاد الأمراض الأكثر خطورة:

  1. فحص القناة الشَّرجية والمستقيم بالإصبع، للبحث عن أي نمو غير طبيعي.
  2. تنظير القناة الشرجية والمستقيم باستخدام منظار الشّرج أو منظار المستقيم أو المنظار السيني، ما يساعد الطبيب على رؤية ما بداخل الشرج والمستقيم.
  3. استخدام المنظار القولوني لفحص شامل للقولون، وقد يوصي الطبيب بذلك في الحالات الآتية:
  • إذا كانت العلامات والأعراض تشير إلى احتمال إصابتك بمرض آخر.
  • إذا كنت مُعرَّضاً لعوامل خطورة الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
  • إذا كنت تبلغ من العمر أكثر من 50 عاماً، ولم تُجرِ منظار القولون أخيراً.


متى يلزم استشارة الطبيب لعلاج البواسير؟

يلزم استشارة الطبيب لعلاج البواسير عند حدوث الآتي:

  • عند حدوث النزف الشرجي المتكرر لاستبعاد الأمراض الأكثر خطورة.
  • إذا كانت البواسير تسبب الألم المتكرر أو الحاد، ولا تتحسَّن بالعلاجات المنزلية.
  • إذا حدث تغيّر ملحوظ في الأعراض، مثل تغير عادات الأمعاء، أو إذا تغيّر لون البراز، أو إذا خرجَت كتل دم، أو دم مختلط بالبراز، فاستشر الطبيب فوراً، إذْ يمكن أن يشير هذا إلى وجود نزف من أماكن أخرى في الجهاز الهضمي.
  • اطلب الرعاية الطبية الطارئة إذا كان النزف غزيراً، أو شعرت بالدوار أو الدوخة أو الإغماء.

ما هو علاج البواسير؟

يتضمن علاج البواسير للرجال والنساء إجراء تغييرات نمَط الحياة، وأحياناً تكون الأدوية أو العمليات الجراحية ضرورية.

أولاً: الأدوية

إذا كانت البواسير تسبب إزعاجا بسيطاً، فيمكن استخدام كريمات أو مراهم أو تحاميل أو ضمادات تُصرَف دون وصفة طبية، وتحتوي هذه المنتَجات على مكونات، مثل الهماميليس أو الهيدروكورتيزون، ويمكنها تخفيف الألم والحكة. احرص على ألا تَستخدِم هذه المنتجات دون وَصفة طبية لأكثر من أسبوع، ما لم يوصِ الطبيب بغير ذلك، إذْ يمكن أن تسبب هذه المنتجات آثاراً جانبية، مثل الطفح الجلدي والالتهاب وترقق الجلد.

ثانياً: الإجراءات الجراحية البسيطة لعلاج البواسير:

  1. إزالة الجلطة الدموية داخل الباسور الخارجي بشقّ بسيط، ما يؤدي إلى تخفيف سريع للألم.
  2. في حالة النزف المستمر أو البواسير المؤلمة، قد يوصي الطبيب بواحد من هذه الإجراءات التي يمكن إجراؤها في العيادات الخارجية:
  • رَبط البواسير بالرباط المطاطي، حيث يضَع الطبيب رباطاً مطاطياً صغيراً أو أكثر حول قاعدة البواسير الداخلية لمَنع تدفق الدم عنها، ما يُؤدي إلى ذبول وموت هذه البواسير وسقوطها خلال أسبوع واحد، وهو علاج فعال لكثير من المرضى، لكنه قد يكون غير مريح في البداية، وقد يسبب بعض النزف، ولكن نادراً ما يكون شديداً.
  • الحَقن، حيث يَحقن الطبيب محلولاً كيميائياً في البواسير لتقليصها، وقد يسبّب هذا العلاج ألماً قليلاً، لكنه أقلّ فعالية من الرباط المطاطي.
  • التخثّر، باستخدام الليزر أو الأشعة تحت الحمراء أو الحرارة، ما يؤدي إلى تصلّب البواسير الداخلية الصغيرة وذبولها، والآثار الجانبية لهذا الإجراء قليلة، لكن معدل الانتكاس أعلى من العلاج بالرباط المطاطي.

ثالثاً: إجراءات جراحية أخرى لعلاج البواسير

تُستخدَم هذه الإجراءات في حال فشل الإجراءات البسيطة السابقة، وفي حالة البواسير الكبيرة،  وقد يحتاج المريض للبقاء في المستشفى.

  • استئصال البواسير، يُزيل الجراح الأنسجة الزائدة التي يمكن أن تسبّب النزف، ويمكن إجراء الجراحة بمخدِّر موضعي، أو تخدير نصفي أو تخدير عام. وهذه الجراحة هي الوسيلة الأكثر فعالية لعلاج البواسير الحادة أو المتكررة، ويَشعر معظم المرضى ببعض الألم بعد الجراحة، ويمكن تخفيف الألم باستخدام مسكنات الألم، أو الجلوس في حمَّام ماء دافئ.
  • تدبيس البواسير، يَمنع التَّدبيس تدفّق الدم للأنسجة البواسيرية، ويسبب ألماً أقل من الاستئصال، ويَسمح بالرجوع لممارسة الأنشطة العادية بشكل أسرع، لكن معدّلات عودة البواسير أكثر من الاستئصال.

رابعاً: علاج البواسير في المنزل

تساعد العلاجات المنزلية في تخفيف الألم الخفيف والتورم والالتهاب، ومن هذه العلاجات ما يأتي:

  • علاجات مَوضعية مثل الكريمات التي تُصرف دون وَصفة طبية، أو التحاميل التي تحتوي على الهيدروكورتيزون، أو الهماميليس أو مخدر موضعي.
  • الجلوس في حمَّام ماء دافئ أو حمَّام نصفي بشكل منتظم، لمدة 10 إلى 15 دقيقة، من مرتين إلى ثلاث في اليوم.
  • الحفاظ على نظافة منطقة الشرج، من خلال الاغتسال يومياً لتطهير الجلد حول فتحة الشرج بالماء الدافئ بلطف، ولكن تجنَّب الصابون والمناديل المعطّرة أو المحتوية على الكحول.
  • عدم استخدام ورق التواليت الجاف، ولكن يمكن استخدام المناشف الرطبة، أو ورق التواليت الرطب الذي لا يحتوي على العطور أو الكحول.
  • استخدام كمادات الثلج أو الكمادات الباردة على فتحة الشرج لتخفيف التورم.
  • تناول مسكنات الألم عن طريق الفم، مثل الأسيتامينوفين أو الأسبيرين أو الإيبوبروفين، للمساعدة في تخفيف الشعور بالانزعاج.

تخفف هذه العلاجات الأعراضَ في غضون أسبوع، وإذا لم تشعر بالراحة خلال أسبوع أو إذا شعرت بالألم الشديد أو النزيف قبل ذلك، فحدد موعداً لاستشارة الطبيب.

الوقاية من البواسير

أفضل طريقة للوقاية من البواسير هي الحفاظ على البراز ليناً، بحيث يخرج بسهولة عند التبرز، ويُنصَح باتباع ما يأتي:

  • تَناوَلْ أطعمة غنية بالألياف، مثل المزيد من الفواكه والخضراوات والحبوب الكاملة، ولكن أَضِف الألياف إلى نظامك الغذائي ببطء لتجنب المعاناة من مشكلات الغازات.
  • تناوَل الكثيرَ من السوائل، اشرب 6-8 أكواب من الماء والسوائل الأخرى (غير الكحولية) يومياً للحفاظ على البراز ليناً.
  • تناوَلْ المكملات الغذائية المحتوية على الألياف، مثل المكملات المحتوية على الألياف التي تباع دون وصفة طبية، مثل ميتاموسيل وسيتروسيل، ولا تنسَ شرب الماء الكافي مع هذه المكملات.
  • تغوَّط حالما تشعر بالحاجة لذلك، لأن تأخير التغوط قد يؤدي إلى براز جاف يصعب خروجه.
  • ممارسة الرياضة لمنع الإمساك، تساعدك ممارسة الرياضة في خفض الوزن الزائد الذي يمكن أن يساهم في الإصابة بالبواسير.
  • تجنَّب الجلوس لفترات طويلة، والذي يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغط على الأوردة الموجودة في فتحة الشرج.

تخفيف أعراض البواسير عند الحوامل

البواسير من المشكلات الشائعة أثناء الحمل، بسبب زيادة تدفق الدم لمنطقة الحوض، وزيادة الضغط داخل البطن، يمكن أن تستخدم الحامل هذه الإجراءات التي تخفف من الأعراض:

  • استخدمي مغطَس الماء الدافئ، لكن لا تضعي الصابون أو سائل فقاعات الاستحمام في الماء.
  • تجنبي الجلوس لفترات زمنية طويلة، واستلقي على جانبك قدر الإمكان، أو انهضي، وإذا كنت مضطرةً إلى الجلوس، فافعلي ذلك على نحو متقطع، أو اجلسي على الوسادة المصمَّمة لمرضى البواسير (الوسادة الحَلَقية).
  • استخدمي العلاجات المُتاحة دون وصفة طبية، كالكريمات والتحاميل الشرجية الآمنة أثناء الحمل، ويُنصح باستشارة طبيبكِ قبل تناول أي أدوية.
  • خفّفي الإمساك، واعملي على الوقاية منه بالإكثار من تناول الألياف، وشرب المياه الكافية، والحرص على ممارسة الرياضة، ويمكن أن يصف لكِ طبيبكِ مكملات الألياف الآمنة، وملينات البراز الآمنة، لكن قد يتطلَّب تفاقُم البواسير التدخلَ الجراحي بعد الولادة.

المصادر:
Hemorrhoids
Hemorrhoids and what to do about them

آخر تعديل بتاريخ
31 أغسطس 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.