صحــــتك

ما هي الدعامات القلبية المطلية بالأدوية؟

الصورة
الدكتور عامر شيخوني
الدعامات المحملة بالأدوية
إذا كنت مصاباً بتضيّق أو انسداد في واحد أو أكثر من شرايين القلب، وقرر الطبيب أنك في حاجة لتركيب دعامة في شرايين القلب، فأيها تختار: الدعامات القلبية غير المغلفة أم الدعامات القلبية المغلفة المطلية بالأدوية؟ وما هي مزايا ومخاطر كل نوع منها؟
دعامات شرايين القلب هي أنابيب شبكية صغيرة يتم إدخالها عن طريق قسطرة القلب لإبقاء شرايين القلب مفتوحة، ويتم إدخالها من خلال عملية يُطلق عليها إصلاح الأوعية الدموية Angioplasty (التدخل لإصلاح الشرايين التاجية عن طريق الجلد).

هناك نوعان رئيسيان من دعامات شرايين القلب:
الدعامات المعدنية البسيطة غير المغلفة، وهي شبكات معدنية خاصة بشرايين القلب، ولا يحمّل عليها أي نوع من أنواع الأدوية المساعدة على بقاء الشرايين سالكة.
أما الدعامات المحملة بالأدوية، أو الدعامات المطلية بالأدوية Drug-eluting stents، فيكون التكوين الشبكي لها مطليًا بالبوليمر المحمّل عليه بعض الأدوية الخاصة، وهي تطلق جرعة من هذه الأدوية التي تساعد على منع تكرار حدوث الانسداد في مكان وضع الدعامة.

وبشكل عام، يفضل معظم الأشخاص الدعامات المحملة بالأدوية على الدعامات المعدنية غير المغلفة. وذلك لأنها تمنع تكرار حدوث الانسداد بنسبة أفضل، بالمقارنة بالدعامات المعدنية غير المغلفة. كما أن الدراسات أظهرت أنها آمنة مثل درجة أمان الدعامات المعدنية غير المغلفة.

ولكن الدعامات المطلية المحملة بالأدوية تتطلب فترة علاجية أطول بأدوية ترقيق الدم، لمنع تجلط الدم فيها مما يؤدي إلى انسدادها المفاجئ. وهذا يجعل استخدامها أقل تفضيلاً بالنسبة لمن يعاني من القابلية للنزف، أو لمن سيحتاجون إلى إجراء جراحة خلال عام بعد إدخال الدعامة. وسوف تساعدك المعلومات التالية في مناقشة الطبيب حول ما إذا كانت الدعامة المحملة بالأدوية مناسبة لك أم لا.
  • ما هي الدعامة القلبية؟

الدعامة القلبية هي شبكة معدنية صغيرة مصنوعة بشكل أنبوب شبكي معدني، ويتم إدخالها من خلال قسطرة القلب عن طريق الجلد، وهي إجراء يستهدف توسعة شريان متضيّق أو مسدود من شرايين القلب، عن طريق توسيعه أولاً ببالون صغير. ثم توضع الدعامة لتساعد على منع انسداد الشريان مرة أخرى (تمنع عودة تضيّق الشريان).

ولكن حتى مع وجود الدعامات، قد يحدث انتكاس وعودة لتضيّق الشريان أو انسداده بنسبة  10% إلى 20% من الحالات مرة أخرى. وتقل هذه النسبة بعد وضع الدعامات المطلية المحملة بالأدوية إلى حوالي 5%.

يمكن تصنيف الدعامات إلى صنفين: الدعامات المعدنية غير المغلفة والدعامات المطلية المحملة بالأدوية.

  • الدعامات المعدنية غير المغلفة Bare-metal stents لا تكون مغلفة بأي طلاء أو دواء. وتكون هذه الدعامات بمثابة ركيزة لإبقاء الأوعية الدموية مفتوحة بعد توسيعها من خلال الجراحة. ومع تعافي الشريان، تنمو الأنسجة الطبيعية حول الدعامة وتثبتها مكانها. ومع ذلك، قد يؤدي الإفراط في نمو النسيج الندبي في بطانة الشريان، في بعض الأحيان، إلى ازدياد خطر تكرار التضيق أو الانسداد.
  • الدعامات المطلية المحملة بالأدوية Drug-eluting stents تكون الشبكة المعدنية مغلفة بدواء يتم إطلاقه ببطء، للمساعدة في منع نمو النسيج الندبي في بطانة الشريان. وهذا يساعد على إبقاء الشريان سلسًا ومفتوحًا، مما يضمن تدفق الدم بصورة جيدة.
ولقد تم علاج كثير من الأشخاص المصابين بتضيقات وانسدادات في شرايين القلب بنجاح باستخدام الدعامات المطلية المحملة بالأدوية، مما يقلل الحاجة إلى العمليات الأكثر تدخلية مثل العمليات الجراحية لتحويل مسار الشريان التاجي coronary artery bypass surgery. وكلما قل خطر تكرار انسداد الشرايين باستخدام الدعامات المحملة بالأدوية، انخفضت الحاجة إلى تكرار عمليات جراحة الأوعية الدموية التي تنطوي على خطر حدوث مضاعفات مثل الأزمة القلبية والسكتة الدماغية.
  • ما هي خيارات العلاج المتاحة لتحسين تضيق وانسداد شرايين القلب؟

تعد الدعامات المحملة بالأدوية أحد الخيارات المتاحة لعلاج تضيق أو انسداد شرايين القلب، ويمكن أن يختار مريض تضيق الشرايين من بين أربعة خيارات، وكل منها ينطوي على ميزات ومخاطر:
  • الأدوية وتغيير أنماط الحياة. إذا كنت تعاني من أعراض تضيق الشرايين التاجية، مثل الذبحة الصدرية، ولم تكن حالتك حادة أو مهددة للحياة على الفور، فقد يكون من الأفضل تجربة الأدوية أولاً، مثل حاصرات بيتا، والنترات، وحاصرات قنوات الكالسيوم، والأسبرين، والعقاقير المخفضة للكوليسترول.
وإلى جانب تناول الأدوية، فقد يكون تغيير أنماط الحياة له نفس الدرجة من فاعلية وضع الدعامة في بعض الأحوال، وقد يتمثل هذا التغيير في الإقلاع عن التدخين واتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة. حتى إن كانت لديك دعامة قلبية بالفعل، فعلى الأرجح، سوف يصف لك الطبيب أدوية أيضًا، مثل العقاقير المخفضة للكوليسترول، ويأمر بتغيير أنماط الحياة.
  • الدعامات المعدنية غير المغلفة. يمكن أن تثبت هذه الدعامات فعالية جيدة؛ ولكن معدلات عودة تضييق الشريان تكون أكثر ارتفاعا مقارنة بالدعامات المطلية المحملة بالأدوية. ولكن قد يحقق هذا النوع من الدعامات استفادة أكبر لك (مقارنة بالدعامات المحملة بالأدوية) إذا كنت في حاجة لإجراء جراحة غير متعلقة بالقلب (جراحة المعدة أو الفتق على سبيل المثال) بعد وضع الدعامة بوقت قصير، أو كنت تعاني من مشكلة نزيف. كما تتميز بأن سعرها أقل بكثير من سعر الدعامات المطلية.
  • الدعامات المطلية المحملة بالأدوية. تعد الدعامات المطلية المحملة بالأدوية آمنة وذات فاعلية في معظم الأحوال، ويرتبط بها معدل أدنى لعودة تضيق الشريان مقارنة بالدعامات المعدنية غير المغلفة. ولا بد من تناول الأدوية كما هي موصوفة لك لتحقيق الفاعلية المثلى.
  • عملية جراحة تحويل مسار الشريان التاجي. تُستخدم هذه العملية الجراحية لتحويل مسار الدم حول الشرايين المتضيقة والمسدودة في القلب. حيث يأخذ الجراح وعاءً دمويًا سليمًا من الساق أو الذراع أو الصدر ثم يوصله بالشرايين المصابة في القلب حتى يتحول مسار الدم حول المنطقة المصابة أو المسدودة.

وتتمتع هذه الجراحة بفعالية جيدة، إلا أنها أكثر تدخلاً more invasive من استخدام الدعامات؛ وهذا يعني أنها تتطلب فترة تعاف أطول وتنطوي على مخاطر أكبر من حيث حدوث المضاعفات مقارنة بالدعامات.
  • ما هي النصائح بعد وضع الدعامة؟

إليك ما يجب فعله بعد وضع الدعامة:
  • تناول الأسبرين. سوف يوصيك الطبيب بتناول الأسبرين يوميًا ولفترة غير محددة، وذلك لتقليص خطر حدوث تجلط داخل الدعامة. اتبع تعليمات الطبيب حول كمية ونوع الأسبيرين المفترض تناوله.
  • تناول أدوية إضافية مضادة للتجلط. يُوصف للأشخاص الذين يضعون دعامات أدوية مضادة للتجلط (مضادات الصفيحات الدموية) مثل الكلوبيدوجريل (بلافيكس). وتوصي جمعية القلب الأميركية وإدارة الغذاء والدواء الأميركية الأشخاص الذين يضعون دعامات محملة بالأدوية، بالاستمرار في تناول الأدوية مثل الكلوبيدوجريل من أجل الحد من خطر تجلط الدعامة على الأقل خلال عام واحد بعد إدخال الدعامة. وبالنسبة لمعظم الأشخاص الذين يضعون دعامات معدنية غير مغلفة، فيُوصى عادة بتناول دواء إضافي مضاد للتجلط لمدة شهر واحد فقط بعد وضع الدعامة.
اسأل اختصاصي أمراض القلب عن الفترة التي يفترض فيها تناول مضاد التجلط والأدوية الأخرى. وسوف تعتمد الإجابة على نوع الانسداد ونوع الدعامة وخطر النزيف لديك. ولا تتوقف عن تناول الأسبرين أو الأدوية الأخرى المضادة للتجلط من دون استشارة اختصاصي أمراض القلب أولاً.
  • إبلاغ مقدمي الرعاية الصحية الآخرين. أخبر طبيب الرعاية الأساسية الخاص بك والاختصاصيين الآخرين الذين تزورهم، بالأدوية التي تتناولها ووضعك للدعامة. حيث يمكن أن تؤثر الأدوية المضادة للتجلط والأسبرين على العمليات الجراحية والعمليات الطبية الأخرى، وقد تتفاعل مع أدوية أخرى.
  • ما هي مخاطر إجراء عمليات جراحية غير قلبية أخرى بعد وضع الدعامة القلبية؟

إذا كنت تفكر في الخضوع لعملية جراحية غير متعلقة بالقلب (جراحة غير قلبية) في خلال عام بعد وضع الدعامة، فإليك ما عليك فعله:
  • قم بتأجيل موعد الجراحة غير القلبية لعام واحد بعد وضعك للدعامة إن أمكن ذلك.
  • وإن تعذر تأجيل هذه الجراحة، فتناقش مع الطبيب حول الأدوية التي تتناولها مثل الأسبرين أو الكلوبيدوجريل. وربما يتطلب الأمر إجراء تعديلات على الجرعات التي تتناولها.
  • إذا كنت تتوقع على الأرجح الحاجة لإجراء عملية جراحية خلال العام الذي يلي وضع الدعامة، فقد تكون الدعامة المعدنية غير المغلفة خيارًا أفضل بالنسبة لك. وكذلك من الأفضل أن تضع في اعتبارك وضع دعامة معدنية غير مغلفة إن كنت في خطر متزايد لحدوث نزيف أو لا تعتقد أنك ستكون قادرًا على تناول الأدوية المضادة للتجلط كما سيصفها الطبيب. ويجب عليك التحدث إلى طبيبك بشأن حالتك.
آخر تعديل بتاريخ
03 يوليو 2021
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.